ربيكا قرنق .. اللبوة تعود من جديد
زئير (اللبوة)
ما أن رفع عزاء رئيس الحركة الشعبية جون قرنق فى 2005، حتى تمالكت ربيكا نفسها واستجمعت قوتها وهي التي واست من أتى ليواسيها فى فقده، ومن ثم أطلقت تصريحاتها الشهيرة “أحذر الذين يقفون وراء هذه الجرائم من أنكم إذا ما قتلتم الأسد فأنتم تعرفون ما تفعله اللبوة”، تلك التصريحات أتت بعد إشارتها صراحة إلى أن زوجها مات مقتولاً، وفسرت صمتها بعد الحادثة بقولها لشبكة تلفازية كينية ‘دعوني أقول لكم ما أخفيته دائماً في عقلي وقلبي. فعندما مات زوجي لم أقل إنه قتل لأني كنت أعرف العواقب لكني كنت أعرف أن زوجي قد أغتيل، كنت أعرف أن ملايين الأشخاص في جنوب السودان ومنهم الأطفال سيتأثرون. كان زوجي رجلاً كبيراً لكنه ترك صورة عنه تنطوي على مزيد من القوة’.
لم يمض بعدها كثير وقت حتى أوجد رفاق قرنق مقعداً لرفقيتهم ولزوجة قائدهم فى حكومة الجنوب حيث عملت وزيرة للطرق والجسور قبل أن تنقل في منصب مستشارة رئيس حكومة الجنوب، إلا أنها أقيلت من مناصبها الدستورية وخرجت من التشكيل الحكومي منذ عام 2010م.
ثم عادت للظهور مجدداً في أول أيام استفتاء جنوب السودان في يناير 2010م جوار رئيس حكومة الجنوب سلفاكير بضريح زوجها.
إقرار بالتراجع واستعداد للعودة
يبقي التساؤل الأساسي متعلق حول صلة وتوقيت تصريحات ربيكا بخطوات مستقبلية تمهد الطريق أمام عودتها لخشبة المسرح السياسي.
سبق لربيكا أن أكدت في أكثر من مناسبة عدم رضائها عن ما تقدمه لخدمة المجتمع، كما نشطت إبان الانتخابات والاستفتاء ودعمت الحركة الشعبية، ومن ثم حاولت أن تتجه لقريتها لدعم مشروعها لرعاية الأطفال الأيتام ضحايا الحرب لكنها واجهت الكثير من الصعوبات التي عرقلت خططها لتنقلب الأمور رأساً على عقب، وتجد نفسها في خاتمة المطاف مضطرة للإقامة في العاصمة جوبا.
ونقلت عنها صحيفة (سودان تربيون) بمناسبة احتفالات دولة الجنوب بحلول الذكرى الأولى لانفصال الجنوب بأنها تفضل الحياة في جوبا على مسقط رأسها حتى لا تواجه بما يثيره الناس من شكاوى ضد حكومة الجنوب، وأردفت:”لقد تجنبت الحديث عن ذلك كثيرً حتى لا يعتقد الناس أني أشعر بالغيرة من وجودهم في السلطة عقب وفاة زوجي”.
وسبق أن أقرت في حوار أجراه معها مدير مكتب الزميلة (الأخبار) بجوبا شوقي عبد العظيم ونشر في فبراير 2010م، بتراجع دورها السياسي بعد رحيل زوجها معللة ذلك برحيل زوجها وقالت:”رحيل القائد د.جون قرنق لم يكن شيئاً سهلاً بالنسبة لي، خاصة الطريقة المفاجئة التي فارقنا بها، وهذا الرحيل بدّل حياتنا كأسرة، و ترك أثراً حتى على تفكيري”.
ونوهت لحدوث تحولات في حياة أسرتها جراء رحيل قرنق حينما كان زوجها مشغولاً ومهموماً أيام الحرب بهذا السودان ومستقبله بينما هى مشغولة بالعائلة، وأضافت بوفاة زوجها اضطرت لتحمل هموم زوجها أيضاً، ونوهت إلى أنها كانت تخشى من أن يضيع نضال زوجها ورفاقه وينحرف عن مساره هذا علاوة على رعاية أبنائها الذين كان معظمهم في بداية مراحل دراسية جديدة، وتستدرك ربيكا وتقول إنها لم تبتعد تماماً بل إنها كلما حدثت مشكلة في الحركة تدخل وتنصح وتشارك في البحث عن حلول عبر الاتصال حتى برئيس الجنوب سلفاكير ميادريت.
النقطة التي أثارت الانتباه يومها أنها أشارت لسعيها لترتيب أوضاعها للعودة لصدارة المشهد بعد عامين -فى العام 2012 أي هذا العام- وأشارتها إلى أن عائلة د.جون قرنق عائلة سياسية، وستواصل المسيرة التي بدأها لتحقق طموحاته، وهو ما يستوجب وضع أساس متين لأفراد الأسرة عبر تسلحهم بالمعرفة الجيدة والمال. وأضافت:”حتى يدخل أبناء الدكتور في السياسة بطريقة صحيحة لازم يتعلموا كويس ويدرسوا في جامعات مميزة، والأهم من ذلك يتوفر لهم مال وثروة فالسياسي يحتاج أن يكون له ماله الخاص حتى لا يتعدى على أموال الناس فالسياسي ما جاء للمنصب لكي يخدم نفسه ولكن لكي يخدم الآخرين، وفي سنة 2012 أعتقد أننا يمكن أن نكون حققنا كثيراً من هذه الأشياء حسب تخطيطنا”.
ويبدو أن العام الحالي 2012م سيشهد بداية الانطلاقة السياسية لأسرة د.جون قرنق ولعلها أرادت التمهيد لهذا الأمر من خلال تدشين طرحها كقيادة بديلة بغرض إنقاذ سفينة الجنوب التي تلاطمها الأمواج ولا تبحث عن قائد يقودها صوب بر الأمان.
زيارة مثيرة للجدل
أثارت زيارة ربيكا للبيت الأبيض بداية العام 2006 ولقائها بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن جدلاً كثيراً حول أدوار مستقبلية تنتظر المرأة، سيما أن رؤساء الولايات المتحدة تنحصر مقابلاتهم بشكل أساسي على الشخصيات ذات الصفة الرسمية ورؤساء وقيادات الدول، ووقتها كانت ربيكا تشغل منصباً وزارياً في حكومة الجنوب الإقليمية.
وقتها أشار الكاتب الصحفي حسن أحمد الحسن لما أورده بعض المراقبين عندما ذكر بوش في المؤتمر الصحفي عقب لقائه بكوفي عنان بأنه نقل للأمين العام للمنظمة الدولية حينها النقاش والأفكار التي تقدمت بها ربيكا قرنق، وهي إشارة أمريكية لعنان بأخذ آراء ربيكا في الاعتبار.
أما الملاحظة الثانية التي أشار لها لاستقبال ربيكا بوصفها وزيرة النقل والمواصلات في حكومة الجنوب لم تبحث مع بوش ومساعديه مسؤوليتها المباشرة عن حاجة الجنوب للطرق المعبدة والجسور المشيدة, ولكنها تناولت قضايا أساسية بصفتها زعيمة سياسية قومية, ولم تقتصر محادثاتها على مسائل تنفيذ اتفاقية السلام والتعقيدات المحيطة بها, ولكن بحثت أيضاً مسألة دارفور, ومطالبتها بإرسال قوات دولية وفرض عقوبات على الخرطوم وإلزامها برؤى الحركة ومساهمتها في موضوع دارفور والمطالبة بتمثيل دبلوماسي مستقل مع الجنوب وغيره وهي دلالة أخرى على نية واشنطن الاستماع أكثر إلى ربيكا التي تسوق نفسها كزعامة كاريزمية مستفيدة من تراث زوجها الذي كان يمثل حلم واشنطن بإعادة تشكيل سودان موحد بشروط جديدة كانت هي جوهر اللقاء بين واشنطن والراحل قرنق.
آل جون قرنق..صورة عن قرب
اقترنت ربيكا بزوجها د.جون قرنق في العام 1976ورزقا بسبعة أبناء توفي أحدهم في سن الطفولة ولهم الآن (بنتان وأربعة من الأبناء) يعتبرون ناشطين من أجل السلام والاستقرار بدولة الجنوب، وهم (مابيور ، شول، قاك، أكول، نانكوير، أتونق).
مابيور (أكبر الأبناء) والمولد فى الثاني عشر من إبريل من العام 1977 درس بالولايات المتحدة وعين لاحقاً (بالجيش الشعبي)، أما شول قرنق درس بكلية الفنون الجميلة بجامعة كينت بانجلترا وعُيّن مؤخراً في وزارة الشؤون الإقليمية في حكومة الجنوب وسيعمل في مكتب نيجيريا.
أما بناته الأربع فقد كن شديدات التعلق بوالدهن، ويشير الزميل بـ(الرأي العام) فتح الرحمن شبارقة في تقرير مميز عن أسرة قرنق نشر قبل عامين إلى أن أشهر بنات قرنق أكول والتي يذكرها الجميع عند إلقائها لخطاب في تشييع والدها بثبات فوق المعدل لبنت في تلك السن الغضة، تدرس في إحدى جامعات جنوب أفريقيا بكلية مختصة في العلوم السياسية.
أما جان كوير فتدرس في كلية الهندسة بجامعة أدنبرة وهي تحب الفنون وتتخصص في تصميم الأزياء، أما الصغيرة أتونق قرنق فما زالت تدرس في المرحلة الثانوية العليا بنيروبي.
بروفايل:
نيانق دينق..اللعب فى أكثر من خانة
بطولها الفارع ولونها الخلاسي استطاعت بسهولة أن تسحر د.جون قرنق قبل حتى أن يتعرف على اسمها فقد التقى بها في الطريق وهي طالبة تسكن في إحدى الداخليات في مدينة جوبا فكر سريعاً بالزواج بها إلا أن طولها الفارع جعله يعيد التفكير مرة أخرى في هذا الأمر، فبنت الدينكا يحسب مهرها بطولها ونيانق دينق التي كانت تحمل هذا الاسم قبل أن يتم تعميدها في الكنيسة لتحمل اسم ربيكا كانت تمتلك الطول لتصيب قرنق بالاحباط فقد يحتاج لأكثر من 100 بقرة لا يستطيع ضابط متوسط الرتبة (عقيد) في الجيش أن يدفعها إلا أن ربيكا بعد أن التقطت نظرة الحب منه أرسلت إليه إشارات القبول وكأنها تقول “تعال بالعندك” لتشجع الرجل وتتم مراسم الزواج على حسب تقاليد دينكا بور وهو اللقاء الذي لم يكن يدري أحد بأن يتحول لزواج بين “أسد ولبوة”.
بكلمات قليلة عبرت ربيكا عن زواجها من جون قرنق بالقول”كان زواجاً طبيعياً إثر مشاعر حب متبادل. أنجــبنا ابننا الأول بعد عام من الزواج، ثم سافرنا إلى الولايات المتحدة حيث تابع زوجي تحصيله العلمي ونال شهادتي الماجستير والدكتوراه. وبعد عام من عودته انتقل إلى النضال في العام 1983، ودخلت معه إلى الغابات في جنوب السودان”، حيث أسس “الحركة الشعبية لتحرير السودان”.
رفيقة الثورة
ربيكا التي رافقت قرنق إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تابع تعليمه وحصل على درجة الدكتوراه وهي قد تكون وقتها من أول العارفين بمشروع قرنق للتمرد على حكومة الخرطوم وإنشاء الحركة الشعبية فهي رافقته في عربة “اللاندروفر” التي حملت قرنق من جوبا إلى أحراش الجنوب معلناً عقبها حمله السلاح ضد المركز ولاحقاً مطلقاً اسم حركة تحرير السودان وفكرة السودان الجديد.
العديد من الناس يصفها بالحكيمة ويعرف معدنها في المواقف الصعبة التي مرت بها قضية جنوب السودان أثناء الحرب خاصة عند انقسام الناصر بقيادة لام اكول 1991م حيث مر د.جون بأصعب مراحل نضاله السياسي والعسكري حيث وقفت ربيكا وقتها تحسه على مواصلة النضال ولجأت إلى مخاطبة الجنود في الميدان لتحث تماسكهم من أجل قضيتهم .
تقول ربيكا عن نفسها إنها لها شخصيتين أولى في المنزل تعمل على القيام بدورها في إعداد الطعام وتربية أولادها أما الشخصية الثانية فكانت عبارة عن جندية في الجيش الشعبي تسمع الأوامر وتنفذها بحزم حتى وإن كانت صادرة من زوجها القائد “جون” ولاتناقشه في قضايا القتال والعمليات الحربية إلا وأنها ضابط في الجيش وتقول:”في هذه المسائل أتلقى الأوامر والتعليمات وأنفذها بدقة لأنني قائدة في الجيش برتبة كوماندور، فهو قائدي وعلي إطاعة أوامره كما يفعل بقية ضباطه. لكننا نتحاور في المسائل السياسية، وأسأله عن أي قضية غير واضحة بالنسبة إلي. وفى المنزل نتحول إلى أسرة عادية ونتناقش في قضايا سياسية وغيرها كما يفعل أي زوجين مهتمين بالقضايا العامة”.
وعما إذا كانت اعتادت حياة المخاطر التي يعيشها قرنق، تقول: “هو زوجي، وأكون حيث يكون، أنا فخورة به لأنه زوج جيد وأب حنون وطيب، وهو مرح وذكي للغاية. يكفي أنه يحمل هموم كثير من السودانيين”.
بعيداً عن مشاعر الثورة والسياسة كشفت ربيكا عن بعض الجوانب الإنسانية فيها فهي على الرغم من صعوبة الحياة لم تنسَ أنها امرأة تغير على زوجها القائد الذي تتحلق حوله الجميلات من جميع أنحاء العالم إلا أنها علقت على هذا الأمر بالقول “أنا أثق به… تزوجنا منذ ثلاثين عاماً، ولم نترك شيئاً قط إلا وتصارحنا عنه”. وتضيف: “هو أب وزوج مثالي، وعم يعول عدداً من أبناء إخوته وأخواته ونسائهم، وحتى أطفالنا يرفضون أن يكون داخل البيت غير أب. فمثلاً طفلتنا ذات الست سنوات تحتج حين يأتي شخص إلى المنزل وتنادي قرنق بصفة القائد، وتقول إنه أبي في المنزل. هنا لا قائد ولا سيدة أولى”.
حمامة السلام
ربيكا فرحت كثيراً بتوقيع اتفاق السلام الشامل في 2005م حيث كانت موجودة أثناء التفاوض وقالت عقب التوقيع إن مشروع السودان الجديد الآن قد بدأ من أجل البناء وعارضت بشدة منتقدي الاتفاق.
بعيداً عن السياسة عملت ربيكا في مجال الأعمال وأصبحت من أغنى النساء في إفريقيا حيث تمتلك عشرات الشركات في شرق يوغندا وكينيا كما أسست العديد من الأعمال الخيرية منها منظمة “ودرانز” لإعادة تأهيل الأيتام والأرامل والمعــاقين في جنوب الســودان بعد أن ترك لها جون ســتة أبناء، شابين وأربع بنات، أكبرهم مبيور الذي درس في أمريكا والتحق بالجيش الشعبي ولكن سرعان ما غادر الجنوب على الرغم من تحدث البعض أنه قد يعد من رفقاء قرنق بأن يكون خليفة له إلا أن ضعفه السياسي والعسكري ووجوده خارج الجنوب أضعف من فرصه.
بعد أن أصبحت الحركة الشعبية حزباً سياسياً حاكماً تقلدت ربيكا عدداً من المناصب منها وزيرة ومستشارة لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت.
اللبوة والأسد
أصعب اللحظات التي مرت بربيكا حادثة مقتل زوجها د.جون وهي التي كانت في انتظاره في بلدة نيو سايت بالقرب من الحدود اليوغندية إلا أنها تماسكت حيث خاطبت عقب تسرب خبر مقتل قرنق الجيش الشعبي عبر الإذاعة وحثتهم على المحافظة على تماسكهم وعدم الاقتتال بينهم أو حتى مع الشمال واضعة العهد بأن تثأر ممن قتل زوجها وقالت قولتها الشهيرة ” الذي قتل أسد وأنتم تعرفون ماذا تفعل اللبوة عند مقتل زوجها” .
بعد كل هذه السنوات التي مرت على وفاة د.جون وإعلان دولة جنوب السودان التي كانت تحلم بها أصبحت “ماما ربيكا” كما يدعوها أهل الجنوب توجه انتقادات لأذعة لقيادة الحركة الشعبية خاصة في إدارة الدولة وتصفهم بالفاسدين وأنهم بددوا مشروع السودان الجديد حلم زوجها الذي كانت تشاطره”نصف الحلم فقط”حيث كانت ترى ضرورة انفصال الجنوب من حكم الشمال وهي التي قالت له يوماً “هل كنت تعلم أن الشخص الذي يقاسمك الغرفة انفصالي ..؟!” فرد عليها قائلاً:”نعم”.
إعداد: محمد عبد العزيز- خالد أحمد- سحر أحمد
صحيفة السوداني
yes Rabica i personaly has very strong doubt that dr.Garang had being murdered by Msovini of Uganda because he discovered that dr. Grang with the unity of Sudan
go ahead dont leave the murders in peace
كل التحية والحب والتقدير لمعدى هذا التقرير الشيق الممتاز بكل المقاييس سردا وتنسيقا وتسلسل احداث………والله مبااااااااااالغة يا صحيفة السودانى ……ووالله لو كان عندنا حكومة راشدة كانت بحثت فى مقتل القائد الملهم قرن ولكن للأسف الشديد لقد سقطت تلك الحكومة منذ انا قالت ربيكة زوجة الزعيم الراحل ان على عثمان لم يتصل بها بتاتا منذ ان راح زوجها واهب روحهذلك الوطن العظيم المعطاه….أسالكم بالله هل تلك اخلاق السودانين دعلك من الاسلام العظيم……المهم نبشركم اننا قادمون وسنعيده الى سيرته الاولى والجنوبين هم أهلنا واحبابنا وأخواننا