مصطفى الآغا

حزب ما عرفش ؟؟؟؟

حزب ما عرفش ؟؟؟؟

المقالة في جريدة غيرها في مجلة … فالجريدة لو كانت محترمة فسيتم قراءة المقالة في نفس اليوم وبالتالي يكون عمرها الإفتراضي قصيرا رغم ما قد تحتويه من معلومات قيّمة … أما لو تم نشر المقالة في صحيفة ( نص كم ) أو من الصحف الصفراء فسيكون مصيرها إما حاوية الزبالة أو يتم أستعمالها لتلميع النوافذ أو يُلف بها اللب والبزر …

أما المقالة في المجلات فيمكن أن تعيش سنوات طويلة حتى لو كانت أي كلام … فكلما دخلت عيادة طبية أو صالون حلاقة أجد مجلات جديدة وعتيقة يتم قراءتها من قبل المتواجدين في العيادة أو الصالون حتى لو لم يكونوا من محبي القراءة ..

وهو ما تأكدت منه عندما رافقت زوجتي في أحد الأيام لعيادة الحوامل في مشفى كانت غرفة الإنتظار فيه ” حُبلى” بالمنتظرات والمنتظرين ” ووجدت الكثير من أعداد Haya MBC بين أيدي السيدات المُنتظرات وكان بعضهن يتحدثن عن فيلم ” ليلة سقوط بغداد ” الذي يفشل فيه العريس في واجباته الزوجية لأنه منشغل نفسيا بما حدث في العراق الذي إحتلته أمريكا وصارت الكوابيس تأتيه ليل نهار بصورة جنود أمريكيين مُرعبين … ومعروف أن البعض من الرعبة قد يفقد القدرة على الإنجاب كما يقول المثل العربي … وللأمانة فعندي براهين على رجال وسيدات حاولوا أن يتعالجوا في أكبر وأهم مشافي العالم من عدم الإنجاب رغم عدم وجود موانع طبية وقيل لهم إن الحالة النفسية هي السبب … وسبب الحديث عن الحمل والحوامل والعقم والإنجاب هو أننا كعرب نعيش منذ بداية عام 2011 حالة من عدم الإستقرار النفسي و” بَججان أي جحوظ ” في العيون بسبب عدم النوم من متابعة الفضائيات حول ما يحدث في معظم الدول العربية ( وليس كلها ) ولكن حتى مواطني الدول الهادئة والمستقرة لديهم فضول وقلق نفسي مما يحدث لإخوانهم أو أقربائهم … وأتذكر فيلم عادل إمام ” النوم في العسل ” الذي يتحدث عن وباء تم تعريفه بكلمة ” ماعرفش ” حيث يفشل كل الرجال في ” واجباتهم الزوجية ” لأسباب نفسية … وهو مايحدث حاليا لدى العشرات ممن أعرفهم ويتحدثون ” بإنفتاح ” عن سوء العلاقات الزوجية وعصبيّة الزوج غالبا ودخول النقاشات السياسية حتى غرف النوم وإنعدام أي رغبة ” جنسية أو حتى عاطفية ” وسط هذا الكم الهائل من الحركة التي لم نتعود عليها كعرب إذ كان الجمود هو القاسم المشترك بين معظم المجتمعات العربية والآن باتت السياسة والخوض فيها والحديث عنها هو القاسم المشترك بين الشوارع العربية وتراجعت الأمور الاخرى من ثقافية وإجتماعية وحتى أقتصادية ورياضية إلى المقاعد الخلفية جدا وباتت أعداد كبيرة من الأزواج العرب يدخلون معسكر ” ماعرفش ” الذي تزايدت أعداد المنضمين إليه لدرجة أن الأرقام التي جاءتني من شهود عيان ” ” وخبراء ” وما أكثرهم هذه الايام ” تقول أن أكثر من 60% ممن يتابعون الأخبار بمعدل 10 ساعات يوميا سينضمون إن عاجلا أم آجلا لحزب ” ما عرفش ” …

ولأن المجلة تعيش طويلا لهذا أقول أنني أكتب هذه المقالة بداية شهر مايو 2011 ولا أعرف متى ستقرأها أو تقرأيها عزيزي وعزيزتي القارئة وأتمنى أن لا نجد المجلة في عيادة توليد لأنها فعلا … تسد النفس

[email]Agha2022@hotmail.com[/email]