منوعات

اختفاء الفتيات.. إحراج للآباء وقلق للأمهات

[JUSTIFY] خروج الفتيات من بيوت أهلهن أو اختفاؤهن دون ترك أى أثر ليس بالأمرالجديد، فهذه الظاهرة موجودة منذ عهد بعيد، حيث كانت هنالك العديدمن حالات الاختفاء فى عقود خلت، منها ما تم فك عقدته وبعضها مازال لغزاً لم يتم حله، إلا أنه ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة بدأت تأخذ طابع الإثارة فى السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الترويج الإعلامى وقوة تأثير الصحافة التى تتعمد فى الكثير من الحالات على تصوير الأمر بطريقة أحياناً يكون فيها الكثير من المبالغة، مما قد يتسبب فى إحراج الأسر.
ورغم ذلك إلا أن الكثيرين ثمنوا دور الإعلام فى حل العديد من قضايا الاختفاء بعد نشر صورهن على صفحات الجرائد وبث رسائل المناشدة سواء للفتاة أو من لجأت إليه، مشيرين إلى أن هنالك دوراً إيجابياً لا يمكن إنكاره، مع التحفظ على الطريقة التى يتناول بها البعض مثل هذه الحالات.
أسباب كثيرة تكون «وحسب رؤية بعض علماء الاجتماع» وراء الاختفاء الغامض للفتيات، حيث يرجعها البعض لوجود ضغوط نفسية على الفتاة خاصة من ناحية أسرتها أو أحد أفراد الأسرة خصوصا الوالد أو الوالدة، مشيرين إلى أن هذه الضغوط قد تؤدي فى بعض الأحيان إلى إصابة الفتاة بمرض نفسى يجعلها تتصرف بدون وعى وتقرر فجأة ترك المنزل، وعندها تبدأ معاناة الأسرة والأقرباء مع رحلة البحث.
أحد الباحثين قال إن الضغوط الاجتماعية تكون غالباً بسبب الزواج، حيث ذكر أن بعض الفتيات يرغمن على الزواج من شخص معين دون رغبتهن أو حتى استشارتهن، وعندما تشتد الضغوط تقرر الفتاة الهروب من المنزل، وأضاف أن الأمر قد يكون بصورة مختلفة لما ذكرآنفا، وذلك بأن تكون إحدى الفتيات على علاقة عاطفية بشاب ما وترغب فى الزواج منه، إلا أن أهلها يقفون عقبة فى سبيل تحقيق هذا الهدف، فتقرر الهروب معه حتى تتمكن من الاقتران به بعيداً عن أهلها.
حالات عديدة رصدتها «الصحافة» فى الفترة الماضية لفتيات اختفين فجأة وتركن وراءهن الكثير من علامات الاستئفهام فى ايامها الأولى، وهناك حالات تم العثور عليها بعد فترة، ففى إحدى قرى القطينة تقدم شاب من خارج القرية لخطبة فتاة إلا أن أهلها رفضوه، فقررت الفتاة الهروب مع الشاب، ووضعت أسرتها أمام الأمر الواقع، حيث استغلت وجودها فى الخرطوم للدراسة وتزوجت الشاب وهربت معه خارج القطر، وفيما كان أهلها يبحثون عنها جاءهم اتصال منها حيث أخبرتهم أنها تزوجت ذلك الشاب الذى رفضوه وهى موجودة معه بأستراليا.
وهناك حالة أخرى لفتاة تريد أسرتها تزويجها من أحد أقربائها رغما عنها إلا أنها رفضته، وظل والداها يحاولان إقناعها تارة بالترغيب ومرة بالترهيب لكى توافق على الزواج، إلا أنها أصرت على موقفها الرافض، وعندما شعرت منهم بالإصرار وعدم التراجع، قررت الهروب وترك المنزل، واختفت دون أن يجدوا لها أى أثر.
بعض المهتمين أشاروا إلى أن كل حالات الاختفاء لا تكون بمحض إرادة الفتاة، حيث ذكروا أن هنالك حالات اختفاء تكون نتيجة لاختطاف أو استدراج لأسباب مختلفة، واستشهد بعضهم بحالة الاختطاف الشهيرة التى تعرضت لها طالبة بكوستى قبل حوالى عامين.
وفى إحدى مناطق النيل الأزرق اختفت عروس فى ليلة زفافها، وبالبحث عنها وبعد تبليغ الشرطة عن الحالة، تبين أنها اختطفت من قبل عشيقها وتم العثور عليها فى بيته.
ومن الحالات الغريبة التى حدثت قبل حوالى الشهر بإحدى مناطق النيل الأبيض اختفاء امرأة متزوجة من بيتها تاركة زوجها وأولادها الثلاثة فى حيرة، حيث اختفت دون أية أسباب مقنعة حسب ما ذكره زوجها وأهلها، ومازال البحث جارياً عنها.
ويجمع الكثير من علماء الاجتماع على أن اختفاء الفتيات تكون أسبابه فى الغالب اجتماعية داخل نطاق الأسرة الصغيرة، وأنها ترتبط فى معظم الأحيان بمسائل عاطفية تتعلق بالزواج، وذكروا أن لغة الحوار فى معظم الأسر السودانية منعدمة، وأن التعامل مع الأبناء وخصوصاً الإناث يكون بصيغة الأمر الذى لا يقبل أى نوع من الاعتراض، ولا يكون هنالك أى مجال للمناقشة أو إبداء الرأى حول أى أمر بما فى ذلك الزواج، مشيرين إلى أنه يعتبر أمراً شخصياً يستوجب ألا يتم فرضه قسراً خاصة على الفتيات، وهناك من يرى أن تشرذم الأسر وغياب التربية من أهم أسباب هذه الظاهرة فى السنوات الأخيرة، حيث ذكروا أن تلاشى مفهوم الأسرة الكبيرة والممتدة وانغلاق كل شخص على نفسه غيب دور كبير العائلة الذى كان فى السابق يتدخل للحيلولة دون تفاقم المشكلات داخل الأسر الصغيرة، فكان يتم عادةً اللجوء إليه من أى فرد من أفراد الأسرة إذا ما ووجه بمشكلة ما .
[/JUSTIFY]

الصحافة