حاجز الخوف
نظرية يتشبث بها المتظاهرون في كل أنحاء الميادين الآن.. إنه قد يحيل الخوف بينهم وبين الخروج على المألوف بادئاً، خاصة إن كان هذا المألوف سنين عدداً في اللحظات الأولى، لكنه ما إن تطيش الرصاصات إلا وينكسر حاجز الخوف فتكون «الطلعات والخروج الثاني والثالث…» أكثر صموداً وصلابة فلا يكترثون بعد ذلك لما تقوم به الجهات التي خرجوا عليها وكبدوها وكبدتهم المشاق… إذن إن كان اليوم الأول هزيلاً قد يتعضد اليوم الثاني والثالث بالجسارة… ولست مع من يقول إنه لا إمكانية لحدوث ثورات أو ثورة هنا أو هناك.. فكيمياء الشعوب تزداد ومصائرها مع تفاعلات الأحداث الساخنة لأنَّ الأمر قد يبدأ صغيراً ويتطور مع الأحداث التي لا يعرف مآلها الحاضرون الآن.. ومجمل القول يجب أن لا ينظر المسؤولون السياسيون في السودان للشارع بنظرة استكانة واستهانة.. فالشارع التونسي لم يكن جائعاً والشارع المصري كذلك ولكن الفساد والمحسوبية واستئثار أبناء المسؤولين بالأموال والنشاط الاقتصادي هو ماولّد الانفجارات.. كذلك الامتهان للكرامة الذي يمارسه بعض المترئسين بالمؤسسات عامها و خاصها يولد الغضبة الكاملة.. فهل ينتبه المسؤولون وأصحاب التصريحات النارية خاصة إذا النّار ولّعت على إثر شرارة صغيرة.جهزوا ملفاتكم
الآن على كل مسؤول أن يكون قدر التحدي ويعد العدة لكل احتمال ومجرد الفكر في أن مبدأ التغيير قادم سواء كان ذلك من الداخل عبر الشرعية القائمة أو عبر ثورة تطيح وتخلع.. فليعد كل مسؤول ملفه الأبيض وملفه الأسود ويضعه في «كابينة» الجهازية.. فليست الجاهزية المناسبة الآن هي رفع التمامات للقوات بأي شكل كانت.. فلغة العصر الآن هي التفاهم وإفساح المجال للكل ليكونوا مشاركين وفاعلين.. وإن لم تكن المشاركة بصورة حقيقية وواضحة فإن النّظام سيجد نفسه في «الصقيعة.. تماشياً مع لغة لحس الكوع…» حقاً بلادنا الآن في مفترق طرق.. إن لم يتسامى النظام مع المطلوب والواجب ستصاب الدولة ككل في مقتل.. لأن الظرف التاريخي حساس ولا يكفي السيد الرئيس الآن الاجتماع بذات الوجوه التي هي مرة شباب ومرة كبار.. فقد تعددت الأدوار التي يلعبها هؤلاء..
آخر الكلام
أفسحوا المجال للناس… وللرعية ولا تكرروها أمام ملتقيات الرئيس الذي بدأ التعب يرتسم على خطوط وجهه… ومزيداً من الحرية والمشاركة الحقيقية ودمتم ودام ما تبقى من السودان.
سياج – آخر لحظة – 24/2/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]