طب وصحة

فصل الخريف يختبر نظام المناعة لدى الإنسان

[ALIGN=JUSTIFY]هناك علاقة بين بعض الأمراض الوبائية في العالم وبين فصول السنة المختلفة، فمنها ما ينشط في فصل الصيف، مثل: الكوليرا، والتيفود، والدوسنتاريا، ومنها ما يظهر في فصل الشتاء، مثل: الالتهاب الرئوي، والأنفلونزا، ومنها ما تزيد نسبته مع فصل الربيع، مثل: الحصبة، والربو الربيعي، والحمى القرمزية.
وتتأثر صحة الإنسان بكل عناصر المناخ، ولكن بصورة متفاوتة، وجاءت دراسة تشيكية حديثة لتؤكد لنا أن فصل الخريف يمثل بطقسه المتغير وقلة شمسه وقصر نهاره والتأثيرات التي يحملها معه على مزاج الإنسان وصحته اختباراً جدياً لنظام المناعة لدى الإنسان ولذلك فإن الصمود فيه يعتبر أحد المؤشرات على أن النظام المناعي للجسم لايزال قوياً ومتماسكاً.
وشددت الدراسة على أن هناك ثلاثة عوامل مهمة تلعب دوراً حاسماً في تحصين وتعزيز نظام المناعة وهي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الحركة الكافية والعيش بدون توتر وقلق واعتبرت الطعام الصحي بأنه الأكثر أهمية وضرورة خلوه من الدسم والتركيز على اللحم الأبيض والسمك والحبوب وتناول القدر الكافي من الماء وعلى تناول خمس وجبات يومياً منها وجبتان تتضمنان الفواكه والخضار.
وأكدت الدراسة أن المحافظة على لياقة الجسم يتطلب ممارسة التدريب أربع مرات في الأسبوع لمدة 40 دقيقة كل مرة أما في حال عدم المقدرة على ذلك فيتوجب المشي على الأقل 10 آلاف خطوة يومياً.
ويضعف التوتر نظام المناعة لدى الإنسان أيضاً بشكل كبير لأنه يعكر النوم ونظام الهضم ويؤثر ولاسيما في فصل الخريف بشكل بارز على الوضع الصحي العام للإنسان، ولهذا نصحت الدراسة بتجنبه قدر الامكان وعدم تحميل الإنسان نفسه مهاماً كثيرة لايستطيع القيام بها خلال وقت قصير، كما أكدت الدراسة على أهمية تناول الفيتامينات المناسبة خلال الخريف لآنها تساعد في مناعة الجسم ومقدرته على التصدي للفيروسات والبكتيريا المختلفة.

فصل الصيف يحافظ على صحتك

استعرض علماء وخبراء عشرة أسباب أساسية تحدد أفضلية الصيف وتميزه على فصول السنة الأخرى فيما يتعلق بصحة الإنسان ونشاطه وحيويته.
ويرى العلماء أن الأجواء المشمسة وارتفاع الحرارة لا تساعد في توفير مناخ معتدل فحسب بل تقدم الكثير من الفوائد للصحة والحياة البشرية، إذ يساعد ضوء الشمس في تنظيم معظم العمليات الحيوية في الجسم كما يساهم في تحسين الصحة البدنية والنفسية ونوعية الحياة.
وأول تلك الأسباب العشرة تتمثل في تقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبية، فقد أظهرت البحوث العلمية أن معدلات الوفاة من النوبات القلبية تكون أقل في فصل الصيف مقارنة بالشتاء، كما كشف بحث أجري في بريطانيا على 11 ألف شخص ممن أصيبوا بنوبات قلبية على مدى تسع سنوات 1991 – 1999، أن معدل النجاة زاد بنسبة 19 % إذا حدثت النوبة في فصل الصيف.
وأوضح الأخصائيون أن المستويات العالية من فيتامين “د” الذي يحتاج إنتاجه في الجسم إلى أشعة الشمس، تلعب دوراً وقائياً عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مشيرين إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية مهمة أيضاً عند ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم لأنها تحوله إلى فيتامين “د”، لذلك فإن التعرض للشمس يمثل طريقة جيدة لتقليل ستويات الكوليسترول، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وبينت الدراسات أيضًا أن ضوء الشمس يلعب دوراً حيوياً في الوقاية من أنواع مختلفة من الأمراض المزمنة، إذ يزيد نقص فيتامين “د” الضروري لامتصاص الكالسيوم في الجسم، خطر الإصابة بهشاشة وترقق العظام، كما أظهرت عدة بحوث سابقة أن نمو الورم في كل من سرطانات المبيض والثدي والأمعاء يبطؤ عند التعرض للشمس.
أما ثاني الأسباب فيتمثل في زيادة إقبال الناس خلال الصيف على تناول الخضراوات والفواكه، إذ يساعد الارتفاع في درجات الحرارة وتوافر الفاكهة الصيفية بأنواعها المختلفة، في الحصول على الكميات الموصى بها التي تتحدد بخمس حصص على الأقل من الثمار الطازجة يومياً.
وأشار الخبراء في مؤسسة التغذية البريطانية، إلى أن الكثير من الثمار الصيفية من توت وفراولة وكرز وغيرها، غنية بفيتامين “سي” وتحتوي على مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة تعمل على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وأهمها السرطان، إضافة إلى دورها في تنشيط جهاز المناعة وتخفيف الوزن لانخفاض محتواها من السعرات الحرارية.
ولفت العلماء إلى أن معدل استهلاك السعرات يكون أقل بشكل عام في فصل الصيف، لأن زيادة درجة حرارة الجسم تضعف شهية الإنسان للأطعمة الدهنية والسكريات، بعكس الشتاء حيث يزداد الإقبال على تناولها طلبا للشعور بالدفء.
أما ثالث الأسباب فهي علاجية، بمعنى أن التعرض لأشعة الشمس يحقق أثرا علاجيا على الجلد، وخاصة عند من يعانون من حب الشباب والصدفية والالتهابات الجلدية.
ويقول الطبيب إيان وايت استشاري طب الجلدية في مستشفى سانت توماس بلندن، إن الكثير من الاضطرابات والأمراض الجلدية تتسبب عن فرط حساسية الجهاز المناعي، وأشعة الشمس تقلل هذه الحساسية، مشيرا إلى أنه من الأفضل المشي تحت الشمس بدلا من الجلوس والتعرض لها مباشرة لما لذلك من آثار سلبية مثل الحروق والسرطان.
ونبه العلماء إلى أن الرياضة هي أكثر الطرق فعالية لحرق السعرات الحرارية الزائدة، وتحسين التدفق الحيوي للأكسجين إلى الدماغ، وتقليل مستويات التوتر، وزيادة القدرة على التركيز، لذلك يوصي خبراء اللياقة بـ 20 دقيقة من الرياضة الهوائية مثل المشي السريع أو السباحة ثلاث مرات أسبوعياَ.
كما يعتبر الطقس الدافئ مفيداَ للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل، حيث يشعر الكثير منهم بالحيوية والقدرة على الحركة وانخفاض ملحوظ في درجات الألم، خلال الصيف.
ويتمثل خامس فوائد الصيف على الصحة، في إقبال الناس على الإكثار من شرب الماء الذي يعتبر مصدر الحياة وأهم المواد للعمليات الحيوية التي تجري في الخلايا، ويساعدها على القيام بوظائفها بصورة صحيحة ومناسبة، وتشمل تحسين عملية الهضم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وتحسين صحة الجلد وحيويته ونضارته، والتخلص من السموم.
وفي أشهر الصيف يزداد التوجه نحو شرب لترين كاملين من الماء، وهي الكمية اليومية الموصى بها التي يحتاجها الإنسان للمحافظة على صحة أفضل.
ويرى الخبراء أن سادس فوائد الصيف يكمن في تقليل خطر الإصابة بالتجلط والانسداد الرئوي، حيث يساعد الجو الدافئ على توسيع الأوعية الدموية، فتسمح للدم بالمرور والدوران بشكل أفضل.
أما السبب السابع فيعتمد على دراسة كندية أظهرت أن الجو الجاف والمشمس والصافي يقلل نوبات الصداع النصفي ويخفف معاناة المرضى المصابين به، بينما تشجع الأجواء الغائمة والرطبة ظهور الأعراض.
ويؤثر فصل الصيف على مرضى السكري أيضاَ، حيث لاحظ الأطباء أن التغيرات في الطقس تزيد معدلات الإصابة بالسكري المعتمد على الأنسولين، كما أظهرت الإحصاءات أن هذا النوع من المرض أقل شيوعاَ في البلدان الحارة القريبة من خط الاستواء.
وتوضح إحدى النظريات أن كمية التعرض لضوء الشمس قد تؤثر على عمل الأنسولين أو على مجموعة الهرمونات التي تنظم إنتاجه، وهذا التأثير الفصلي يبدو واضحا عند مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و 15 عاماَ, ويكون الذكور أكثر حساسية من الإناث لهذا التغير.
وأخيراً، يقول العلماء أن التعرض للشمس في الصباح الباكر يساعد في تنظيم أنماط النوم عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم والقلق، وذلك لأن ضوء الشمس الطبيعي يساعد في إعادة تشغيل الساعة البيولوجية الداخلية للجسم، إضافة لما تلعبه أشعة الشمس في خلق حالة من التوازن العاطفي، بعد حالة الكآبة المعروفة التي يسببها فصل الشتاء.
لذلك ينصح خبراء النوم بالتعرض لضوء الشمس لمدة ساعة على الأقل في الفترة الصباحية ما بين الساعة السابعة والتاسعة كل يوم للتخلص من مشكلات الأرق وعدم القدرة على النوم أثناء الليل، مشيرين إلى ضرورة النوم في غرفة غير مضاءة لأن الظلام يزيد إنتاج هرمون “الميلاتونين” المسؤول عن النوم.

الشتاء فصل النوبات القلبية والضغط

تشير العديد من الدراسات المختلفة في العديد من المناطق والدول التي ينتشر فيها البرد وتنخفض فيها درجات الحرارة إلى حدوث أمراض القلب والسكتة القلبية وأمراض الأوعية الدموية، حيث لوحظ أن أمراض السكتة القلبية تعتبر أكبر مسبب لحدوث الوفيات في فصل الشتاء وعند انخفاض درجات الحرارة حيث قد يحدث ذلك في أكثر الحالات في الساعات واليوم الأول أو الثاني للتعرض المفاجئ لانخفاض درجات الحرارة خاصة عند بعض الفئات مثل كبار السن، لذلك ينصح بتجنب التعرض لانخفاض في درجات الحرارة بشكل مفاجئ وخاصةً أن مثل هذه المشكلة الداخلية تزيد بنسبة واضحة حدوثها عند إصابة الشخص بمشاكل في الجهاز التنفسي.
وتحدث مشاكل أمراض القلب عند انخفاض درجة الحرارة تنتج من تغيرات في تركيب الدم والتي يلاحظ أنها تحدث في فصل الشتاء والتي قد توضح حدوث سرعة تخثر الدم وتجمع الصفائح في الأوعية الدموية.
و من العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة حدوث وتجمع وتخثر الدم في الأوعية الدموية خلال فصل الشتاء هو ارتفاع معدلات ضغط دم الإنسان خلال فصل الشتاء وقد يزيد الأمر تعقيد إذا زاد الفرق بين قراءات الضغط الانضباطي “البسط” مقارنة بالضغط الانبساط “المقام” لذلك يجب الحرص على متابعة الضغط وخاصة عند بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط لديهم والذي سوف يزيد مع انخفاض درجات الحرارة
انقطاع الطمث والكوليسترول يتأثران بفصول السنة
أكد خبراء خصوبة مجريون أن تعاقب فصول السنة قد يكون له تأثير على توقيت انقطاع الطمث لدى النساء مما يضاف إلى عوامل مؤثرة أخرى مثل نقص إنتاج البويضات.
وخلص العلماء إلى أن فصلي الربيع والخريف يلعبان دوراً كبيراً في انقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة.
وأوضح دكتور جانوس جاراي من مستشفى مقاطعة بارانيا التعليمي في بايتش بالمجر أن فريقه اكتشف أن هناك ذروة كبرى بعد فصل الربيع وأخرى صغرى بعد الخريف.
وحول آخر البحوث العلمية عن الدورة الشهرية أثبتت دراسة علمية حديثة أن النساء اللاتي يتناولن حلويات بكثرة إلي جانب الأطعمة الدهنية يتعرضن لمتاعب أكثر من غيرهن اثناء فترة الدورة الشهرية.
ويؤكد الاطباء أن الدهون تساعد علي ارتفاع هرمون الاستروجين خلال الشهر لينخفض معدله تماما عند حدوث الطمث ويصبح الفرق بين معدل الارتفاع والانخفاض عالي، فيؤدي الي الشعور بكل اعراض الدورة من حيث العصبية الزائدة وآلام البطن الشديدة وتغيير الحالة المزاجية.
وعلى جانب آخر ، أكدت دراسة أن الاعتدال في تناول الاغذية التي تحتوي علي سكريات، ودهون طوال الشهر أو الاقلال منها بقدر الامكان يعمل علي تخفيف حدة هذه الاعراض السابقة بطريقة ملحوظة.
كما ظهرت دراسة علمية أن معدلات الكوليسترول تتأثر باختلاف الفصول حيث ترتفع فى فصل الشتاء وتنخفض صيفا ، مما قد يؤدى بدوره لتغير نمط العلاج.
ويفسر الباحثون ذلك بأن هذه التغييرات ترتبط بزيادة حجم الدم والذى يحدث بصورة طبيعية أثناء شهور الصيف، خاصةً وأن مقياس الكوليسترول يعكس كمية المادة فى أوعية الدم.
ووجد الباحثون أن معدل الكوليسترول يرتفع بمعدل 4 نقاط خلال فترة الشتاء بين فئة الذكور وبمعدل 504 نقطة بين الإناث، ويمكن أن تفيد هذه النتائج فى تغير نظام العلاج الذى يخضع له المرضى.
المصدر :محيط [/ALIGN]