يا مقملين
في ذلك اليوم وكل القنوات تنقل الحدث.. وأنا أقرن حواجب دهشتي والتلفاز أمامي وخطاب لرجل في قمة بلده ينتبذ شعبه ويحتقر انسانيته ويدعي عظمته عليه بل ويصف ثواره بأنهم مقملين لا تملك حيال الموقف إلا أن تطنطن «وحاة الله مجنون.. مجنون..» لا أدري من أي زاوية ينظر العالم لهذا «القذافي» وهو يمارس الجنون في شعبه.. ما هذه القسوة التي ترتج لها انياط القلوب.. فسنين حكمه الطويلة التي بها من إنجاز محسوس وانتقال سابق واضح تستنكر الآن طول البقاء في الحكم أدخلت أفكار المجد والخلود في ثنايا اعتقاده وأوصلته لحالة الهذيان الأخيرة ولعله إن استجاب يوماً لأفكار الإصلاح والتغيير من الداخل لما وصل به الحال الى مواجهة شبابه الذي يعول عليه بهذه النبرة الجرائمية المسعورة.. حتى بات لا يجد حرجاً في استباحة دماء شعبه وعرضه وتوعده «شارعاً شارعاً وزنقة زنقة».
ولكم كنت أبحث في ثنايا خطابه عن جملة تهدي روع الشعب الليبي الذي بات في ليلة وضحاها أقرب لعصور التجبر والمحطات التي فارقتها الشعوب القديمة.. وأخيراً تظهر الأصوات من الخارج التي أيقنت أن مصالحها في ليبيا لم تعد مع نظام القذافي وربما ذهب بلا رجعة وربما وربما تلوح انه لا يمكن القبول بالعنف الذي يتعرض اليه الشعب الليبي الذي انتهكت كرامته وسفكت دمائه.. والشعب ماضي في مطالبه المشروعة وإن سقط منه الشهيد تلو الشهيد.. ورغم ذلك يبقى معظم الجهد والبذل على أكتاف الشعب الذي لا بد أنه سيدفع ثمن التغيير.. أما «ملك ملوك أفريقيا» فإنه مضطر أن يدفع ثمن ما يجري على أراضي ليبيا.. التي صارت الآن موبؤة بأمراض العنف واللا إنسانية.. والتحية لهذا الشعب وكل من رافقه في سعيه مما أجبر «القذافي» الى تجاوزه الى تلك الحيل القديمة «المرتزقة المنبوذين»..
آخر الكلام:
عندما يغم على الحكام الطريق فإن الشعوب عندهم تصبح مثل المرض الذي يفتكهم من زاوية نظرهم مما يضطر بعضهم لنعتهم بأنهم «جرذان.. مقملين».. اللهم أحفظ الشعوب من أذى الحكام عندما تشتبه عليهم المداخل والمخارج.. ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 26/2/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email