الوجبات السريعة تهدد البيئة مثل عوادم السيارات
وتناول هذه الوجبات تعرض الإنسان للمخاطر الصحية لأنها تشجعه على تناول طعام بسعرات حرارية فائضة، تزيد عن متطلباته واحتياجاته الطبيعية البسيطة، كما أن وجبات المأكولات السريعة تشوش عمل نظام التحكم في الشهية في الدماغ، لأنها تتميز بكثافة الطاقة، حيث تحتوي وجبتها على سعرات حرارية تزيد مرتين عن السعرات في وجبة مماثلة الحجم من الغذاء الصحي.
وحذر الدكتور بهاء الدين ناجى استشارى التغذية من تناول الوجبات السريعة لأنها تصيب الإنسان بالاكتئاب وتجعله عدوانياً، مؤكداً أن الوجبات السريعة بها كمية كبيرة من الدهون المشبعة التي تحفز إفرازهرمون الأدرينالين بالجسم فتجعل الإنسان أكثر عدوانية ومتحفز للشجار مع الأخرين ويقدم على تصرفات غير محسوبة مثل الطلاق، محذراً من خطورة الحميات الغذائية الكيميائية التي تعتمد على البروتينات، ناصحاً بتناول الفاكهة والنشويات والشيكولاتة لأنها تحسن الحالة المزاجية.
حذرت دراسة بيئية أمريكية أن الأطعمة السريعة ليست ضارة بصحة من يتناولونها فقط بل أيضاً مضرة بيئياً لدرجة أن قطعة بيرجرواحدة تحدث أضراراً بالبيئة المحيطة بشكل أسوأ مما يفعل عادم سيارة نقل.
وقال بيل ويلش المشرف على الدراسة أن المشويات التي تعدها مطاعم عالمية شهيرة مثل ماكدونالدز وغيرها تنبعث منها كميات هائلة من المواد الضارة في شكل جزئيات صلبة تفوق في حجمها الجزئيات لمنبعثة من شاحنات أو مداخن المصانع، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وأضاف على سبيل المقارنة فإن كمية الجزئيات الضارة المنبعثة من محرك شاحنة ديزل كبيرة الحجم تحركت لمسافة 143 ميلاً هي كمية الجزئيات ذاتها المنبعثة من مدخنة شواية فحم لإعداد البيرجرعلاوة مما هو معلوم طبياً من أن اللحوم الحمراء المشوية قد تتسبب في بعض الأمراض المستعصية.
سندوتش سريع.. يدمر ذاكرتكوقد أظهرت دراسة اعدها معهد كاولينسكا للأبحاث فى ستوكهولم، أن نظاماً غذائياً غنياً بالسكر والشحوم كما هى الحال فى الوجبات السريعة قد يساهم فى الإصابة بمرض الزهايمر.
وقد درس باحثون تصرفات فئران معدلة جينياً بعدما قدم لها على مدى تسعة أشهر أطعمة غنية بالشحوم والسكر والكوليسترول.
وأوضحت سوزان أكتيرين واضعة الدراسة، أنه تبين عبر دراسة دماغ هذه الفئران وجود تبدل كيميائى شبيه بالتبدل المسجل فى دماغ مرضى الزهايمر، ولاحظ الباحثون أن كمية كبيرة من الكوليسترول فى الأغذية تخفض من وجود بروتينة فى الدماغ تدعى “ارك” وتساهم فى عملية “تخزين” الذاكرة.
وخضعت هذه الفئران قبل ذلك لتعديلات جينية لتقليد متغيرة لجينة بشرية “ابو اى 4″ التى تشكل احد عوامل احتمال الإصابة بالمرض، والتى من بين وظائفها نقل الكوليسترول، وكانت دراسات سابقة اشارت إلى وجود رابط ممكن بين الحمية الغذائية وظهور هذا المرض.
ويصيب مرض الزهايمر واضطرابات قريبة منه أكثر من 24 مليون شخص فى العالم و”سيتضاعف هذا العدد كل عشرين عاماً” طبقا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية.
وجبة سريعة.. تعادل إدمان الهيروينوقد حذر باحثون بريطانيون من أن الوجبات السريعة الدسمة والغنية بالدهون، قد تسبب الإدمان بنفس الطريقة، التي تسببها المخدرات، وخصوصاً الهيروين، حيث اكتشفوا أن الإفراط في الأكل ليس بسبب نقص الإرادة والسيطرة على النفس، وإنما بسبب عوامل إدمان معينة، بحيث يصبح جسم الإنسان مدمنا على الدهون والسكريات، الأمر الذي يساعد في تفسير ارتفاع معدلات البدانة في العالم.
وأوضح العلماء أن الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون تنشط إفراز المواد الكيماوية المسؤولة عن الشعور بالسرور والنشوة في الدماغ، التي تعرف بالأفيونات الطبيعية، وهو ما يشجع اعتماد بعض الحيوانات وحتى البشر, على السكريات والطعام الحلو، مفسّرين الأمر بأن الدماغ في هذه الحالة أصبح مدمنا على أفيوناته نفسها، بنفس مبدأ الإدمان على المخدرات، كما يُعتقد أن السيطرة على الشهية تتم من خلال نظام معقّد من الهرمونات، ومواد أخرى ينتجها الجسم .
وتدمر خصوبة الرجال
كما أفادت دراسة حديثة أن الإسراف في الوجبات السريعة له تأثيرات ضارة علي خلايا الخصية بسبب زيادة ترسيب الدهون التي تحتويها هذه الوجبات وتأكسدها مع غزوها المتتالي لخلايا الخصية مسببة تليفها واضطراب وظائفها, حيث تخفض معدل هرمون الذكورة الذي يعرف بــ” التستوستيرون”, الأمر الذي يهدد خصوبة الرجال.
ومن خلال الدراسة التي أجريت على حيوانات التجارب في وحدة أبحاث الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة جامعة الزقازيق المصرية، عن طريق تغذية ذكور فئران التجارب بوجبات تضاهي الوجبات السريعة في المحتوي والمضمون شملت هامبورجر وعيش الكايزر مخلوطاً بصلصات المايونيز والكاتشب ولمدة تراوحت من 5 أشهر وبصورة متواصلة.
واتضح أن تناول الفئران بشغف بالغ هذا النوع من الطعام انعكس في زيادة الوزن بصورة واضحة وخاصة سمنة الأحشاء الداخلية, وترسبت الدهون وزادت معدلات أكسدة الدهون وانخفض معدل هرمون الذكورة ” التستوستيرون”, حيث أظهر فحص الأنسجة مجهرياً تحللاً واضحاً في خلايا الخصية وقلة الحيوانات المنوية وتليفاً بصورة واضحة, وكان السبب المرجح لكل ذلك زيادة ترسيب الدهون وتأكسدها مع غزوها المتتالي لخلايا الخصية.
وأشار الدكتور محمد السويدي أستاذ التحاليل الطبية، إلى أن هذا النوع من الأطعمة يوجد بها سعرات حرارية زائدة عن المطلوب سواء كان مصدرها الكربوهيدرات مثل العيش الكايزر أو الدهون داخل أنسجة الهامبورجر، إضافة إلي مكسبات الطعم الأخري مثل المايونيز والكاتشب، وهي دهون أخري مضافة, حيث تتعرض هذه النوعية من اللحوم لحرارة عالية أثناء الطهي مع زيوت وشحومات حيوانية تشكل عبئاً علي الجهاز الهضمي.
محيط [/JUSTIFY]