تحقيقات وتقارير

اتفاق مريم ومناوي .. ما وراء السطور ..؟!!!

كثيراً ما يضفي زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي على توجهات الإنقاذ التي لاتتفق مع مساره السياسي بعض الحكم والأمثال التي تبين مقصد حديثه ولاتضطره للإبحار صوب الشروحات التي إن تعددت تفسد النص بجانب مذاجه السياسي الذي يروق ويعتدل وهو يستخدم المثل والفلكلور ،ومن ماشاع عن الإمام الصادق قوله ” مشى يتفولح جاب آخرها يتلولح” فهل ينطبق هذا القول على ابنة الزعيم والقيادية في حزب الأمة القومي د. مريم الصادق وهي تقفز عالياً في ظلام المقامرة إلى كمبالا البعيدة لتوقيع مذكرة تفاهم سياسية مع حركة مني مناوي
جديد الاتفاق
يبدو أن الاتفاق في مجملة يخلو من أي مفردة جديدة أو فكرة يمكن للقوى السياسية الأخرى الاستهداء بها أو العمل على تعزيزها ، حيث أكد الاتفاق على مبادئ عامة وردت في ثلاث نقاط رئيسية ركزت على ضرورة تبنِّي نظام حكم فيدرالي لا مركزي تتنزل فيه السلطات والموارد إلى مستويات الحكم المختلفة وإتاحة الحريات العامة والشخصية، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وسيادة حكم القانون واستقلال القضاء والفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حُرَّة ونزِيهة وشفافة وفقاً للمعايير والرقابة الدوليين، وحُرِّية الصحافة، وتمكين المرأة السودانية وتأكيد حقوقها وواجباتها عبر ميثاق نسوي ، بجانب إثارة الاتفاق لقضيتي “كفاية الفترة الانتقالية” ووصف ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بأنهما ولايتان ذات خصوصية . ويمكن القول مما سبق أن حزب الأمة القومي وحركة مناوي قد صوبا اتفاقهما حول قضايا ومبادئ عامة قتلت بحثاً في وثيقة الدوحة للسلام كما أنه وبمقاربة الظرف الزماني لم يختلف كثيراً عن اتفاق سابق لحزب الأمة القومي مع حركة العدالة والمساواة في السادس من يوليو عام” 2009″ . اتفاق وصفه المراقبون بأنه مسعى من حزب الأمة للقفز من الاتفاق الإطاري الذي وقعه مع حزب المؤتمر الوطني آنذاك، بغرض إقامة شراكة سياسية واستراتيجية بين الحزبين استحال تطبيقها عقب خطوة حزب الأمة المفاجئة ، بتوقيع مذكرة تفاهم مع حركة العدالة والمساواة التي أثارت حفيظة الحكومة وحزبها الحاكم في وقتها واعتبرت أن توقيع المذكرة تم بين حزب سياسي وجماعة متمردة على الدولة، وقالت إنه ، إعلان حرب ودعم داخلي للحركات المسلحة.
أجندة وطنية
غير أن حزب الأمة القومي بدا غير آبه لانتقاد الحكومة لتقاربه من الحركات المسلحة ، حيث يتحرك وفقاً لاستراتيجيته المسماة بالأجندة الوطنية وهي أجندة ليس فيها فواصل ومدارات بين القوتين المدنية والمسلحة إذ ظل الحزب يؤكد في تطوافه على القوى الأخرى أن الديمقراطية أحد أهم أهداف أجندته والتي قال قادته أيضاً إن الظرف الداخلي يحتم على الجميع الالتزام بمنهج وطني إلا أن المحلل السياسي د. عبده مختار قال إنه حال أراد حزب الأمة الديمقراطية فهذا يستوجب منه المنافسة الانتخابية ووصف لـ(السوداني) خطوة الحزب بأنها سقطة جديدة للمعارضة بأن يلجأ حزب الأمة بتاريخه ومساهمته في الاستقلال لحركة مسلحة يقول عبده مختار إنها ليست حزباً منافساً ولاتنظيماً شرعياً .
حكومة ومعارضة
بجانب تلك الانتقادات يمضي البعض للحديث عن توقيتاته رغماً عن التحالف الناعم الذي يجمع المؤتمر الوطني بحزب الأمة القومي في هذه الفترة ففي الوقت الذي يشغل فيه القيادي بالحزب ونجل الإمام الصادق العقيد عبدالرحمن منصب مساعد رئيس الجمهورية الذي لاتزال مجالس المدينة تقول إنه “صفقة” عززت من ذاك التحالف بجانب رفض إمام مسجد ودنوباوي عبدالمحمود أبو من عدم الاستغلال السياسي للمنابر ودور العبادة ،إلا أن خطوة مريم الصادق وانتقادات رئيسة المكتب السياسي للحزب سارة نقدالله لحديث إمام مسجد ودنوباوي يمكن أن تكشف عن انقسام داخلي يعاني منه الحزب في الرؤية والتوجه سيما توقيع الاتفاق الأخير الذي جاء في توقيت يتنافى مع الأهداف الوطنية التي أعلنها الحزب والتي تضمنت ضمن حزمها إقامة علاقات وجوار أخوي مع الجنوب إذ إن توقيع الاتفاق يبدو غير مناسب من حيث التوقيت الذي يمضي فيه الوقت لصالح تسوية الخلافات بين السودان وجنوبه.
جبهة جديدة
منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت من مسجد ودنوباي حيث معقل طائفة الأنصار المؤيدة لحزب الأمة القومي- في أم درمان ، بدأ الحزب وكأنه يمارس قدراً من الضغوط الداخلية على النظام بغرض إرغامه على تبني ما أطلق عليها الأمة القومي الأجندة الوطنية التي يرى أن تنتهي بحكومة انتقالية وبناء على ذلك ربما يجئ اتفاق مريم في سياق الضغوط للوصول لتسوية سياسية مع تنظيم الجبهة الثورية غير أن أستاذ العلوم السياسية د. صلاح الدومة استبعد أن يمضي الاتفاق الموقع بين حزب الأمة وحركة مني لسياق تكتيكي بغرض فرض ضغوط على النظام وقال الدومة لـ(السوداني) إن الجبهة الثورية سبق ورفضت الجلوس مع حزب الأمة القومي. وأشار إلى أن الطرفين الموقعين على الاتفاق يريدان صناعة جبهة ثورية جديدة تمكنهما من العودة للساحة السياسية بشكل آخر. ويؤكد الدومة أن الأمة القومي يرى نفض يده من الحكومة خاصة وأن هناك نقطة تحول في تاريخ الإنقاذ عقب توقيع الاتفاق القادم ويشير الدومة إلى أنه حال التوقيع على اتفاق مع دولة الجنوب فإن تغيير النظام سيتم عبر التطور ويمضي الدومة للقول أن الأمة القومي يرى أنه حال لم يقبل النظام على توقيع اتفاقيات مع الجنوب سيحدث الانهيار الاقتصادي الذي يليه الانهيار السياسي..
تقرير:عبد الباسط إدريس
صحيفة السوداني

‫4 تعليقات

  1. المزايده السياسيه مع حركات الهامش ترفع سقف المطالب للحركات التي لاتعدوا الا ان تكون وهميه!! او وبالا علي السودان واهله تماما كما رفعت المقبوره (المعارضه) سقف مطالب الجنوبيون الي(تقرير المصير) الذي تلقفته المخابرات الغربيه وجعلته مع الهالك قرنق خيارا ثانيا لمشروع وحده (السودان الجديد) ثم طبقت به الانفصال بعد اغتياله. وانظروا الي المطالب :الاعتراف بخصوصيه المناطق التي تاثرت بالحروب وتعويضهم تعويضا عادلا!! في الوقت الذي تتجاهل هذه الاتفاقيه(البدعه) مسببات الحرب والعمل لازالتها!! ولاتبحث عن من الذي ادخل العنف المسلح ومعاقبته اوعلي الاقل ادانته سياسيا!! وهل كان لافعال حركات الهامش من رفع للسلاح وتقتيل لجنود الحكومه من جيش وشرطه وللمواطنين!! والتدمير للبنيات التحتيه للبلاد!!ونهب الممتلكات من مواشي واموال!! وترويع الامنين والتعاون مع اعداء الامه!! بل خيانه الامه والعمل علي اضعافها وتمزيقها عملا مشروعا؟ وهل الخروج علي السلطان وعدم طاعه ولي الامرعملا مشروعا ايضا ولاغبار عليه؟ ام مسؤليه دينيه فرديه كانت او جماعيه والموقعون من طائفه دينيه كبيره !! وهل قاده مايسمي بحركات الهامش(الجبهه الثوريه) مبرؤن من كل عيب ؟ ام مجموعه من الجهله القتله اللصوص المتمردين علي قوانين الارض والسماء؟؟ وهل العداله الجنائيه المطالب بها في الاتفاقيه ستطالهم ايضاام هم ليسوا مسؤلون عن افعالهم القبيحه من قتل وتدمير ونهب للاموال؟ وانظر الي المطالبه بنظام الحكم وجعله من اربعه مستويات محليه بالاضافه الي الرئاسي-الفدرالي الذي يشتمل علي حكومه قوميه وقليميه !!!!! كانما السلطه قد تحولت الي جثه تنهشها الكلاب الضاله.
    نحن نعلم بان الغرب يعمل لادانه اعمال الحكومه لاسقاطها وتمزيق البلاد ونهب خيراتها عن طريق (الفوضي الخلاقه)!! فهل تعمل احزابنا السياسيه لتصحيح اخطائنا الداخليه وترشيدها!!وتصحيح مفاهيم شبابنا بالقيم الوطنيه!!وتوضيح مسؤليات المواطن وواجباته تجاه بلده اولا وحقوقه ثانيا!! والحكومه تجاه الامه!!ام نصطاد في الماء العكر لتحقيق مكاسب سياسيه حزبيه محدوده !! والي متي سنظل ندور داخل حلقات الحروب والاقتتال والاحقاد !! ومتي نفيق من غيبوبتنا السياسيه!! وننتبه لغفلتنا وخيبتنا الكبيره!! ونكسر حلقه الغباء والاحقاد السياسيه التي نعيش فيها !! ونعلم بان الاعداء يستغلون احقادنا لاشعال مزيد من الفتن المؤديه الي الضعف والتفكك لنهب خيراتنا التي وهبنا الله لنا !! وانها ووالله لكثيره!! وكافيه!! لابناء السودان وامتنا الاسلامه ولكثير من الناس!! اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدي!! ووفق قادتنا وزعمائنا الي مافيه خير البلاد والعباد.ورمضان كريم.ودنبق

  2. مين تكون تكون مريم وأين الان ثقل حزب الامة السياسي
    والاجتماعي
    والله السودان اصبح فوضي
    الخوف البلاد تتفكك الي دول وخصوصا الان ظهرت علامات
    الانقسام دارفور جبال النوبة النيل الازرق تفاوض وحكومات
    ومهمشين وأهل الهامش وتحرير السودان وصراعات قبلية
    انا اتوقع انفصال تلك الولايات من السودان
    هل رأيتم دولة في العالم يوجد فيها عشرون زعيم متمرد
    الكل يدعي أنة زعيم ومسنود من قبيلتة. ويلحن لهم بغباء
    ولانه غبي يتراجع ويعزف لكل السودان بأنة وطني لاستدراج
    عطف السودانيين ويظهر بأنة ليس بعنصري
    هل لو سقطت حكومة البشير. سيكون لأحزاب التقليدية دور
    وهل يتفق صعاليق المعارضة.
    وهل سيتوحد السودان بوجودهم ويسلم المواطن من أحفادهم
    الم. اقل لكم بان بوادر الانفصال ظهرت وللأسف أنة ربيع الانفصال
    في السودان واحسب أنة خيرا للجميع

  3. هذا المقال ايضا فارغ من اي محتوى كفراغ محتوى اتفاق مريم الصادق ..
    كنت اود ان يتسآل الصحفي ماذا يحدث لو ان هذا الحزب غير حزب الامة وهو يبرم هذا الاتفاق ..
    وكيف يكون الحال لو كان هذا الامر في اي دولة غير السودان .. كيف لحزب ان يتفق مع مجموعة مسلحة تحارب النظام بالسلاح .. كيف تضمن الحكومة عدم التعاون العسكري ايضا ؟؟
    وبعدين يا صحفيين يا سنة اولى هي اسمها المغامرة بالغين وهي من الفعل غامر اي ركب الصعب او ذهب الى داخل الامر من غير حسابات او توقع النهايات ,, وليس المقامرة وهي من لعب القمار او الميسر ..
    صحفي لايعرف الفرق بين مغامرة ومقامرة كيف ادوه شهادة الصحافة ؟؟؟؟.

  4. هذا اكبر دلييل على ان ليس من قومها رجل رشيد و الا فكيف خرجت من دار ابيها لتجتمع مع العملاء خارج الحدود. هل انتهى الرجال في دار حزب الامة حتى تقودهم هذه الانثى؟ ام هل الان فلح قوم تقدمتهم امرأة؟؟؟ كلا وكلا ثم كلا….رجال فشلوا في كبح جماح انثاهم عن الخروج هم افشل في قيادة وطن في قامة السودان واهله
    عبد الله احمد يوسف عوض الله استراليامدينة بيرث