[ALIGN=CENTER]ادفع… أنت وطني [/ALIGN]
عوداً وعطفاً على عمود الأمس «أداء خدمة الميسورين» والمعنية هي الخدمة الوطنية، إثر إقرار مبدأ «ادفع وبريء ذمتك من الخدمة الوطنية أيها الميسور»، ثارت ثورة الكثيرين على هذا القرار باعتبار أن به جانباً تميزياً ما بين أبناء الفقراء والأغنياء بصورة واضحة، ولكني بصورة محددة أرى أنه مفيد للبعض الذين لم يتمكنوا من إيجاد فرص العيش في هذه البلاد فاضطروا للهجرة والاغتراب وهم ملزمون بأداء هذه الخدمة، لأنهم كلما عادوا كان لازماً عليهم دفع رسوم الإعفاء والتأجيل التي لا نعتقد أنها تذهب للأيتام أو المحتاجين.. نعم الوطن الآن يقدم القليل للمواطن بعد أن نأت آليات النظام عن خدمات المواطنين إلى رحابة الخصخصة، فالمواطن يدفع لتعليم الأبناء وعلاجهم وتدريجهم للمستقبل، وبعد ذلك يكاد يكون من «كبار السن» ويجد أنه مطالباً بعد ذلك بأداء الخدمة الوطنية.. لا نقدح في أهمية هذه الخدمة ولا هذا الاجتهاد في الإبراء للذمة، خاصة كما أسلفت أن البعض الأجدى له أن يؤديها بهذه الطريقة والتي تستفز البعض على أنها تحيز للأغنياء عن الفقراء، بمعنى أن فداء الوطن واجب على الفقراء ويفر الأغنياء بجلدهم بإسكات آليات الخدمة الوطنية بهذا المبلغ… ولكني كما قلت أرى جوانب إيجابية خاصة لهؤلاء المهاجرين والمغتربين في إبراء ذمتهم، أما من هم ميسورون وهم بالداخل، فهم المعنيون بفقه الاختيار لهذا الخيار ما بين الأداء «الذي يقوم به العامة».. والدفع كميزة تفضيلية… عموماً إن كانت الضمانات مؤكدة أن المبالغ سوف تصل للأيتام المستهدفين، فإن الإتيان مع (الرسول صلى الله عليه وسلم) ككافلين للأيتام شرف كبير يطمع إليه الفقير قبل الغني… وأصدكم القول وأنا الآن أودي هذه الخدمة تمنيت لو أنني امتلكت المبلغ المذكور وبرأت ذمتي من هذا الواجب الذي يأخذ عاماً كاملاً من العمر أنت مطالب فيه بأن توفر كل خدماتك الحياتية مضافاً إليها الأداء.. «إذن تمنيت أن ادفع وأبريء ذمتي الوطنية».
آخر الكلام:
كنت كثيراً ما أعزف على أنشودتنا الشجية «ليس المال هو كل شيء» خاصة عندما تستلب صحتي… ولكني اللحظة أتمنى امتلاك هذا المبلغ لأوصف بأنني مؤدية خدمة هذا الوطن «الوطنية».
سياج – آخر لحظة – 30/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com