فدوى موسى

النهايات السعيدة

النهايات السعيدة
كثرت العبارات والألفاظ في عالم السياسة بدءً من المعايير المزدوجة.. والتفاوض وانتهاءً بعبارة «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكلها توحي بأن هناك خللاً أو مشكلة ما في أمر متعلق.. ولكن أن تظهر بعض العبارات السعيدة في خضم السياسة مثل ما جاء على لسان «حزب الأمة»، الذي قطع بضرورة مواصلة الحوار المشترك مع حزب المؤتمر الوطني حتى يفضي إلى «النهايات السعيدة».. على أثر التصريحات بأن الحزبين قد قطعا شوطاً في مجريات الحوار.. وأكثر ما استوقفني في مجمل الخبر عبارة «النهايات السعيدة»، والمرجح أن السعادة تنبني على الرضاء والقبول بما هو واقع.. وفي بحر السياسة الهائج لا شيء ينبني على رضاء أي من الأطراف، ودائماً ما تنفض طاولات السياسة على حالة احتراب وعدم اتفاق أو عدم تصالح.. والوضع في بلادنا يدور في ذات الفلك وذات العبارات، ولعل «النهايات السعيدة» مدخل جديد في دنيا سياستنا العصيّة على ضروب الاستيعاب والفهم السريع.. واليوم نستبشر خيراً بهذا المدخل السعيد، ولعل ربط ما بين السعادة وألفاظها ضرب جديد من لغة التخاطب السياسي ودلالة فأل وبشارة خير.. ولو أن العالم أدمن مثل هذه العبارات الحسنة لما كان الشكل والإطار العام بهذا البؤس «التناحسي».. فمرحباً بالسعادة في ساحات السياسة المظلمة، ومزيداً من الذخيرة المفرحة والنهايات السعيدة.. على غرار التفاؤل العام والجو المريح خاصة و «أن القطب الأوحد» من مصلحته الآن أن يهدئ اللعب في إطار «السودان» الذي نتغنى له «السودان يا هو دا السودان».

ü محمل الجد

عندما تم نقله من وظيفته الولائية إلى أحد الوظائف العليا الاتحادية كثرت عليه المسؤوليات والمهام.. فقد كان باله هادئاً في تلك الولاية، ولم يكن يظن أن المنصب الجديد بهذه الحرارة وهذا الإزعاج.. فلم يجد بدّاً من محاولة إيجاد طريقة يتعامل بها مع هؤلاء القوم إلا ممارسة بعض من الجنون وقليل من المراوغة.. فصار يهتاج في كل من يدخل عليه مكتبه جاعلاً منه.. باعثاً للآخرين على عدم المحاولة للمطالبة بأي بند كان، وإن كان صاحبه على حق.. لأن الكل صار يتهيب كلماته الجارحة وطريقته المحرجة وأسلوبه الفظ.. ولم يكن يدري أن هناك من يرصده بعين غاضبة، فقد كثر الكلام من شاكلة «يا زول عمك مسنود من فوق.. عشان كدا عامل فيها مجنون ورايح.. أها البتجي من السماء تحملها الواطة..» لكأنما هذا الدعي وأمثاله فرض السماء على الأرض والسماء عنهم سمو.. متى كان الناهر والمتلفظ مقبولاً منا؟ والذي هو على خلق عظيم تنبهه السماء لو أنه كان فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوله.. كيف يكون أمثال هؤلاء «المواهيم» مسنودين من أي جهة كانت وإن كانت تُسمى «فوق».. والله فوق الكل.. آن الأوان أن يحمل الرجل محامل الجد في تعامله مع أي «كائن من كان» في نطاق احتكاكه بهم.. وبلاش من «مسنود من فوق»، فمازال الراصد ينظر بعدم الرضاء.. ومعدلات التراكم في ازدياد ومحمل الجد قادم ما دام الكل استشعر أن بداخله قدرة على مواجهة الآخر الذي يتدثر بدثار السند القوي.. الذي هو بشراً مثله.. إنه السند الناقص والمهزوم، «فيا هذا المسؤول عد إلى عقلك ورشدك واحترم العقول التي تدلف إليك في مخمصة اختصك بها الله فكن قضاءً للحوائج قبل أن تصبح سائلاً لها.

ü آخر الكلام:-الأيام والقرائن تقول «من سره زمن ساءته أزمان».. ولا داعي لادعاء الجنون فكن جاداً عند محامل الجد.

سياج – آخر لحظة – 2011/3/10
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]