جعفر عباس
للبريطانيين فقط (6)
الشاهد فيما أسلفت، هو أن أندية كرة القدم تمثل أفضل القنوات لضمان انضواء الشعب تحت لواء مؤسسات تتسم بالديمومة والاستمرارية، فرئيس الوزراء البريطاني، يستطيع أن «يعمّر» في منصبه إذا ترشح عن نادي مانشستر يونايتد عوضاً عن حزب كذا أو كذا، ولضمان المنصب يمكنه أن يحول الحزب المعارض إلى نادي ليفربول – مثلاً – وبعد أن تتم هذه النقلة التاريخية يمكن إسقاط كلمة «الديمقراطية» البغيضة من القاموس السياسي البريطاني، والاقتداء بنا في الاستعاضة عنها بكلمة «التعددية» وهي كلمة جوفاء وفارغة لا تعني شيئاً محدداً، فهناك «تعدد» في أشكال الناس وأطوالهم وألوانهم ومساكنهم وأديانهم، وبالتالي فبإمكان أي شخص أو حكومة التحدث – وبكل ثقة وإخلاص – عن الإيمان بـ «التعددية»، من دون الإتيان بدليل ملموس، هل تريد دليلاً على وجود التعددية (مثلاً) في جمهورية بعرستان، حسناً اذهب إلى السوق المركزي وستجد «تعددا» في الزبائن والباعة والبضائع.. وهذا دليل على أنها تسمح بالتعددية بمستوياتها كافة… والنائحة التي يتم استئجارها في مصر لـ«تعداد» مآثر الميت اسمها المعددة، لأنها تمارس التعددية في محاسن شخص نهر السائل وأكل مال اليتيم بل وربما قتل النفس بغير حق ولا يعرف البريطانيون لماذا حرص العرب على تفادي الديمقراطية، لأنهم – أي البريطانيون – لا يعرفون الحياء، فالديمقراطية تتطلب شيئا اسمه الشفافية، وما من مجتمع محافظ يمارس الشفافية لأنها نقيض «الستر»، ونحن نرفض كشف عوراتنا السياسية ونؤمن بأن على من يسكن بيتا من زجاج ان يحتشم (عوضا عن ان يمتنع عن إلقاء الحجارة على بيوت الآخرين.. يكفينا ما صرنا نعاني منه بعد ان صار قسم من بناتنا يؤمن بالشفافية فظهرت البلوزات والسكيرتات التي خير منها العري الصريح! [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !