تفاؤل حذر بالمبادرة العربية لدارفور
ومع ذلك بدا المبعوث القطري أكثر تفاؤلا بتحقيق نتائج ايجابية باتجاه الحل الشامل للأزمة، متسلحا بأن عددا من المتصارعين في الإقليم أعلن موافقة غير مشروطة للاستماع للمقترحات القطرية وبالتالي العمل على إنجاح المبادرة.
وعلى الرغم من الموافقات المبدئية فإن بعضا من الحركات المتمردة لا تزال تشكك في قدرة كافة الجهات بما فيها الجامعة العربية على حمل الخرطوم على التنازل عن مواقفها لإحداث اختراق جدي في جدار الأزمة.
لكن الوزير القطري الذي أكد استعداد بلاده للمضي قدما في اتجاه التسوية السلمية أعلن أنه عرض خطة متكاملة على الحكومة السودانية قبل أن يعرضها على المتمردين “للتحرك من خلالها لإيجاد تسوية سلمية لأزمة دارفور”.
وقف العداء
غير أن آل محمود اعتبر في حديث للصحفيين أن من أهم مقومات نجاح هذه المبادرة هو الهدوء ووقف العمليات العدائية والتحرك نحو العمل الإنساني والسعي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد أعلنت الخرطوم مباركة السودان للمبادرة العربية واستعداده لمفاوضة المتمردين في أي مكان وزمان. وقال مساعد رئيس الجمهورية نافع على نافع إن حكومته وافقت على المبادرة العربية لأجل إنجاح كافة الجهود الرامية لمعالجة الأزمة في دارفور.
أما حركة العدل والمساواة فأكدت أن السلام هو هدفها الإستراتيجي. وقالت إنها ليست مع الحرب “بأي شكل من الأشكال”.
وقال الناطق الرسمي باسمها أحمد حسين آدم -في تصريح للجزيرة نت من مقر إقامته بالعاصمة البريطانية لندن عبر الهاتف- إن العدل والمساواة لن تقف في وجه أي جهود لأجل إحلال السلام في دارفور.
لكنه اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدم الجدية في التوصل إلى تسوية سلمية في الإقليم “لأنه لا يريد سلاما حقيقيا في السودان”.
دور منحاز
وانتقد حسين ما سماه بالدور المنحاز من الجامعة العربية “بسلوكها نحو إدانة الحركات المسلحة والوقوف بجانب الحكومة في كثير من المواقف”.
غير أن حركة تحرير السودان -فصيل الوحدة- أكدت موقفها وهو التفاوض من أجل الحل السلمي للأزمة.
ولكن الناطق الرسمي باسمها محجوب حسين، قال في اتصال مع الجزيرة نت إن كل هذه المبادرات جاءت متزامنة “مع محنة الرئاسة” السودانية مع المحكمة الجنائية الدولية، و”نعتقد أن كلها دون أن نعرفها ملغومة وتعبر عن مخرج لورطة الجنرال”.
واعتبر أن الجامعة العربية وسيط غير محايد أو نزيه “لكن دولة قطر ليست لدينا مشكلة فيها أو معها”.
وطالب حسين بأن تعلق كل المبادرات العربية والأفريقية إلى حين انتهاء قضاة المحكمة الجنائية من قرارهم بعد شهرين “و بعدها نتعرف على الخارطة الجديدة لمشهد الأحداث في السودان”.
عماد عبد الهادي-الخرطوم :الجزيرة نت [/ALIGN]