منى سلمان

لسه صغيرة في سني

[ALIGN=CENTER]لسه صغيرة في سني [/ALIGN][/COLOR] اثارت دهشتني معلومة تبرع بها بطل احدى الحلقات الاجنبية على قناة (mbc4) ، عن أن جولييت كانت في الثالثة عشرة من عمرها عندما اصابتها سهام كيوبيد وسقطت في غرام روميو، فقد تبرع بتلك المعلومة لصبية في نفس السن عندما اشتكت له من والديها الذين دفعهما الخوف عليها لمنعها من الخروج في صحبة صديقها المراهق ذي الاربعة عشر عاما، وقد برر ذلك (التحريش) على التمرد والعصيان بأن الحب لا يتقيد بحدود السن ولا يحتاج للانتظار حتى بلوغ سن الرشد .. الدهشة التي اجتاحتني كانت لتعارض المعلومة مع الصورة التي رسمها الخيال لـ(جولييت) كشابة عاشقة ولكنها عاقلة وراسية وليست مجرد شافعة قليصة ومفعوصة.
كان سن الزواج حتى وقت قريب خارج حدود العاصمة ومدن الحضر يتراوح ما بين الثالثة عشرة وحتى العشرين، ومن تتجاوز تلك الحدود تصير في (امرا ضيق) حتى يأذن الله لها بالفرج وفك البورة.
فعندما كنت ارفل في صبا التاشرات، اسعدني الزمان بزيارة عقابي من اهل ابي بقرية (العزيبة) شرق الحصاحيصا .. وبما أنها كانت زيارتي الأولى فقد لفت نظري واستغربت صغر سن العروسات المتزوجات حديثا في القرية، واحتجيت بشدةعلى تزويج احدى قريباتي لابنتها التي كانت تصغرني في السن بعام، بينما كنت أنا حينها لا ازال ابرطع كاشفة الرأس واحشر نفسي في زمرة الشفع حسب مقايس ناس الخرطوم وتصنيفاتهم لأعمار الفتيات، ناكفتني أم العروس قائلة:
لاها صغيرة ولا حاجة .. وانتي ذاتك إن بقيتي قاعدة معانا هنا أكان لا أسع تكوني طابقالك واحد في صفحتك وقايدة ليك اتنين بي وراك
يعتبر زواج الصغرة من العادات التي يتشاركها أهلنا في الريف مع الكثير من أهل القرى في دول الشرق الأوسط والعالم الثالث، فقد حكت لنا صديقة سعودية قصة طريفة حدثت لهم مع جدها، فبعد أن توفيت عنه زوجته التي كانت قد بلغت من العمر عتيا، فكر في الزواج مرة أخرى وطلب من حفيداته أن يخطبن له إحدى بنات العشيرة حيث يقيم في البادية .. وعندما قمن بترشيح شابة في الثانية والعشرين من عمرها له، إحتج عليهن بشدة واتهمهن بالتشكيك في امكاناته المادية والصحية وإلا فما هو السبب الذي دفعهن لترشيح تلك العجوز الشمطاء البايرة له.
الكثير من الدراسات عن الزواج المبكر تفيد بأن خُمس مجموع مواليد الوطن العربي، تلدهن أمهاتهن وهن في سن المراهقة، وبالتالي تتعرض الامهات لمخاطر الولادة في سن مبكرة في الآتي:
المخاطر الصحية وتتمثل في تسمم الحمل، وفقر الدم، وصعوبة الولادة، والإجهاض، مخاطر الإنجاب المتكرر دون فاصل زمني معقول بين الولادة والأخرى التي لها مخاطرها الصحية علي الأم والجنين.
كذلك ارتفاع نسبة الوفيات بين الفتيات تحت سن السادسة عشرة بسبب الحمل والولادة، إضافة إلي عسر الولادة الشائع بين الفتيات المراهقات.
أما عن سلبيات الجانب الاجتماعي فأولها الحرمان من التعليم، فعادة ما يتعهد العريس عند الزواج بالسماح لزوجته باكمال تعليمها، ولكن الدخول في برمجة الحمل والتفريغ تشغل العروسة عن اهتماماتها العلمية، وان لم يحدث ذلك يسارع العريس بلحس وعوده بعد ذلك بحجة (كدي التسوي فلاحتا في قراية اولادا).
وثاني السلبيات الاجتماعية فهو شيوع ظاهرة الطلاق بين المتزوجات في سن المراهقة لقلة خبرتهن بالحياة ومعالجة المشاكل، وان زادت معدلات الطلاق عموما دون فرق بين صغار وكبار.
أخيرا نعود لشئون القلب والحب في سن المراهقة، فقد نتفق ولكن بالكثير من التحفظات مع رأي بطل الحلقة الأجنبية بأن الحب لا يعترف بتقسيمات المراحل العمرية، فالقلب ما أن يقف على أعتاب المراهقة حتى يكون عرضة لأن ترديه سهام كيوبيد حبا وعشقا، ولكن في الغالب الأعم تكون المشاعر في تلك المرحلة متقلبة وغير ثابتة رغم صدقها وسخونتها، ولعل من الخير لمن تناوشها تلك المشاعر المهلكة في سن المراهقة ان تتروى حتى (تكبر شوية) عملا بنصيحة (حنان بلو بلو):
لسة صغيرة في سني .. والريد بعيد أنا مني
بدور أحب لكني .. أمي وأبوي مانعني
أخير .. أخير تنساني

الرأي العام – 28/2/2011
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

تعليق واحد

  1. الرائعة منى السلام عليكم لقد وضع المصطفى عليه الصلاة والسلام
    أسس ومعايير للزواج المبكر ولنا في رسولناالكريم عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة وعلي الامهاتدريب البنات على تحمل المسئولة وكزلك الشباب لان الزواج المبكر فيه الحل الامثل لكثير من المشكلات الاجتماعية.