فدوى موسى

في كنف الجامعة

[ALIGN=CENTER]في كنف الجامعة [/ALIGN][/COLOR] من مبلغ الأحلام للشباب النجاح والولوج لعتبات الجامعة لما لها من تأثير في تكوين وتشكيل مساحات المستقبل الآتي.. كما أنها تبرز ملامح شخصية لكل شاب أو شابة حيث تظهر في فترتها العلامات والميول والمزاجيات التي يبدو بها هؤلاء.. فالنشاط والحماس والعنفوان الشبابي تجاه التداول مع معطيات الحياة بكل أفرعها سياسة كانت أو اقتصاد أو اجتماعية يتبلور بجلاء إلا أنه في ذات الجامعة تتبدى بعض السلوكيات السالبة تحدو بالكثير من الأسر للخوف على البناء والبنات في هذه المرحلة قبل تطوّر الأمر عند البعض «خاصة الأُسر المُتشدّدة» إلى الوقوف والحيلولة دون ترك الأبناء وهذه الجامعة اعتقاداً منهم أنها سوف تميل بهم كل الميل.. وصارت القصص وبعض الحكاوي التي تروى عن واقع بعض شباب الجامعة مشوبة بالاستهجان وعدم الرضاء… تقول القصة.. إنها طالبة جامعية من أسرة رقيقة الحال من أحد ولايات أهلتها درجاتها المتحصلة للقبول بالكلية والجامعة المرموقة بالعاصمة.. رغم أن حالها يغني عن السؤال.. فأبوها يعمل خفيراً في إحدى المدارس بتلك الولاية ومكان سكنهم «عريشة» في ركن قصي من تك المدرسة.. ووالدتها تقوم ببيع «التسالي.. الفول.. وما تحمله تلك الصينية» وقوام أسرتها سبع بنات وولدين هي الأكبر بينهم والضنك والضيق يفوق الاحتمال عندهم ولكنّها تتميز أكاديمياً من بين زميلاتها.. إلى أن وصلت مرحلة الجامعة… تم قبولها وجاءت للعاصمة بحقيبة هزيلة وكيس مليء «بالخبز الجاف» وعشرين جنيهاً كمصروف الشهر كاملاً جادت بها عليها إحدى القاطنات قرب المدرسة… ومن اليوم الأول أحسّت بالبون الشاسع بينها وبين رفيقاتها شكلاً ومضموناً ومرّ اليوم الأول والثاني والثالث… وهكذا إلى أن جاءها والدها الرجل البسيط يحمل المصروف البائس الهزيل.. وقف على مدخل القاعة بعد لأي وجهد للوصول لهذا الموقع وظل مرابطاً أمام القاعة ولم يتبين ابنته من بين الخارجات منها.. إلى أن رأته فحاولت أن تسلل دون أن يشعر بها الآخرون… وتحدثت إليه بلهجة لم يألفها.. بل إنه للحظات لم يتعرف على ابنته للحالة الميسورة التي بدت بها أمامه.. واختصرت كل كلماتها في عبارة صغيرة «عاين تاني ما في زول منكم يجيني هنا.. ومصاريفكم دي ما دايراها وما تعذبوا نفسكم بي…» ولطيب اعتقاده قال لها بكل براءة «يا سلام.. الحكومة بتصرف عليكم في الجامعة».. قالت له بسخرية واضحة «ايوه يا أبوي.. أمشي أمشي»… وذهب والدها مطمئناً أنّ ابنته في رعاية «الحكومة» التي بدلت حالها إلى ذلك الملبس الفاخر والعز البيّن.

آخر الكلام

الظروف الاقتصادية القاسية صارت تؤثر حتى على ثوابت الأسر البسيطة التي يُشاع أنّها الأكثر تمسكاً بها وبل إنها كانت تبتعث منهم إلى أهل الغنى والثراء.. بالمناسبة لم يعد أحد يزورها فقد اطمأنوا عليها فهي في كنف آمن!!!

سياج – آخر لحظة – 9/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]