[ALIGN=CENTER]المواطن.. منعطف [/ALIGN]
الاكتساب في الأوضاع غير السوية سمة القناصة في كل حالات وأوضاع الأمور.. في هذه الأيام تكتسب مؤشرات الأسواق هذه السمة.. فالأوضاع غير سوية البتة.. ما كنت تشتريه بالأمس بجنيه مثلاً تجد أنك تضطر لشرائه بالخمس جنيهات.. وموجة رفع الأسعار لا تحدها حدود.. ففي السوق الكل يمارس رفع الأسعار بموجهات رأيه الخاص ولا تعجب أن وجدت سلعة في محل بخمسة وفي المحال المجاورة بثمانية ووجدتها مفروشة على الأرض بأربع جنيهات أو هكذا سعر.. وتكاد تجزم بأن الحكومة قد نفضت ورفعت يدها إلا في أضيق الحدود وكأن الأمر لا يعنيها.. والأجواء العامة مهيئة لتحريك موجة الاعتراض على الوضع العام وارتفاع الأسعار يسهل الطريق للخروج عن ضيق الاحتمال.. تسري بعض الأقاويل والأحاديث عن أن هذا الارتفاع طاريء وسوف يعود إلى ما كان عليه من قبل القريب.. رغم ايمان المواطن الذي خبر الحكومة وخبر الوضع بأن ما يرتفع يستحيل أن يرجع إلى ما كان عليه الا أن التشبث ببصيص الأمل يجعل الغرقى يتمسكون بهذه القشة التي يذيعها البعض عن قصد أو عدمه.. المهم أن هناك فارق وبون شاسع ما بين ما بيد المواطن السوداني وما تتطلبه أمور معيشته هذه الأيام.. لا يحس بهذا الوضع المكابدون الحقيقيون فبعض من العاملين بالمؤسسات العامة لهم خطوة التميز ببعض الحوافز والدعومات التي تمتص غضبة السوق أما الآخرون وهم الأغلبية يحاولون أن يمارسوا سياسة عامية فيما يلي بعض السلع الأقل احتمالاً وحاجة لنظرية «الغالي متروك» ولكن هل الخبز أو الكسرة وما يحتاجه الجسم من بروتين وفيتامين يمكن تقع تحت طائلة «الغالي متروك» خاصة والمواطن تتربص به الأمراض وعلل الصحة لتبعد بينه وبين الإنتاج والانجاز.. فإن حاول «المسكين» ترك بعض السلع الغذائية الضرورية اضطر لدفع قيمتها أدوية حبوب وشراب ودربات «شفاكم الله».. المهم أن ترك السوق مطلوقاً دون رقيب أو حسيب يدخل المواطن والبلد في دائرة مفرغة وإستراتيجية لضبط الايقاع وفي أسوأ الأحوال عند العجز ان تحل نفسها وتبريء ذمتها من وزر عجز المواطن في أن يجد حياة كريمة محتملة لا تنقص من كرامة التداول مع اساسيات الحياة الإنسانية.
آخر الكلام..
من نافلة القول إن ترتجو الأنظمة من مواطنيها الاحتمال والصبر وهي تزداد رفاهية وإنسانها يكابد الأمرين وتستعصي عليه دورب المخارجة واحتمال الظروف الحرجة التي تمر بها المنعطفات التاريخية فالمواطن ايضاً منعطف تاريخي..
سياج – آخر لحظة – 24/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com