[ALIGN=CENTER]ماذا سنقول للتاريخ [/ALIGN]
ليس ثمة ما يؤلم سوى هذا الإستسهال لمسألة مصيرية مثل فصل الجنوب إذ لم يكن القائمين على الأمر يصدقون ان الأعوام الخمس ستاتي سراعاً كما الريح العاصفة لتاخذ معها كل شئ وتمحو اثر كل شئ فكيف اذن يتسنى لأولئك الجالسين على مقاعد الحكم ان يتحكموا في مصير أكثر من 40 مليون مواطن على امتداد القطر ان صح هذا العدد، كيف يمكن لثلة قليلة العدد مصابة بداء الطمع السلطوي ان تسلط على السودان سهامها المسمومة تحت مسمى تقرير المصير، فإن وجدنا العذر لحكام الجنوب الذين استهوتهم لعبة الكراسي ولم يشبعوا بعد من كعكة السلطة الدسمة ولم يصلوا حد التخمة بعد فكيف نعذر حكام الشمال الذين امتطوا فارهرات الطائرات ليحطوا أحمالهم بضاحية نيفاشا لتوقيع اتفاقية يعلمون سلفاً وضمناً انها ستقصم ظهر السودان لا محالة فهل استغنوا عن هذا الجزء من الوطن وكيف يمكن ان تاثم الإنقاذ بحملها لوزر هذا الإنقسام تحت تأثير أحاديث الإنفصاليين الذين لا يريدون لهذا الوطن التوحد والإستقرار. اذن ما فائدة جهاد استمر لأكثر من ستة عشر عاماً سقط خلال مسيرته الآف من الشهداء الذين تركوا مقاعد الدراسة في الجامعات ومقاعد السلطة الوثيرة ليقاتلوا من أجل مبادئ وقيم دثرها من جاءوا بعدهم بحجة اتفاقية السلام الهزيلة التي حقنت الدماء ولم تحقن الحقد في قلوب من وقعوها معهم ولم توقف ما يعتمل في الصدور ويحرك الكثيرين بحجة ان للجنوب شأن يخصه دون الشمال، كيف يمكن ان يصدق من يأتي بعدنا من اجيال متلاحقة ان السودان كان دولة من التاريخ البعيد انشطرت لقسمين وماذا ستكون ردة فعلهم ان هم وجدوا اسماء الذين ارتكبوا هذه المجزرة على مقصلة الأنانية وحب الذات والتحدي الذي لا يجدي نفعاً في قضايا مصيرية لا تخص فرداً بعينه،، كيف لهم ان يردوا عنهم الإتهامات المتوالية وماذا سنقول للتاريخ.
وأجدني اتفق والهندي عزالدين رئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم الذي ما فتئ يحذر الغافلين من خطر الإنفصال القادم ولم أجد من يدافع عن الوحدة بهذه الجدية وهذا الخوف المشوب بالقلق على مصير بلاد ظلت واحدة على مدى عقود رغم الجراحات التي تعاني منها بسبب عقوق ابنائها، لكن يبقى الوطن ومصلحته فوق الجميع وفوق الإستفزازات التي تقوم بها الحركة الشعبية التي تدعي الذكاء، لكن على المؤتمر الوطني والحكومة الا تنجر لهذه الإستفزازات ولا تعطيها اكبر من حجمها الحقيقي وعلى الوطني ان يعي انه ليس الحكومة وحده وإن كان هو الأكبر نصيباً فيها ومثل هذه القضايا تحتاج لرؤية وطنية متكاملة وليس رأي جهة واحدة والمثل السوداني يقول ( بيت الشورة ما بخرب) عليكم بالمشورة والشورى الحقيقية وليست الصورية خاصة من اولئك الخبراء الذين عركتهم الحياة وخبروها ولنترك التباكي في الوقت الضائع.
aminafadol@gmail.com
مرايا