فدوى موسى

قصة فساد

قصة فساد
هذا الرجل الذي بات اسمه لصيقاً بقصة فساد بائنة بعد تفجيره لملف الفساد بمشروع نظافة ولاية الخرطوم والذي ندعو لفتح التحقيق أولاً معه مباشرة كأول حالة يدلي صاحبها باعترافات واضحة ولا أظن أن ضميره الذي استيقظ من جرم كبير كهذا يكتفي بالتصريح للصحافة.. إذن وجب أن ينال نصيبه جزاء الجرم الكبير الذي اعترف به وأن لا يعطي نفسه حق شرف إرسال رسالة لرئيس الجمهورية كما جاء في متن حواره التاريخي.. تاريخي لأنه حوار إثبات فساد ليس إلا.. عليه أن لا يعطي نفسه شرف مخاطبة المسؤولين لوقف أمر الفساد معللاً ذلك بارتباطه بحقوق النّاس بل ويضيف أن هناك أموالاً كثيرة أخذت بغير حق.. من أين يجد هذا الرجل الجراءة لهذا الطلب وهو الذي أوغل في الوحل حتى نظن أن قبول توبته أمر صعب «والله غفور رحيم» ولكن على أرضنا أرض البشر لا بد أن يجد هذا الرجل جزاءً رادعاً ولا يجعل من حالته «شاهد على العصر» أو «مرشد فساد» أيدي هذا الرجل ملطخة بحقوق الذين استلبهم واستهبلهم ومص دماء أموالهم بغير وجه حق واضح وبما أنه اعترف بأنه استن سنة سيئة فله وزرها.. «غايتو» لا أعرف من أي باب ينظر الإنسان السوداني لهذا المدعو «عصام محمد» الذي جسّد شخصية الفساد لحماً ودماً بصورة صريحة تمشي على الأرض.. وما زالت جعبة الفساد مليئة بالمثير الكثير.. فهل أراح هذا الرجل ضميره ونام الآن قرير العين وهل وقف مبدأ محاسبته على حدود الورق والنشر.. هذا الرجل نموذج كامل يجب أن تطبق عليه سياسة محاربة الفساد كاملة دون نقص أو زيادة.. ولا نملك إلا أن نقول له «السويتا كبيرة.. عليك تحمل تبعاتها.. زورت قرارات ونهبت ناس وسحرت المساكين يا ساحر».. ندعوك للتحلل من ذنبك بنيلك العقوبة التي تستحقها من هذه القصة الكاملة.

ü ولي بعض التساؤلات هل كان هذا الرجل ينعم في سنواته تلك براحة بال وهانيء النوم.. نحمد الله أننا لم نكن نقع تحت دائرة رسومه بصورة مباشرة إلا لكان لنا اليوم غصة عليه.. وفي ذات الوقت نحيي فيه اليقظة التي جاءت بعد تغيير توجه السلطة العامة نحو التخلص من شبهة الفساد وتبعاتها.. ولو أن كل مخطئ وموغل في مواعين الفساد أقدم على الخطوات التي بادر بها المذكور لكان ذلك أسهل الطرق للمحاسبة وتبرئة الذمة والعمل السريع من أجل التغيير والإصلاح.

فهل هذا الطريق هو ذات الطريق الذي تنتهجه الآن قاعدة توزيع الغاز حيث الشائع الآن أن أزمة الغاز مفتعلة وتصر الجهات الرسمية على الأسعار الثابتة بينما يضطر المواطن لشراء الغاز بأسعار مرتفعة جداً جداً خضعت المصفاة لصيانة أم لم تخضع ويبدو أن دائرة ارتفاع الغاز قد وقعت تماماً في دائرة شبيهة بدائرة شبكة مشروع النظافة وأن هناك أشباه «لنظرية التزوير» وهي لم تصل مرحلة التحلل بعد .

المهم أن الفساد باتت قصصه تتسلسل واحدة تلو الأخرى.. نظافة.. غاز.. و.. و.. ويحضرني هنا قصة لطيفة لأحد العاملين السابقين بمؤسسة عين لهم مدير جديد سابق.. جاء هذا المدير فهماً على خلفية أن المؤسسة تخيرها فصار من أول يوم يصدق لنفسه ويسحب من الخزنة فقام إليه المفسدون القدام قايلين «يا شيخنا كده بتضرنا وبتضر نفسك ما ينفع نم نم نم نم تأكل كده.. أعمل ليك ورش وسمنارات وأكل منها.. أكل بفن..»

آخر الكلام:

بيت الفساد واقع لأنه قائم على هشاش.. رماد النار عرق الغلابة وحق الضعاف.. و «دمتم».

سياج – آخر لحظة – 5/4/2011
[EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]