فدوى موسى

حتى تستغيث

[ALIGN=CENTER]حتى تستغيث [/ALIGN] في هذه الدنيا أنواع من البشر تجرك الى مداخل الاستغاثة.. هي ليست فقط نداءات لجوعى أو لعطشى ولكن كثيرًا ما يغرقك بعضهم بماء المحاصرة والتطويق حتى تشعر أنه من الأجدى أن تذهب غريقاً مأسوفا أو غير مأسوف على عمرك يوم تجد أنّك مطوق بجميل لا تملك بظروفك اليسير من رده فتضطر أن تكون جاحدًا وناكرًا للجميل ربما طوقك أحدهم بالضيق واعتلال الصدر حتى لا تجد إلا أن تستغيث استغاثة جادة وهذه الأيام نعلن الاستغاثة من مآلات كثيرة نتوقعها في هذه البلاد و(المعصورة) نستغيث من التشتيت والتفتيت وسوء التقدير والاستهوان.. نستغيث حينما يخرج علينا من يبذر فينا بذور الشقاق وسوء القادم.. وأصوات هنا وهناك تنادي بإعادة سيناريو الجنوب وتقرير مصيره في دارفور وربما نجحت مثل هذه الأصوات النشاذ في نقل سقوفات الوضع الدارفوري الى تلك المقاصد المذمومة لتحاول مرة أخرى من مربط فرس آخر وندخل بذلك في وليمة «السودان الذي سيصبح ثماني دويلات» ارتفعت بينا معايير ومعدلات المقاييس النافذة الى العمق الباطن بأن هذه البلاد مقتولة بأبنائها قبل الآخرين الأجانب الذين يبدو أنهم أكثر براءة من المحسوبين ذوي القربى جماعة المعروف.. إذن هي دعوة لإعلان الاستغاثة وبعيدًا عن ذلك آخرين يجرجرونك إلى حالة (طمام) عام وذلك بملء بطنك غلاً وحقدًا على حتى ولو على تخوم محرابك الخاص.

عرق محبة: حضروا والجو تسوده تفاهمات عامة ما بين حدود ديار (زيد) وديار (عبيد) والمطروح مزاوجة وانصهار مابين الحدود والدير والثابت أن القفز فوق الحدود يتطلب الزراعة.. هي ليست زراعة مطرية أو آلية إنها زراعة عروق المحبة عندما تستعصي تعقيدات الدير على تبادل الري والمحاريث بالتراضي والمشاركة في قاعدة عريضة من الأرض والسياجات فهل واز ذلك عمود الارتكاز على جبارات الخواطر ومباعدة المسحة ولون السحنة من قنوات الري والبذر والإنبات بات وشيكاً حتى انفلاق الحبوب أن يصير انشقاقاً الى سقوط وانفصالاً لشق البذرة ثم موات للزرع ولا يجدي عندها إن كان العرق عرق محبة أو عرق القطع الجاف أو الأخضر فلا الحدود ولا الدور تسمو فوق متطلبات الواقع عندما تمور الأراضي بخصوبة البعاد والفراق الحتمية من سيزرع الأراضي بالخير والعطاء لتهب الثمار والفاكهة.. إذن لا يلوح في الأفق إلا استجلاب الرطب والفاكهة والخضر فالأرض عندما تستعصم عن العطاء تجعل من على سطحها أشقى البرية جمعاً فإن صمت هؤلاء عن الزرع والحرث مدوا قرعتهم للطلب والسؤال.

آخر الكلام: جو ضبابي يدعو للتشاؤم الذي لا يتّسق مع الذي أمره كله خير.. زرعوا الخير ولم ينبت زرعوا الحقد فنبت الحطام والفراق فما جدوى تعقيل عروق المحبة في أراض جدب إلا من حالات الاستغاثة الزائدة بأنه هنا من يفرط في استغاثته .. ودمتم..

سياج – آخر لحظة – 22/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com