طب وصحة

عدد ساعات النوم.. درع واقي من السكري

[JUSTIFY]النوم من أهم الأشياء التي يحتاجها جسم الإنسان بعد يوم كامل من الجهد والتعب، لكي يستعيد نشاطه وقدرته على مواصلة العمل لليوم التالي .. ويتراوح مقدار النوم الطبيعي لجسم الإنسان من 7 إلى 8 ساعات يومياً، أي أن الإنسان الطبيعي يقضى ثلث حياته نائماً.

وخلال هذا الوقت الطويل تحدث العديد من التغيرات والوظائف العضوية الهامة للجسم من إعادة بناء لأنسجة الجسم وإفراز هرمونات وغيرها ويحصل الكثير من أعضاء الجسم على راحته كالقلب والدماغ وغيرهما.

أما إذا قلت عدد ساعات النوم عن هذا المقدار يومياً لسبب ما، فإن ذلك يعد مؤشراً على الإصابة باضطرابات النوم، التي تسبب مشاكل عديدة لكثير من الأشخاص في مختلف الأعمار.

لذا أظهرت الأبحاث الطبية الحديثة، أن طول ساعات النوم، ونيل قسط كافى منه بين المراهقين، يشكل درعاً واقياً، لحمايتهم من الوقوع فريسة للإصابة بمرض السكر النوع الثاني، بالإضافة إلى تحسين كفاءة التمثيل الغذائي للأنسولين في الجسم.

وشدد الباحثون بجامعة “نيويورك” في معرض أبحاثهم بهذا الصدد، على أن طول فترة استمرار الخلل في آلية التمثيل الغذائي للأنسولين بالجسم، يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكر النوع الثاني بين الأشخاص الذين يعانون من هذا العرض.

وأوضح الباحثون أن المراهقين الذين ينالون قسطاً من النوم لا يقل عن ست ساعات، ويحصلون على ساعة إضافية، ينجحون في تحسين آلية التمثيل الغذائي للأنسولين، في الجسم بنسبة 9% ومن ثمن تفادي فرص الإصابة بالأمراض وخاصةً السكر، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.

وكانت الأبحاث قد أجريت على أكثر من 249 مراهقاً، تم تتبع عادات نومهم ومعدلات حصولهم على القسط الكافي منه وعلاقة الخلل في آلية التمثيل الغذائي في الجسم وبين زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكر النوع الثاني.

وأشارت المتابعة إلى أنه كما زادت معدلات نوم المراهقين لتتخطى الست ساعات، كلما تراجعت فرص إصابتهم بمرض السكر النوع الثاني، بالإضافة إلى تحسن آلية التمثيل الغذائي للأنسولين في الجسم.

ويؤثر الحرمان من النوم على الوظائف البدنية والعقلية للإنسان ويؤثر في مستوى الهرمونات ويحدث تشوشاً في نظام حياته وقد تكون له نتائج سلبية.

قلة النوم تصيبك بالجنون

أكدت دراسة أمريكية أن الحرمان من النوم قد يؤدي للإصابة بالأمراض العقلية.

وطلب الباحثون من مجموعة متطوعين عدم النوم لـ 53 ساعة متواصلة لمعرفة تأثير ذلك عليهم من الناحيتين الجسدية والذهنية بعدما عرضت عليهم صور تدعو إلى الغضب أو الحزن، حيث أوضحوا أن المسح الدماغي الذي أجرى لهؤلاء، أظهر أن أدمغتهم عانت من” التعب والإجهاد العاطفي” بسبب حرمانهم من النوم طوال هذه الفترة.

وأشار فريق من المدرسة الطبية في هارفارد، إلى أن حرمان الإنسان من النوم يعود إلى أكثر الأشكال بدائية من حيث النشاط، ويعجز عن وضع التجارب في سياقها، كما يفقد السيطرة على الأشياء وتكون ردة فعله غير ملائمة، مؤكدين أن هناك أدلة على أن الاضطراب في حالات النوم مسئول عن معظم الاضطرابات النفسية.

يذكر أن الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العقلية قد لا يدركون بأن ردود فعلهم قد يكون مبالغ فيها أو أنهم يتصرفون بشكل غير منطقي.
وتسبب الغباء

أكدت دراسات أجرتها مجموعة من علماء أبحاث النوم في الولايات المتحدة أن قلة النوم تسبب البدانة والغباء والمرض، بل وتؤدي إلى انخفاض متوسطات الأعمار أيضاً.

وانتقد يورجن تسولي الخبير من “مركز أبحاث النوم” في مدينة ريجنزبرج الألمانية، تقليل الألمان من أهمية النوم الصحي والسليم، مشيراً إلى تأثر الذاكرة بقلة النوم من خلال التجارب التي أجريت على بعض الأفراد والتي أثبتت أن النوم القليل مرتبط بالنسيان السريع.

وأضاف الخبير أن هورمون لابتين المسئول عن خمد الشهية أثناء النوم يجعل الجسم يتحمل الجوع والعطش خلال الليل فيما يتحرك هورمون “جرلين” المسئول عن تنشيط الشهية في حال انقطاع النوم، مما يؤدي بسهولة للبدانة.
وأيضاً الكآبة

أفادت دراسة حديثة أن عدم الكفاية من النوم يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية مثل، الكآبة وزيادة الوزن، كما يؤثر على جهاز المناعة.

ومن خلال الدراسة التي أعدتها مؤسسة النوم الوطنية في أمريكا، اتضح أن 74% من سكان العالم يعانون من صعوبات في النوم خلال مرحلة ما من حياتهم ويمكن أن يكون السبب الرئيسي للمشكلة هو أسلوب العيش المتبع يومياً.

وأشارت الدراسة إلى أن القلق والأرق الليلي قد يؤدي إلى قلة الانتباه وعدم التركيز وضعف الذاكرة، كما أنه يؤثر سلباً على الناحية الاجتماعية.

وتصيبك بالسمنة

أفادت الدراسات الطبية الحديثة بأن الأشخاص الأقل نوماً معرضون للإصابة بمرض السمنة ولاحقاً بمرض السكري.

وأشار باحثون من جامعة بريستول، إلي أن الجسم الذي لا يأخذ حقه من النوم يواجه ثلاث مشكلات: أولاً: انخفاض نسبة هرمون “اللبتين” في الدم، وهذا الهرمون يزيد من صرف الجسم للطاقة، وبالتالي يعمل بأقصى درجات ترشيد استهلاك الطاقة، ويخزن أكثرية الطاقة في صورة طبقات دهنية عادة بدلاً من صرفها.

ثانياً: ارتفاع نسبة هرمون “الجريلين” في الدم وهذا الهرمون هو بمنزلة فاتح شهية لأنه يعزز من شعور الإنسان بالجوع.

ثالثاً: انخفاض درجة حساسية أنسجة الجسم إزاء “الانسولين” الأمر الذي يمكن أن يسبب الإصابة بمرض السكر.

وأشار كارل شونكا مدير قسم الأمراض العصبية بمستشفى براغ الجامعي العام في العاصمة التشيكية، إلى أن قلة النوم تحجم من نوعية حياة الإنسان وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض محددة وبالأخص الاكتئاب النفسي وحالات الضيق النفسي، كما أنه يضعف نظام مناعة الجسم.

محيط [/JUSTIFY]