فدوى موسى

لا لتنكيس العلم

[ALIGN=CENTER]لا لتنكيس العلم [/ALIGN] يستفزني منظر علمنا الحبيب عندما يكون مرفوعاً في مؤسسة أو مبنى وهو متقطع أو مثقوب.. فما بال دار الأزهري تنكس علم السودان الأول في أيام الاستقلال.. هذا الخبر الذي تلقفه البعض بنوع من الدهاء السياسي.. فإن كان الجنوبيون فضلوا السير نحو الانفصال فلماذا تنكيس علم السودان الأول.. وإن كان اخوتنا الجنوبيون سيرفعون علمهم وهم يتحججون أن عيد استقلالهم الحقيقي ليس الذي رفع علمه الأزهري فلمَ تنكس «جلاء» العلم الأول الذي بقى في موقعه الوحيد الأكثر قومية.. فالتعبير عن الحزن يجب أن لا يمس مثل هذه البقاع التي نحسبها قومية.. فالأزهري شخصية قومية وطنية حميمة لا نحتمل أن تنكس عندها «مبادئ الاستقلال» فإن شاءت أحداث الأيام أن «يُشق صحن الصيني ويقول طق» فالأجدى أن تعد العدة المناسبة لاحتمال الشق والطق.. نعم الانفصال يعني تمزيق مساحة السودان ووجدانه..

عاش السودان وعاش علم السودان عالياً مرفوعاً.. خاصة في دار الصميم «الأزهري».. فلا نكس الله علماً رفعه الأزهري..

ü العام الجديد:

سألتني زميلتي أين قضيت رأس السنة بعد حكي طويل عن أمسيتها الجميلة في الحدائق والأنوار.. فجاءها صوتي واهناً خجولاً «والله ما مرقت من البيت».. فارتسمت على وجهها دهشة بلهاء، وأضافت إليها«ليه؟» وبكل براءة رددت عليها «كده».. وحقيقة تنبهت إلى أنني لا احتفي بمقدم هذا العام بالذات.. ففي ما مضى كنت اتذرع بسهرات التلفزيون ودراما الزلابية بالشاي و«شوية» فرحة يشوبها ثوب من التفاؤل بأن القادم أحلى أو أطيب.. ولكني هذا العام لم اتنبه لذلك المقدم وذلك الرحيل للعام الماضي.. فقد صار كل شيء لا يدعو للدهشة أو إحداث الوثبة.. حالة من الترقب والتوجس فإن حاولت أن تنظر للعالم بمنظار وردي وجدت ظلاماً يحجب الرؤية ويحيلها قتمة وسواداً فقد صارت حتى مشاهد «التلفاز» بلون الدم وصياغة الدمار.. وطوائف الاختلاف.. حتى النفوس صارت تستجمع الفرحة التي نحلم بها وندشن بها العام الجديد.. وعلى كل.. كل عام وأنتم طيبون.

ü أجندة جديدة:

ومرة أخرى.. أجد أنني أحتاج لترتيب.. أشيائي الكبيرة والصغيرة وأن أضع أجندة واضحة لها.. ففي كثير من الأحيان أتداول بمبدأ الارتجال وفكرة اليوم باليوم.. ولكن يبدو أن هذا المنهج «عضير» ويحتاج لنوع من التغيير والأمل.. ففي مقبل الأيام لابد من العمل بأجندة لا يهم إن كانت جميلة أو خبيثة.. لا يهم إن كانت مقيدة أم لا.. لا يهم إن كانت موجبة أو سالبة.. فقط يجب إن تكون أجندة مجزية للإنجاز وتحقق أغراضها.. فقد مللت من الارتجالية المحفوفة دائماً بالانهزام.

آخر الكلام.. بالله عليكم قدروا بلادكم و «لا تهبشوا» ثوابتها الجميلة.. فيما عدا ذلك افعلوا كل الأجندات والدنيا «قبايل» عام جديد ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 3/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com