تحقيقات وتقارير
900 مليون نسمة يعانون من الجوع
واشارت منظمة الاغذية والزراعة العالمية «الفاو» الى ان تغير المناخ يؤثر على جميع المواطنين غير ان الأكثر تضرراً سيكون مئات الملايين من صغار المزارعين وصائدي الاسماك والأشخاص الذين يعتمدون في معيشتهم على الغابات، والذين هم في موضع ضعف من حيث حدة التعرض وانعدام الأمن الغذائي. ومن خلال تأثيره على ما هو متاح من الأراضي والمياه والتنوع الحيوي وعلى أسعار الأغذية، وابان التقرير ان الطلب المتصاعد على الوقود الحيوي المستخرج من المحاصيل الغذائية يؤثر كذلك على الفقراء.
وتشير التقارير ان تغير المناخ والطاقة الحيوية يمتد اثرهما الى سلسلة إمدادات الأغذية كلها، إضافة الى تأثيرهما على الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي متمثلة فى إتاحة الأغذية من الانتاج المحلي والواردات معاً ، الوصول الى الموارد من اجل انتاج الأغذية وشرائها ، استقرار إمدادات الأغذية من النواحي الإيكولوجية ونواحي الاقتصاد الكلي معاً ، استخدام الأغذية ، ومن ضمن ذلك أفضليات المستهلكين وسلامة المياه والأغذية ، ويؤثر تغير المناخ سلبياً على ملاءمة الأراضي و المحاصيل والحيوانات والأسماك والمراعي وعلى صحة الغابات وانتاجيتها، وظهور الآفات والأمراض، إضافة الى تأثيره على التنوع الحيوي والنظم الإيكولوجية. كما ستختفي مزارع كثيرة من الوجود نتيجة لزيادة الجفاف واستنفاد المياه الجوفية وارتفاع مستوى سطح البحر.
وحسب مصادر عليمة بان الزراعة تستهلك 70 في المائة من المياه المستخرجة عالمياً ، وسيؤدي تغير المناخ الى زيادة شح المياه وزيادة الطلب على المياه لغايات الري في أجزاء كثيرة من المناطق الاستوائية. كما ان ارتفاع اسعار الطاقة سيؤدي الى زيادة تكاليف ضخ المياه. وسيتعين على الزراعة ان تزيد تخزين المياه وانتاجية المياه، أي انتاج المزيد من المحصول بكمية أقل من المياه. كما ستؤدي التغيرات التي ستحدث في درجات الحرارة والرطوبة والملوحة الى انتشار الآفات والأمراض الى مناطق جغرافية جديدة، ما يخلق أخطاراً جديدة على الأمن الغذائي وسلامة الأغذية وصحة الانسان. ولقد تضرر في عام 2007 نحو 197 مليون شخص غالبيتهم في البلدان النامية، من جراء حالات التطرف المناخي، وبوجه خاص الفيضانات، حيث باتت حالات التطرف المناخي والكوارث المرتبطة بها تحدث بصورة أكثر تكرراً وذلك نتيجة لتغير المناخ .
وبهذه المناسبة تجتمع لجنة الامن الغذائى فى دورتها الرابعة والثلاثين لمناقشة امكانية إحياء الزراعة للتغلب على ارتفاع اسعار الاغذية وذلك بمقر منظمة الأغذية والزراعة بروما،لمدة ثلاثة ايام واتخاذ التدابير اللازمة وكيفية تحسينها من خلال الجهود الإقليمية والدولية. كما سيتم خلال الاجتماع تقييم حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، بالتركيز على نحو خاص على آثار ارتفاع أسعار الأغذية، وعرض المبادرات الأخيرة وإجراءات التصدي لارتفاع أسعار الأغذية والأمن الغذائي، والتحالف الدولي ضد الجوع ، والعمل على تكوين لجنة الأمن الغذائي العالمي من جميع الدول الأعضاء في المنظمة، وكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث ستقوم اللجنة بدراسة الحالة الراهنة للأمن الغذائي والتغذية، بما في ذلك الاتجاهات والتوقعات بالأبعاد الأساسية للأمن الغذائي ألا وهي توفر الأغذية وكيفية الوصول إليها، واستقرارها واستخدامها. وقد اختارت المنظمة شعار الامن الغذائي العالمي . تحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية .
ووفق رؤى عالمية فان العالم يحتاح لانشاء منظمات تتعامل مع مشكلة الجوع بنفس الجدية التي تعامل بها الأزمة المالية ، ويقول الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ان العالم يحتاح لانشاء منظمات دولية جديدة للتعامل الفعال مع الأزمات المالية والقضايا الدولية الأخرى مثل التغير المناخي و أية أزمة محتملة للطاقة. ويضيف انه مع تسارع العولمة والتعدى الاقتصادي السريع للحدود الدولية يصبح انشاء منظمات دولية جديدة أمرا مطلوباً من أجل التطويق والتصدي لهذه القضايا الدولية التي تظهر بشكل غير مسبوق.
وطالب رئيس المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في العالم باعتماد خطة شبيهة بالخطة الحكومية التي أقرت لمواجهة الأزمة المالية العالمية.
ويقول رئيس المنظمة ، يحتاج السكان من اجل توفير الغذاء بانفسهم الى الآلات والبذور والأسمدة والمعارف وهي أمور تحتاج الى استثمارات مالية .
عاصم اسماعيل :الصحافة [/ALIGN]