تحقيقات وتقارير

(الفورة ألف) .. مواقف تصعيدية أم تكتيكية..؟

[JUSTIFY] اثارت تصريحات الفريق أول مهندس ركن عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع ، خلال التنوير الذى عقده امس الاول للفعاليات السياسية والبرلمانية لولايات جنوب كردفان وجنوب دارفور والنيل الأزرق، ردود افعال متباينة بين الاوساط المختلفة، بخاصة فيما يلي التوجيهات الرئاسية للوفد المفاوض بعدم الإستعجال على توقيع أي إتفاق دون حشد الدعم والمساندة الرسمية والشعبية له، فضلا عن توجيه البشير لوزير الدفاع:»ماتستعجلوا للتوقيع وأصبروا على التفاوض بأمد طويل والفورة ألف».
ورغم ان تصريحات وزير الدفاع وتوجيهات الرئيس البشير تؤشر لاتجاهات تصعيدية بشأن القضايا العالقة مع الجنوب، فان الكاتب الصحفي الدكتور ياسر الحسين يشتم فيها تكتيكا سياسيا يهدف لتليين المواقف المتصلبة لدولة الجنوب في الجولة القادمة، عبر ارسال اشارات بان « الخرطوم» ليست في عجلة من امرها في توقيع اتفاق معها، وانها لا تعاني اي نوع من الضغوط الداخلية او تؤثر عليها مثيلتها الخارجية. ومن هنا فان الدكتور الحسين يرجح لـ» الصحافة» تطاول جولات الحوار بين الطرفين دون تحقيق اي تقدم على صعيد القضايا المطروحة، بخاصة في ظل ارتفاع سقوفات حكومة دولة الجنوب، والتعثر المتوقع في المسار التفاوضي الآخر المخصص لقضايا المنطقتين.
غير ان البروفيسور عوض السيد الكرسني لا يتوقع ، في المقابل، ذلك حتى في ظل مثل هذه التصريحات التصعيدية، والتي يرى انها لا تملك توجهات محددة ازاء القضايا محل الحوار لان الاخيرة حسبما يشير المحلل السياسي واضحة، فـ»الحدود» محكومة باتفاقية السلام وامر المنطقة العازلة بين البلدين متروك للخبراء ولا تخضع لكلام الساسة، ويتابع الكرسني « اما بقية القضايا فكلها خاضعة للمساومة والتفاوض بما يحقق مصالح البلدين»؛ ويلفت المحلل السياسي الى وجود سقف زمني يحكم العملية التفاوضية برمتها، معتبرا ان التقيد به في ظل الاجواء الدولية المواتية يصبح امرا صائبا، الا ان الكرسني يستدرك بالتشديد « لكن هذا لا يعني التفريط في قضايا مثل الحدود، وانما المرونة في غيرها بما يحقق مصالح البلاد العليا».
على كل فإن القراءات المتضادة لكل من الكرسني والحسين لتصريحات وزير الدفاع وتوجيهات الرئيس البشير، تعكس بطبيعة الحال الانقسام الواضح في الرأى العام ولدى المراقبين تجاه ما تمثله، فبعض المراقبين استحسنوا تأكيد وزير الدفاع على عدم التفريط في اي شبر من الحدود، وآخرون خشيوا من اجواء تلك التصريحات على الحوار حول المنطقتين، فيما ثمن البعض اشارة «حسين» الى مشاركة ابناء المنطقتين في الحوار، واعتبروها مؤشرا على احراز تقدم في المسار المخصص لهما؛ الا ان الدكتور ياسر محجوب الحسين يرهن احراز اي تقدم على هذا المسار من الحوار، بحدوث نجاح مواز في المسار الآخر، ويلفت الكاتب الصحفي الى ان توقيع اتفاق المساعدات الانسانية لجنوب كردفان والنيل الازرق لم يتم الا بعد الانفراج الكبير في ملف النفط بين « الخرطوم» و» جوبا»، على ان الدكتور الحسين يعود ليثمن الاتجاه الحكومي لاشراك ابناء المنطقتين ،بشكل مطلق، في الحوار حول قضاياهم.
فيما يطالب البروفيسور عوض السيد الكرسني الحزب الحاكم بالتعامل مع هذه المسألة بشكل جدي، ويتساءل الرجل : هل سيسمح لهم بالتفاوض فعلا ام يصبحوا «تمومة جرتق»؟، ويمضي الكرسني ليضيف : يجب اشراكهم بفاعلية لان الجمرة بتحرق الواطيها، ويتابع : ولماذا لا يلتقي هارون والحلو وعقار فبينهم «ادب» يمكن ان يسرع الحل ان اجتمع اليهم اهل المنطقتين، واتخذ « نافع عقار» قاعدة انطلاق لاي اتفاق يحل قضية المنطقتين؛ وربما لهذه القناعة في روح الاتفاق يبدي الكرسني في حديثه لـ» الصحافة» انزعاجا واضحا من تجنب رئيس الوفد الحكومي لهذا المسار من المفاوضات الاشارة الى هذا الاتفاق باعتباره من مرجعيات الحوار، ويتابع الكرسني « دكتور كمال مع الاحترام لا يعرف تعقيدات هذا الملف».
ويبقى ان القراءات الفاحصة لتصريحات السيد وزير الدفاع ورئيس الوفد الحكومي في المفاوضات مع دولة الجنوب، بجانب تصريحات الدكتور كمال عبيد رئيس الوفد المفاوض لقطاع الشمال، قد تكشف بشكل ناصع حقيقة مواقف الحكومة التفاوضية من الملفات المطروحة في الجولة القادمة من المفاوضات، ان لم تعلن بشكل غير رسمي مآلاتها!.
[/JUSTIFY]

الصحافة – تقرير: ماجد محمد علي

‫2 تعليقات

  1. آي الفورةالف
    وممكن تتصاعد الفين ثلاثة وحتى عشرة
    المهم انتبهوا لماتبقى من وطن وماتستعجلوا وماتهتزوا للضغوط
    الحدود1956م ابيي سودانية تملكها قبيلة المسيرية
    برميل البترول خلاص خلوهو 25 دولار
    ترتيبات امنية دقيقة جدا
    المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين