فدوى موسى

الأعمال القذرة ..!

الأعمال القذرة ..!
وأنا أقف أمام «كشك الجرائد» وجدت بصري مشدوداً على ذلك العنوان لحوار صحفي «أنا متآمر كبير»… «أنا كنت بقوم بالأعمال القذرة لناس الصادق».. فعرفت أن حقيبتي سوف تتخلص من مبلغ «الجنيه والمائة قرش» لقراءة الموضوع.. لأنني تشوقت لمعرفة الأعمال القذرة التي تجعل العميد «عبدالرحمن فرح» يفرغ الكلام الصعب ذو المحتوى الداوي.. ذلك أنهم كانوا يعتزمون تصفية الدكتور الراحل جون قرنق، وأن هذه الأعمال القذرة التي كان يقوم بها الرجل حسب اعترافاته لصيقة بما ذهب به كلامه من التآمر في بيته لاجتماع قائد الحرس الثوري الإيراني والسفير والقائد العام للقوات المسلحة للاتفاق على تصفية قرنق، وكيف أنه لو أن أهل الإنقاذ أعطوه فرصة شهرين لكان الرجل الآن «….».
فهل وفِّق الرجل في إطلاق هذه المعلومات في هذا التوقيت.. وما جدوى إفاداته بهذه المعلومات الآن؟! المهم في الأمر أنني ظللت مشدودة أمام «لفظة» الأعمال «القذرة» هذه، وطالني منها محاولة بعض من خلفيات الأعمال القذرة في دنيانا.. قرأت بعض ماكتب عن الأعمال القذرة فوجدت كلمات لحازم هاشم «بصحيفة الوفد» يصف فيها القائمين بالأعمال القذرة بأنهم يركزون على «تخصص لا يبرع فيه غير المؤهلين له.. فإن هؤلاء لابد أن يسجلوا مواهبهم بامتياز لدى «أسياد القذارة» الذين يبحثون عن هذه الكفاءات.. لا بين الذين يتقدمون هذه الأعمال، ولكن اكتشافهم من بين مختلف التجمعات والفئات والتخصصات يحتاج لجهد.. والسياسي الإنجليزي تشرشل كان يصف العمل السياسي كله في جملته بأنه «اللعبة القذرة».. ولا يساورنا شك في خلفيات رجلنا السوداني المتمثل في العميد (عبدالرحمن)، وأن خلفية تآمرهم ربما بنوها على خطورة (قرنق) على نظامهم في ذلك الزمن.. فهل ما زال أمر الأعمال القذرة جارياً على كافة الأصعدة.. بعيداً عن دنيا السياسة و قريباً من السوق في زمن الأسعار «المولعة» يحاصرنا الفساد عرضاً وبيعاً.. ولا أملك إلا أن أذكر ذلك التاجر الذي وقف يعرض مبيد الحشرات (الفاسد) في الشارع العام.. وهو ينادى على المبيد الفاسد بكل فنون الإغراء، دفعاً للناس لشراء سلعته المغشوشة وكان يبذل العرق والذهن لتوصيل حيلته الماكرة للجمهور الذين يتحلقون حول بضاعته.. فجأة اقترب منه صاحب مزاج مصلح «بالكرستال بلح» كما يقول إخوتنا الكوميديون.. أها، اقترب هذا الرجل «المتكلف على رأسه» من الداعي الصائح حول البضاعة وهو يفصل طرق استعمال المبيد (إياه) فقال له «يا شيخنا لو فتحنا خشم الحشرة وختينا فيهو المبيد.. الحشرة بتموت..!!» فنظر إليه الرجل بشيء من التجهم مواصلاً «تماماً.. برضو طريقة لاستعمال المبيد بفعالية كاملة وأضف إلى ذلك أن هذه الطريقة حديثة.. و..».. ترى كم مثل هذا التاجر في حياتنا الآن.. الحياة تحولت لسوق كبير يعرض فيه الناس من كل صوب وحدب مختلف أنواع البضائع (القذرة) الفاسدة.. ماركات مختلفة.. وبعبوات كبيرة وصغيرة.. الكل ينادي وألف من يستطيع أن يقنعك بحجته أن تشتري من السلعة (أياها) وأن تتبع الوصفة التي زاوجها لك مع «البيعة».. وذلك أن تعرف أن الأعمال القذرة تتمدد في كل الاتجاهات الحياتية.. فصارت البضائع والأخلاق كلها في دائرة الألعاب القذرة والفاسدة.
آخرالكلام..
لا تسأل أحد عن ما هي الأعمال القذرة.. فقط أمعن النظر وزد في ذلك لعلك تدرك بعضاً من المعنى المقصود.. وربما وجدت من يبرر الأعمال القذرة على أنها ضرورة مرحلية أو الغاية التي تبرر الوسيلة.. «ودمتم»

سياج – آخر لحظة – 4/4/2011
[EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]