فدوى موسى

فنانة هابطة

[ALIGN=CENTER]فنانة هابطة [/ALIGN] بعد لي وصراع مع إحداثيات الظروف الآنية والمؤملة فيها لم تجد «سلوى» مدخلاً تودع به يباب البؤس وتصدع الحال والدنيا لا تعرف الثبات والأقربون يمارسون الانزواء بعيدًا إلا الحلول العاجلة من طاقة فرج أياً كانت تفرج كرب القبض على الأنفاس ومكامن الثروة الناضبة لم تكن ذات كفاءة مميزة فالأكاديميات قد استعصت عليها ومارست النفور والتباعد والحظوة الاجتماعية لم تعرف لها طريقاً فالمنبت سوء لخضراء الدمن.. لم يكن أمامها إلا الطرق الوعرة المحفوفة بالشبهة والريبة ولم تجد وظيفة تناسب مؤهلاتها إلا فنانة هابطة وسرعان ما طار اسمها في دنيا الهبوط والإسفاف فنالت فيهما شأوا بعيدًا وثروة طائلة وما أرخص القيمة السوية عندما تنفك أربطة الإنسان من حوى الجماعة المعتدلة ووسطية النهج وسلوى تتغنى بأجمل أغانيها:

اشتريتك .. وبعتك

كملت المعاك كلو

وفي الآخر جدعتك

عشان تعرف رخصتك

أيووه

و«المطرطشون» يمارسون الاهتزاز يمنة ويسرة على إيقاعات (التنكشة) وسلوى تعرف من كل هذه اللمة والجوغة أنها ستحصل على إيراد ما كانت ستبلغه لو أفنت شبابها في دواوين الخدمة ودروب العلم ومد القرعة للأسياد وأصحاب الخصخصة إذن ما أجمل التغني بمفاهيم الشراء والبيع والرخصة في عالم يقر ويعترف بالأضينة عندما تمتلئ جنبات حياته بالمال الزينة.. الذي يرفع الوضيع حالاً ويجعله من أصحاب الكلم المسموع والطلة المرغوبة والملاحقة والمزايدات والتدافع .. نقلة سريعة أدركتها سلوى وهي تنفض غبار الجالوص ليقوم مقامه الحديد والتسليح وأجود أنواع الطلاءات والأرضيات إذن لابد من المزيد من الغناء والرنات (إياها)

شتات يا فردة

سيب الزوغة والمغرزة

حبك جبان ومهزلة

مبااااالغة

وتردف الأغنية من بعد الأغنية والأمور تزداد سهولة ومرونة وسلوى تتطاول في البنيان ودوابها آخر موديلات الفارهات وإمعانا منها في إذلال الواقع الماضي الذي لم تجد فيه موطئ قدم صارت تبحث عن رفيقاتها اللائي كنّ أحسن منها لتدخلهن في مقارنة صامتة مع وضعها الجديد (نفيسة) أولة الفصل في آخر مرحلة وصلت إليها سلوى الصف الخامس وهي التي كانت تستحوذ على ألباب المعلمات وثناء الموجهات وتصفيق الرفيقات في الطوابير الصباحية ما لها اليوم بائسة الحال فقيرة المال وهي التي كانت تحرك في دواخل سلوى الغيرة على مقبل المستقبل حيث كانوا يسلمونها النتيجة السنوية مختومة بالتوقيع بالمستقبل الباهر والنجاح الزاهر بينما كانت سلوى تنزوي في ذلك اليوم بعيدًا وتمني نفسها باستلام النتيجة البائسة بكل هدوء لتتجنب السيرة التي صاحبها عند الله بعيش.. وأكثر وأكثر تبحث عنهن لعلها تقول لهن ولنفسها فارق كبير ..مباااااالغة.

آخر الكلام:

من بين أرحام الغيب تنبثق مصائر تسوق أناسا ويسوقونها الى ما يعتقدون أنّه أقصى دروب النجاح ما دام النجاح مرتبطاً بزينة المال وحظوظ الارتياد سالبة وموجبة (تي. أو. زد) في القيم ….. مباااااالغة.

سياج – آخر لحظة – 29/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com