جعفر تقذفف
أناصر ثورات الشباب في كل مكان لأنني من فصيلة »هرمنا.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية«، ومن ثم فإنني أساند مطالب الطلاب في نيبال الذين خرجوا في مظاهرات عارمة في بلدة شاباني.. صحيح هي بلدة صغيرة ولكن لا تنسوا أن شرارة الثورة التونسية كانت في قرية سيدي بوزيد مسقط رأس محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه بعد أن أهانته شرطية صفعته على وجهه لأنه احتج على مصادرة عربة اليد التي كان يبيع منها الخضروات، ولأن مطالب الطلاب النيباليين عادلة فقد انضم إليهم آباؤهم وأمهاتهم وأخذ تحركهم طابع الانتفاضة الشعبية، ولم يطالب المنتفضون بتغيير النظام أو الحرية او حق العمل بل بأمر أكثر أهمية: حرية الغش في الامتحانات.. نعم والله العظيم.. خرجت مظاهرات للطلاب وشارك فيها أولياء الأمور تطالب بكفالة حق حمل الكتب والملخصات داخل قاعات الامتحانات، وعدم اعتبار من يفعل ذلك «غشاشا».
وكشخص مارس التدريس حينا من الدهر وتاب الله عليه، قبل أن تتحول المناهج إلى «مجاهل» أي أدوات تجهيل، فإنني أطالب بأن يتضمن دستور كل دولة عربية نصا صريحا بأن الغش في الامتحانات مباح!! يا جماعة المناهج نفسها مغشوشة والعديد من شاغلي المناصب العليا عندنا يحملون شهادات مغشوشة.. وليسامحني حاملو الدرجات فوق الجامعية في المجالات المختلفة لإدارة الأعمال والعلوم الإدارية، ولكنني كلما قال لي شخص ما انه يحمل إم بي إيه ABM اعتبرته مستهبلا، ذلك لأن طالبي الألقاب والمناصب بالطرق الملتوية جعلوا درجة الماجستير في إدارة الأعمال ملطشة وحائطا قصيرا.. هم يعرفون أنه إذا اشترى الواحد منهم ماجستير في الجغرافيا او الفلسفة او الفيزياء فإنه قد يعرض نفسه لورطة وللأسئلة المحرجة، ولكن مع الـ «إم بي إيه» نو بروبليم!! لماذا؟ لأننا نعتبر إدارة الموارد البشرية والتسويق وإدارة المشاريع ووضع الخطط الاستراتيجية ورفع الكفاءة وزيادة الانتاجية «فهلوة وطق حنك».. ثم ان الموضة في السنوات الأخيرة هي أن «الإدارة علم وفن»، وكل جهة تريد شهادة الآيزو التي تؤكد أن معايير الجودة المتعارف عليها متبعة لديها، مع أن الذي بينها وبين الجودة كالذي بين القذافي والرحمة!! وبالتالي فإن الشخص الذي يحصل على وظيفة عالية لا يستحقها يشتري إم بي إيه!! كيف يحدث ذلك؟ ولا ينبئك مثل خبير، وأخوكم مختص في الشهادات المزورة وسبق ان اعترف بأنه اشترى شهادة تخصص في طب المسالك البولية من موقع setacifitrecdegrof (هل أحس بالذنب لأنني أدل من يوصفون بأنهم ذوو نفوس ضعيفة على مكان يبيع الشهادات المغشوشة؟ حاشا وكلا!! ولكنني بالمناسبة أملك قائمة بأسماء نحو 90 مسؤولا عربيا يحملون شهادات فالصو.. فاشوش.. وأمورهم ماشية، ومن ثم فإن نشر اسم الموقع الذي يبيع الشهادات يجعل مني نصيرا للشباب الطموح.. الخبز الذي نأكله مغشوش.. والمواطن مطالب بأن يصدق أن الفسيخ يحوي نفس مكونات البطيخ.. مكافحة الغلاء، غش.. محاربة البطالة تدليس،.. إطلاق حرية التعبير؟ إذا صدقت ذلك فأنت من الحمير).. المهم هناك جامعات وهمية كثيرة توصل إليك الشهادة حتى باب بيتك، ولو عندك ضمير تستأجر شخصا يكتب لك بحث الدرجة فوق الجامعية وتكافئه بأن يعمل تحت اشرافك كي تراقب لسانه!!
بعد قيام السلطة الفلسطينية في رام الله كشف صحفي جسور كيف ان مديرين ووزراء غير مسلحين حتى بالشهادة الإعدادية صاروا فجأة «دكاترة» يحملون شهادات من رومانيا وأوكرانيا وبلاروسيا (هذا اسمها الصحيح وليس روسيا البيضاء فلا يجوز ترجمة الاسم الذي تختاره دولة ما كما نفعل مع كوت ديفوار ونسميها ساحل العاج.. هل يصح أن نسمي البحرين بالإنجليزية: تو سيز؟ والسودان: ذا بلاكس، والجزائر: ذا آيلندس، والمغرب إيرلي إيفننغ gnineve ylrae؟).. وأفكر جديا في إنشاء موقع على النت أسميه «شهادة ليكس» أكشف فيه أسماء التنابلة الذين يحملون مؤهلات مثل مؤهلات القذافي: مفكر، وقائد ثوري وملك ملوك وعميد الرؤساء العرب!! وبصراحة فإنني قرأت الكلام أعلاه وأحسست بأنني تقذففت اي أصبت بفيروس القذافيزم!!
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]