سياسية

تفاصيل الغرف المغلقة بأديس أبابا.. وكواليس عودة وزير الدفاع..!!

رغم الغشاوة التي تبدو ظاهرة للعيان على كل ما يأتي من سماء أديس أبابا الملبدة بالغيوم إلا أن روحاً متفائلة بدت ظاهرة على محدثي عبر سماعه الهاتف وهو يرسم لي ما يدور خلف كواليس التفاوض بالغرف المغلقة والتي انطلقت أمس مجدداً بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد انقضاء الجولة التي تمت إحالتها إلى مدينة بحر دار الأثيوبية، والتي تعد أهم قضاياها على الإطلاق ما انفردت به (السوداني) في عددها أمس الأول والمتعلق بانطلاق المفاوضات مع قطاع الشمال حول توصيل المساعدات الإنسانية بداية. وحول سير المفاوضات مع الجنوب بدا محدثي متحفظاً في بعض الجوانب إلا أنه عاد وقال: “شوف الناس يجب أن تكون عارفة أننا بنفاوض في طرف كل هموا إنو يقود الجولات إلى ما بعد الثاني من أغسطس بغرض إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي”.
(1)
كواليس الاجتماع المغلق بين الرئيس ووزير الدفاع..!!
عودة مفاجئة لرئيس الآلية السياسية والأمنية رفيعة المستوى من الجانب السوداني، وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين إلى الخرطوم من مقر المفاوضات والدخول بعدها في اجتماعات مغلقة مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عقب عودته من أديس أبابا مباشرة، جعلت الكثيرين يذهبون بالتحليل في اتجاهات مختلفة تدور ما بين رؤى تنطلق من أرضية التعثر الناتج عن اتهامات وفد الجنوب للقوات المسلحة السودانية بقصف أراضٍ في عمق الجنوب، وأن تعثراً وعقبات تقف أمام تقدم المباحثات دفعت بوزير الدفاع للعودة للخرطوم والتزود ببعض الآراء والملاحظات، لكن أرضية اخرى ينطلق منها آخرون يذهبون إلى أن تقدماً كبيراً حدث في المفاوضات وأن قضايا تحتاج لتفويض ومشاورة هي التي دفعت وزير الدفاع للعودة.
وما بين هذا وذاك يقول رئيس الآلية السياسية والأمنية رفيعة المستوى من الجانب السوداني، وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين لـ(السوداني) إنه عاد لإطلاع القيادة ورئيس الجمهورية المشير عمر البشير على آخر تطورات التفاوض مع دولة جنوب السودان، وقال إن الرئيس البشير زوده بالكثير من الملاحظات والآراء التي ستعينه والوفد كثيراً في الجولة المقبلة، ولم يستبعد الوزير حدوث اختراق فيما تبقى من فترة زمنية في القضايا المطروحة للنقاش بين الطرفين وفقاً للمنهج الاستراتيجي المتبع للحوار، وأضاف “لكن التقلبات كثيرة، وعموماً نحن منفتحون للحوار”، وفيما يتعلق بالحوار حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مع الحركة الشعبية قطاع الشمال قال إن وفد السودان المفاوض ينطلق في موقفه من المبادئ التسعة التي تم الاتفاق حولها في البرنامج الثلاثي للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية. وأضاف “في ذلك نحن منفتحون للحوار حولها والاتفاق على توصيل المساعدات الإنسانية”.
وقال وزير الدفاع إن الحركة الشعبية وقادتها في الجنوب مترددون في الكثير من القضايا، وأضاف “هم لم يحسموا موقفهم حول قضية السلام ولكن إذا أتوا للسلام سيجدوننا منتظرين ومرحبين وإذا اختاروا غير ذلك نحن جاهزون ومتحسبون لكافة السناريوهات”، وأوضح أن وفد السودان ذاهب إلى التفاوض بنوايا صادقة وقوية لإحداث اختراق لصالح السلام والاستقرار وحفظ الأمن والعمل على رفاهية شعبي البلدين.
(2)
قطاع الشمال.. العودة عبر بوابة القضايا الإنسانية..!!
مصادر (السوداني) أكدت أن اجتماعات عقدت بين الحكومة وقطاع الشمال بقيادة مالك عقار وبحضور الأمم المتحدة حول كيفية توصيل المساعدات الإنسانية، وتوصيل الإغاثة، وقدمت من خلال اللقاء بعض المقترحات التي توجه الطرفان إلى دراستها، والرد عليها من خلال اجتماع من المقرر أن يعقد اليوم بأديس أبابا، كإنطلاقة رسمية للتفاوض حول القضية، فيما أكدت المصادر أنه ووفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي فإنه من المقرر أن يتم النقاش بين وفد الحكومة وقادة منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حول المبادئ العامة التي تمكن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية من تنفيذ المبادرة الثلاثية، والوصول بداية لاتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار بين الحكومة وقوات الحركة بالمنطقتين، ومن ثم التوجه لمناقشة بند الترتيبات الأمنية وفقاً لاتفاق السلام الشامل بحسب رؤية الوفد الحكومي المفاوض بحسب المصدر- والذي قال إن قضية المشاركة السياسية أيضا واحدة من قضايا الحوار بين الطرفين، مبيناً أن قطاع الشمال ينطلق في مواقفه من اتفاق سابق تعارف على تسميته اختصاراً بـ(اتفاق نافع عقار). وأكد المصدر أن الوفد الحكومي يرى أنه لابد من حسم الملف الأمني بشكل نهائي وكحزمة واحدة من بينها القضية الإنسانية.
(3)
د.مطرف صديق.. الدفاع بسلاح الكلمة..!!
الكثير من المتاريس ظهرت على أرضية التفاوض المهتزة أصلاً خلال اليومين الماضيين سيما عقب انتقالها من مدينة بحر دار الأثيوبية إلى أديس أبابا، سيما عقب اتهام حكومة الجنوب للسودان بقصف أراضيه، وذلك ما نفاه السودان وقال إنه تعامل مع قوات تتبع لحركة العدل والمساواة شمال حدود الأول من يناير للعام 1956م، وذلك ما دفع الناطق الرسمي باسم وفد السودان المفاوض فى أديس أبابا د.مطرف صديق خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بأديس أبابا إلى التأكيد بأن القوات المسلحة تصدت لقوات متمردي العدل والمساواة والتي دخلت إلى الأراضي السودانية من جنوب السودان، وذهب إلى القول بأن وفد السودان سبق له وأن حذر من وجود تلك القوة المتمردة داخل الجنوب، وزاد: “كان يتوقع وفقاً لخارطة الطريق الإفريقية وقرار مجلس الأمن 2046 أن تحيد تلك القوة من مبدأ عدم دعم الحركات المتمردة”، أيضاً د.مطرف سار في ذات اتجاه التفاؤل حينما قال إن المباحثات كانت تسير بصورة جيدة ومباشرة بين الطرفين دون وجود الوسيط وأن الجولة كانت تسير بصورة معقولة حتى دخول حركة العدل والمساواة داخل أراضي السودان من دولة الجنوب، وزاد بالقول: “القوات المسلحة تعاملت معها بعد دخولها الأراضي السودانية ما دفع وفد جنوب السودان لإعلان انسحابه من التفاوض المباشر”، ووصف د.مطرف موقف حكومة الجنوب بأنه تطور مؤسف وأن السودان لا يدرك لماذا سمحت حكومة جنوب السودان لتلك القوات المتمردة والتي كانت تحركت حوالي (80) كيلو متراً داخل أراضي جنوب السودان إلى التحرك في هذا التوقيت لتدخل إلى غرب دارفور حيث تعامل معها الطيران السوداني، وأكد د.مطرف أن القوات البرية السودانية تتعامل الآن مع بقايا تلك القوات داخل منطقة غرب ولاية جنوب كردفان ضمن ممارسة السودان لكامل حقوقه فى الدفاع عن أراضيه وحماية أمنه وسلامة مواطنيه. وأضاف “تعامل السودان مع تلك القوة المتمردة داخل أراضيه ليس مبرراً منطقياً لتعليق الحوار المباشر بين الوفدين”، وقال إن التوقف في المفاوضات المباشرة يشكل انتكاسة أعادت التفاوض للوراء مبيناً أن الطرفين عادا للجلوس تحت رعاية الاتحاد الإفريقي عوضاً عن الجلوس مباشرة والذي أحدث بعض التقدم من حيث التفاوض المباشر حول الموضوعات المختلفة وبصورة إستراتيجية وشاملة. وقال إن أطراف التفاوض قد عادت الآن إلى المواقف الابتدائية.
(4)
باقان وحديث المقترحات..!!
رئيس وفد التفاوض لدولة جنوب السودان في أديس أبابا باقام أموم قال إن وفد بلاده قدم لوفد الخرطوم في بداية المفاوضات بين الجانبين بحضور لجنة الوساطة الافريقية مقترحات قوية لحل القضايا العالقة بشكل شامل مع السودان قبل حلول مهلة مجلس الامن وذلك وفقا لخارطة الطريق التي تبناها الاتحاد الافريقي وأقرها مجلس الأمن الدولي، وقال إن الجنوب قدم أيضاً مقترحات لوقف الاعمال العدائية وقبل بدون شرط وفق الخارطة التي اقترحتها لجنة الوساطة الافريقية بدون أي تأجيل لمنطقة عازلة منزوعة السلاح وتفعيل على الفور كل الآليات الأمنية، وأضاف “أيضا اقترح الجنوب عملية تحكيم دولي تتضمن إطاراً زمنياً نهائياً وملزماً لحل بشكل سلمي الوضع النهائي لتحديد المناطق المهمة المختلف عليها المتبقية”، مبيناً أن الجنوب اقترح استفتاء تنظمه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في منطقة أبيي قبل نهاية العام الجاري والتي يمكن لقبائل دينكا نقوك وأي أناس آخرين يعيشون في منطقة أبيي لثلاثة أعوام متواصلة قبل 9 يناير 2005 مؤهلين للتصويت.
وذهب باقان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي امس في أديس أبابا عقب بدء المفاوضات مع السودان أن تلك المقترحات والتي أطلق عليها (اتفاق حول العلاقات الودية والتعاون”، تهدف إلى إحلال سلام شامل ودائم وأمن وازدهار لكل من البلدين بحسب باقان-، وأضاف “إذا قبلتها الخرطوم فانها ستعمل ليس فقط على انعاش الاقتصاد السوداني بل ايضا ستؤدي الى انهاء الاعمال العدائية واستئناف التجارة الثنائية ومن بينها إنتاج النفط والصادرات وضمان سلام دائم بين جنوب السودان والسودان”، وقال باقان إن الجنوب قدم تلك المقترحات لصالح خيار السلام، وان تلك المقترحات تعد دفعة للامام، لكونها متوازنة وتصب لصالح الشعبين، وأضاف “جنوب السودان يعرض استئناف تصدير نفطه عبر خطوط السودان مقابل رسوم نقل عادلة ومعقولة كما يطرح جنوب السودان اعفاء السودان من ديون 500 مليون دولار من العائدات المفقودة نتيجة المصادرات النفطية السابقة وتحويل نفطها”،وقال باقان إن السودان زاد من عرضه بشأن رسوم النفط لكل برميل الى (10 الى 9 ) دولارات، و(26ر7) دولار للبرميل عبر خط بترودار، واضاف “كما تعرض الآن زيادة قيمتها 7% في رسوم المعالجة وبذلك يتسنى للسودان تحقيق عائدات كبيرة من منشآتها لمعالجة النفط”، مبينا ان جنوب السودان يعرض حزمة مساهمة لتغطية العجز الذي نجم عن فقدان السودان لعائدات النفط المنتج من جنوب السودان وهو مقترح سخي بتحويل مبلغ (213ر8) مليار دولار في صورة مساهمة مالية مباشرة واضاف “هذا يسد 75% من اجمالي الفجوة المالية البالغة (4ر10%) التي حسبها السودان بعد انفصال الجنوب في شكل خسائرة من رسوم عبور ورسوم النقل ورسوم معالجة في محطات المعالجة المركزية، وقال إن جنوب السودان زاد عرضه من الاعفاء من الديون من (8ر2) مليارات دولار إلى (968ر4) مليار دولار بجانب عرضه لنهج مشترك مع المجتمع الدولي للحصول على مساهمات لسد الفجوة السودانية والاعفاء من الديون الخارجية للسودان ورفع العقوبات الاقتصادية من على كاهل السودان.
(5)
الاتحاد الافريقي.. الطريق إلى نشر قوات بالمنطقتين..!!
لغة التحذير بدت هي السائدة لدى قادة الاتحاد الافريقي سيما باقتراب الاجل المضروب للسودان وجنوب السودان عبر قرار مجلس الامن الدولي والمحدد بالثاني من أغسطس المقبل، وفي الوقت الذي ذكر فيه أمبيكي الطرفين باقتراب الموعد اتجه مفوض الاتحاد الإفريقي، جان بينغ الى التحذير من أن أي تأخير في الاتفاق حول إغاثة المحتاجين بجنوب كردفان والنيل الأزرق قد يؤدي إلى مزيد من معاناة إنسانية وفقدان للأرواح، مؤكداً استعداد الاتحاد لنشر مراقبين لتحقيق الهدف، وشدد بينغ على أن الاتحاد الافريقي مستعد لنشر المراقبين للتأكد من وصول الإغاثة والدعم للمحتاجين بطريقة شفافة وعادلة، وعبر عن أمله في أن تصل الأطراف السودانية المختلفة لاتفاق حول توفير الإغاثة والدعم الإنساني للمحتاجين هناك، وأوضح أن ممثلين من الحكومة السودانية والحركات المتمردة بالمنطقتين سيلتقون مساء اليوم (امس) في أديس أبابا تحت رعاية اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى، بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثامبو أمبيكي، لمناقشة سبل توفير وتقديم العون الإنساني والإغاثة للمتأثرين في المنطقتين.
وقال بينغ حول قبول الطرفين للمقترحات التي تقدم بها في فبراير الماضي بشأن النيل الازرق وجنوب كردفان والنابع عن مقترحات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والداعي لتوفير وتقديم الدعم الإنساني للمواطنين المتأثرين هناك، وقال بينغ إن تلك الخطوة قد طال انتظارها وكان من المتوقع أن تتخذ منذ وقت سابق، وأشار إلى أن المعاناة في تلك المناطق قد بدأت منذ اندلاع القتال وما صحبه من معاناة إنسانية في جنوب كردفان في يونيو 2011م وأعقبه صراع مشابه في النيل الأزرق بعد أشهر قليلة، وأضاف “قبلت الأطراف في الولايتين مقترحاً تقدم به في فبراير الماضي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يدعو لتوفير وتقديم الدعم الإنساني للمواطنين المتأثرين هناك وقبلت الأطراف بذلك”، وناشد بينغ الأطراف التأكد من وصول الدعم الإنساني لكافة الأطراف وأن تتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها وخاصة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، وعبر عن أمله في أن يخلص الاجتماع لوصول الأطراف لاتفاق بشأن توفير الدعم الإنساني.
صحيفة السوداني

‫5 تعليقات

  1. الحكاية عرض وطلب نحن اقتصادنا منهار واعتقد أن عرضهم ممتاز بالرغم من أنه محتاج مناقشة تفاصيل أكثر ويوضع بصور قانونية أكثر الزاما لهم.
    يعني لو عكسنا الوضع وكنا نحن المنتجين وهم لهم رسوم العبور أكيد ما كنا ح نعطيهم اكثر من 10 – 15 دولار – قصة البترول ونحن الطلعانه لازم ننساها لأنه بمجرد تسليمه للجنوب لم يعد ملكنا فلازم نتجاوز ذلك
    موضوع ابيي هو الأهم هنا نحن محتاجين نعكس الوضع يعني تكون الجزرة من جنابنا وهي الوصول الى اتفاق حول سعر النقل مقابل التوصل لأتفاقية عادلة بخصوص ابيي والتي أعتقد قد تكون اقتسام المنطقة – وتنازل الجنوب من المناطق المتنازع عليهاحسب الخرط العالمية وهم يعلمون أن التحكيم حتى لو كان منحاز لهم لكن الحق حق. فعشان كده لا يجب الخوف من اللجؤ للتحكيم زي ما الحكومة حسه عاملة والجنوبين مستغلين النقطة دي

  2. وبالنسبة للنيل الأزرق وجنوب كردفان واضح أن الحركة الشعبية لها قوة عسكرية وطبيعة المنطقة وقربهم من الجنوب ساعدهم في الكر والفر وممكن يستمر الوضع الى ما لا نهاية – أتفاقنا مع الجنوب ما ح يحل المشكلة بتاعتهم يعني يجب الجلوس معهم والتوصل لحلول معهم وطبعا ما في بلد بيقبل بوجود جيشين بها يعني ح تكون مشكلتهم مال وسلطة وده أمر يمكن حله
    وأخير يجب تحسين علاقتنا مع الأفارقة وما أسهل كسبهم

  3. [SIZE=4]انا في رائي المتواضع بفتكر انو دي فرصة كبيرة ما مفروض الحكومة تفوتا … خاص الحال المتعسر الوصل ليهو المواطن من ضنك معيشي لا يطاق .[/SIZE]والاتفاق ده بعمل تحول كبير جداً للاوضاع الاقتصادية …