دراما مدبلجة
لا تهش.. لا تحرك ساكناً فكل الأسرة مجتمعة لمشاهدة المسلسل المدبلج.. وإنك تكاد تجزم أن أنفاسهم مقطوعة إلا من شهقات تتواتر مع أحداث المسلسل وتحجم عنهم الموت لانقطاع الأوكسجين.. فالشخوص الجميلة والأزياء والمواقع المزدهرة ومروجها الخضراء تبعث على الجمال وتتبعه.. والمعروف أن موجة نزوح لهذه الدراما المدبلجة بدأت تجد موطيء قدم بين المجتمع السوداني حتى صار النسوة «كبيرات السن» يتهامسن بعبارات «غير شكل.. ما بدي.. شو رايح يصير..».. والأدهى أن تفاصيل الدراما وما تحوي من أشكال لأحداث وتسلسل تفاصيل لم تعد باعثة على الاستهجان، بل الخروج عن المألوف من تقاليد وعادات صار أمراً «للونسة والدردشة».. حتى الآباء والأمهات لا يجدون حرجاً في مشاهدة الأبناء والبنات الصغار للمشاهد الحميمية… نعم الفضاء أصبح متاحاً لا يستطيع أحد حجره أو الحيلولة دون النظر والاستمتاع.. ولكن النقلة الكبرى لو أن هناك دراما سودانية تقنع هؤلاء بالعودة إلى قصص حياتهم والتمتع بحنكة المؤلفين المحليين والسيناريست السوداني والممثل السوداني والإنتاج الدرامي الضخم… بالله عليكم أعينوا قطاع الدراما السودانية في أي «ملف» كان موضعه.. أخرجوه من الأرشيف وادعموه بسخاء ليدعمكم أصالة وتأصيلاً.. والشاهد على أن الإنسان السوداني قابل لمتابعة درامته المحلية الكثير من الأعمال المميزة التي لاقت القبول والجماهيرية الكبيرة بين زخم الفضائيات الأخرى… إذن على دولتنا أن تولي كل الدراميين عنايتها المباشرة دون الركون إلى قوالب الأعمال والتواكل… ولا أظن أن السودان ينقصه الكادر الدرامي… فقط توجيه الميزانيات العادلة وإنصاف الفكرة الكلية لمضامينها في المحتوى والتنفيذ… حتى نؤمن على أن ثقافة المجتمع ليست سلبية أو مستجلبة من قاع وحواري العالم البعيد.. فحياة السودان مترعة بالقيم الجميلة والمتوازنة..
آخر الكلام:
لا نريد أن نشطح ونقول «يجب أن ندبلج درامتنا» لدول العالم الآخر… حتى لا تعمينا الهاشمية وفجة الانتباهة عن الصعوبات التي تواجهها.. «أما خلو الصورة سمحة والصوت سمح والموضوع سمح والخلفيات كذلك…»
«ودمتم»
سياج – آخر لحظة – 8/3/2011[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email