النيكوتين يساهم فى انتشار أورام الثدى السرطانية
وفي إطار هذا الخطر المتزايد، وحرصاً علي صحة الملايين التي تضيع في سحابة دخان السجائر، أكد باحثون أمريكيون الدور محتمل لمادة النيكوتين فى ظهور أورام الثدي، وانتشارها إلى مناطق أخرى من الجسم.
وأشار الباحثون إلى أن الآليات التى تؤثر من خلالها مادة النيكوتين التى تتوافر بتراكيز عالية فى أجسام المدخنين على ظهور الأورام، ليست معروفة تماماً، كما لازال من غير المعلوم على وجه الدقة دور النيكوتين الناشىء من التدخين السلبي، فى ظهور الأورام السرطانية.
وأوضح الدكتور تشان يانج تشن الباحث فى مجال علم الأورام وعضو فريق الدراسة، إلى أن العديد من الدراسات أشارت إلى دور التعرض للنيكوتين فى تحفيز ظهور الأروام، إلا أننا نعلم القليل عن تأثير النيكوتين على تطور أورام الثدي، خصوصاً فيما يتعلق بانتشار الورم إلى أماكن أخرى.
وتضمنت الدراسة إجراء اختبارات على نوعين من خلايا الثدي؛ الأول هو الخلايا المشابهة للخلية الطلائية، والتى يشار إليها اختصاراً “MCF10A “، والنوع الثانى كان من خلايا “MCF7” السرطانية، حيث تبين أن كليهما ينتج أنواعاً من مستقبلات النيكوتين “nAChR”، التى تشتهر بتواجدها فى الجهاز العصبي، تعمل عند ارتباطها بمادة النيكوتين على زيادة نمو الخلايا انتشارها.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن مادة النيكوتين يمكن أن تلعب دوراً فى نشوء أورام الثدي، الأمر الذى ينطبق على الأوضاع التى تتواجد فيها خلايا سرطانية، أو خلايا وصلت إلى مرحلة ما قبل ظهور علامات “السرطان”Pro-cancer cells.
ووفقاً لرأى الفريق؛ ألمحت الدراسة إلى أن مادة النيكوتين تحفز عمليات نمو الخلايا المرتبطة بظهور الاورام، إلا أنها لم تتسبب وحدها بنشوء الورم، إى أنها ليست مادة مسرطنة بالمفهوم التقليدي، إذ لابد من وجود عوامل أخرى مصاحبة.
النيكوتين يدمر جهاز المناعة
أكدت دراسة حديثة أن النيكوتين يؤذي الخلايا البيضاء التي تتلخص مهمتها الأساسية في مكافحة الالتهابات بحكم أنها جزء من جهاز المناعة، وذلك بالتقليل من قدرتها في البحث عن البكتيريا والقضاء عليها.
وأوضح الدكتور دافيد سكوت من مدرسة طب الأسنان في منطقة كنتاكي بجامعة لويزفيل أن الخلايا البيضاء التي تكافح الالتهابات مصدرها العظام.
ووجدت الدراسة أن خلايا الدم البيضاء لا تستطيع القضاء على الميكروبات والالتهابات بسبب النيكوتين، كما أن النيكوتين يمنع نشاط خلال “HL-60” التي تقضي على البكتيريا المهاجمة، كما أنه يطلق مادة “MMP-9” التي تؤثر على الأنسجة.
سرطان الرحم والضعف الجنسي والسكري .. والبقية تأتي
اكتشف الباحثون أن التبغ يسبب 1200 إصابة بسرطان الرحم يتم احصاؤها سنوياً، كما أن النساء اللاتي يدخن أثناء حملهن يتعرضن أكثر بثلاث مرات لإنجاب رضيع غير مكتمل النمو.
وأشارت الدراسة إلى التدخين السلبى وراء ثلاثة إلى خمسة آلاف حالة اجهاض في بريطانيا سنوياً.
وأوضح الباحثون أن التدخين السلبي يضر جدياً بالأطفال، فهناك أكثر من 17 ألف بريطاني تقل أعمارهم عن خمس سنوات يدخلون سنوياً إلى المستشفى لمشاكل في الجهاز التنفسي.
كما حذرت نتائج دراسات طبية حديثة من ارتفاع احتمال مواجهة المدخنين لمشكلات في حرق الجلوكوز وهو مدخل الإصابة بالسكري وكذلك زيادة احتمالات الإصابة بالسكري بنسبة طفيفة لدي المدخن السلبي.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية أن السميات المصاحبة لدخان السجائر يمكن أن تؤثر علي البنكرياس الذي ينتج الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم.
وربطت الدراسة بين الإصابة بمرض السكري والضعف الجنسي حيث أظهرت أن نسبة حدوث الضعف كبيرة في مرضي السكري محذرة من أسبابها الآخذة في الزيادة في العالم وخاصة مع السمنة المفرطة وزيادة الوزن ونمط الغذاء غير الصحي وقلة ممارسة الرياضة مما يؤدي ايضا لتصلب الشرايين.
كما أكد باحثون استراليون أن التدخين لا يذيب الدهون وينقص الوزن، كما هو الاعتقاد السائد، بل يذيب العضلات ويمثل بذلك ضررا لأجسامنا.
وأوضحت مارجريت موريس، استاذة الصيدلة في جامعة نيوساوث ويلز، وفقا لصحيفة “القبس”، ان استخدام التدخين كوسيلة للحد من زيادة وزن الجسم ليس مفيدا، فعندما ينخفض حجم عضلاتك تبدو كما لو انك قد صرت اقل وزنا، ولكنك ما زلت تختزن في جسمك الدهون.
وقد اجرى الباحثون دراسة عليا لفئران استمرت سبعة اسابيع وعرضوا نصف العينة من الفئران لما يعادل دخان اربع سجائر يوميا لمدة ستة ايام اسبوعيا في حين ظل النصف الاخر في مكان خال من التدخين.
وعلى الرغم من تخفيض السعرات الحرارية في الوجبات التي اعطيت للفئران المدخنة بمقدار الربع فإنها احتفظت في جسمها بمستويات الدهون نفسها التي كانت في أجسامها قبل التجربة.
وإلى جانب هذه الأمراض الخطيرة وجد العلماء أيضا أنه يتسبب في إتلاف شبكية العين، كما أنه يجلب الاكتئاب والأمراض العقلية ويعجل بظهور الشيخوخة، حتى وصل الحد إلى أنهم أكدوا أن التدخين السلبي خطر علي الحيوانات.
وفي بحث جديد يدق أجراس الخطر حول مضار التدخين على المدمنين، حذرت دراسة جديدة لفريق من علماء النفس في ألمانيا من أن الانتحار يرتبط بقوة بالتدخين بشكل متقطع أو منتظم.
وأكد فريق الخبراء الذي يقوده الدكتور توماس برونيش من معهد ماكس بلانك للعلاج النفسي في ميونيخ انهم لم يتمكنوا من التوصل إلي وجود أي صلة سببية مباشرة بين التدخين والانتحار، لكن برونيش وزميليه الدكتور مايكل هويفر من الجامعة الفنية بدرسدين والدكتور روزيلاند ليب من جامعة بازل أشاروا في تقرير لهم بمجلة الاضطرابات المؤثرة “أفيكتيف ديس أوردرز” إلى أن هناك مؤشرات قوية بأن الانتحار والتدخين إلي حد ما يرتبطان كل منهما بالاخر.
وأوضح الباحثون أن حملات تقليل التدخين يجب أن تشير أيضاً إلي خطر الانتحار المتزايد بالنسبة للمدخنين من وقت لاخر والمدخنين المنتظمين.
المصدر :محيط [/ALIGN]