النهايات السعيدة
ü محمل الجد
عندما تم نقله من وظيفته الولائية إلى أحد الوظائف العليا الاتحادية كثرت عليه المسؤوليات والمهام.. فقد كان باله هادئاً في تلك الولاية، ولم يكن يظن أن المنصب الجديد بهذه الحرارة وهذا الإزعاج.. فلم يجد بدّاً من محاولة إيجاد طريقة يتعامل بها مع هؤلاء القوم إلا ممارسة بعض من الجنون وقليل من المراوغة.. فصار يهتاج في كل من يدخل عليه مكتبه جاعلاً منه.. باعثاً للآخرين على عدم المحاولة للمطالبة بأي بند كان، وإن كان صاحبه على حق.. لأن الكل صار يتهيب كلماته الجارحة وطريقته المحرجة وأسلوبه الفظ.. ولم يكن يدري أن هناك من يرصده بعين غاضبة، فقد كثر الكلام من شاكلة «يا زول عمك مسنود من فوق.. عشان كدا عامل فيها مجنون ورايح.. أها البتجي من السماء تحملها الواطة..» لكأنما هذا الدعي وأمثاله فرض السماء على الأرض والسماء عنهم سمو.. متى كان الناهر والمتلفظ مقبولاً منا؟ والذي هو على خلق عظيم تنبهه السماء لو أنه كان فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوله.. كيف يكون أمثال هؤلاء «المواهيم» مسنودين من أي جهة كانت وإن كانت تُسمى «فوق».. والله فوق الكل.. آن الأوان أن يحمل الرجل محامل الجد في تعامله مع أي «كائن من كان» في نطاق احتكاكه بهم.. وبلاش من «مسنود من فوق»، فمازال الراصد ينظر بعدم الرضاء.. ومعدلات التراكم في ازدياد ومحمل الجد قادم ما دام الكل استشعر أن بداخله قدرة على مواجهة الآخر الذي يتدثر بدثار السند القوي.. الذي هو بشراً مثله.. إنه السند الناقص والمهزوم، «فيا هذا المسؤول عد إلى عقلك ورشدك واحترم العقول التي تدلف إليك في مخمصة اختصك بها الله فكن قضاءً للحوائج قبل أن تصبح سائلاً لها.
ü آخر الكلام:-الأيام والقرائن تقول «من سره زمن ساءته أزمان».. ولا داعي لادعاء الجنون فكن جاداً عند محامل الجد.
سياج – آخر لحظة – 2011/3/10
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]