مقالات متنوعة

الحركة الشعبية بين هم الإنفصال و الخوف من الإنتخابات

[ALIGN=CENTER]الحركة الشعبية بين هم الإنفصال و الخوف من الإنتخابات[/ALIGN] يظل هاجس الإنفصال و الشوق إليه هم يؤرق مضاجع الانفصالين داخل الحركة الشعبية و يزيدهم لهفة لليوم الموعود و النظر إلى عام 2011 عام يتحقق فية طموحهم وينالوا تقرير المصير و التحرر من براثن النخبة العربية و الشمالية الحاكمة للسودان منذ ميلاده حتى تاريخة و السعى و المثابرة من اجل تحقيق الحلم الكبير وتكوين دولة الاماتونج ذات الملامح و الثقافة الافريقية. الامر إلى هذا الحد منطقياً وحق مشروع بمفهوم القانون الدولى الذى يجيز ة بناء على إستفتاء يشترك فية كل فئات الشعب المعنيين او المنوط بهم الامر.
إلا ان هناك خلافات داخل الحركة الشعبية بدآت تطفو على السطح وظهرت جلياً خلال المؤتمر الثانى للحركة الشعبية الذى ابان المستور و كشف حقيقة الخلل التنظيمى داخل الحركة الشعبية وسقوط العناصر الاساسية للتنظيم الامر الذى سبر اغوار كثير من الامور التى كانت خافية على قادة التنظيم ومناداة كثير من العناصر الخارجية للتنظيم بضرورة إعادة النظر فى بعض السياسات و المناهج التنظيمية المتبعة داخل الحركة الشعبية ولن يتآتى ذلك إلا من خلال ضخ دماء جديدة فى جسم التنظيم وإحلالة محل العناصر الحالية و اظهر المؤتمر ايضاً ان الحركة تعاني من ضعف فى البناء التنظيمى السياسى ناتج من الصراع القبلى الداخلى المزمن الذى إستشرى فى جسد الحركة وبروز مشكلات لم تكن فى الحسبان عجزت الحركة فى التعاطى معها بحزم وجدية حتى إستفحل و اصبح عصى للحل وما التفلتات الامنية التى تشهدها مدن الجنوب الكبرى إلا دليل لما ذهبنا إليه.
وقد زاد من الطين بلة وعقد الامور اكثر عدم إدراك الحركة لحقيقة الامر وهوانها فى تجاوز ازماتها الداخلية ويصف بعض الجنوبيين قادة الحركة بالضعف وقلة الخبرة وعدم الاهلية لحكم الجنوب حاضراً و مستقبلاً وعجزها ان تغيير الامور نحو الاحسن وتصحيح الانحرافات و الخروقات الامنية التى تحدث فى المدن الجنوبية الكبرى بين الفينة و الاخرى.
وبعد ثلاثة سنوات من توقيع إتفاقية السلام الشامل وصبر شعب الجنوب على غايات كبيرة كان يمنى نفسة بتحقيقها بعد السلام و إن إتفاقية نيفاشا لم تتبلور معالمها الإقتصادية و الخدمية بعد فى الجنوب بالرغم من تدفق مئات الملايين من الدولارت من المركز إلى الجنوب كنصيب شعب الجنوب من الموارد البترولية و مازال شعب الجنوب يعانى من الفقر المدقع وياتى كل ذلك فى جو تعانى الحركة فية من غياب الوعى السياسى وتفشى الفساد المالى و الإدارى وصراعات قبلية لا حصر لها وهيمنة عناصر قبلية معينة على مقاليد الامور و الحكم فى الجنوب وتهميش المجموعات القبلية الاخرى وفى سياق متصل يعتقد الكثير من القبائل الاستوائية وبعض قبائل اعلى النيل بان الحركة الشعبية غير مؤهلة لحكم الجنوب وان الانتخابات القادمة ستكشف الحركة الشعبية على حقيقتها وفشل مشروعها الجديد التى ناضلت من اجله عقدين من الزمان و تخشى الحركة الشعبية خوض الانتخابات فى الظرف الراهن بعد ان تراجع رصيدها الشعبى وتنافر قواعدهم وتشتتهم بين الاستقلالية و الانتماء الحزبى ويرى كثير من المثقفيين الجنوبين بان الحركة لم تقدم لمواطن الجنوب النزر القليل من طموحة حتى يقف معها ويؤازرها فى الانتخابات القادمة ويعتقد مواطنى الجنوب بان حديث الحركة عن الانفصال حديث فى غير محلة لان الحركة لم توفر لمواطن الجنوب معينات الانفصال من تنمية وخدمات و غيرها وعدم قدرتها فى إقناع مواطن الجنوب بحقيقة الإنفصال وان الوحده افضل من الانفصال والعيش فى كنف و ظلم الحركة الشعبية والايام دول بيننا.

د.عبدالله آدم كافي

تعليق واحد

  1. لقد كنت فى ميادين القتال فى بدايات الحركه الشعبيه ويومها كانت النظره للحركه على كونها حركه مارقه أهدافها تتمثل فى تمزيق السودان والعوده به لعصر المناطق المقفوله ، ولكن مع مرور السنوات أثبتت الحركه الشعبيه للشعب السودانى على أنها حركه تتمتع بالنفس الطويل والمثابره لأجل بلوغ أهدافها ، والحقيقة أن الحركه الشعبيه هى أيضا فى سنواتها الأخيره قبل السلام لم تعتمد على القتال المسلح فحسب بل شرعت بصوره أو أخرى تخاطب الناس ببرامجها السياسية التى تتمثل فى السودان الجديد الذى يصلح أن يكون وعاء جامع لكل أبناءه على إختلاف مشاربهم ، والأهم من ذلك كله أن الناس تحفظ للحركه كونها لم تسعى لتدويل نفسها وجر السودان بأكمله نحو الخارج عبر أجنده يمكنها أن تمزق الوطن مثل ما تسعى بعض الحركات فى هذا الزمن الحالى ، مما ذاد إحترام الناس لها بعد توقيع السلام بجعلها هى والمركز فى موقع النديه الفكريه فى الأدب السياسى ، بدليل أنها بعد السلام مباشرة لم تجد صعوبه فى إنشاء قواعد لها على إمتداد ربوع السودان ، ولكن يبدو وبكل أسف أن الملفات المتمثله فى السودان الجديد الموحد….. التنميه الولائيه والتنميه المركزيه ، حث المواطن الجنوبى على الإنصراف للتعمير والتبصير واللحاق بركب الحضريه أسوة بأخيه الشمالى كما كان دائما النظره ، يبدو أن تلك قد رحلت مع الرجل المحترم جدا الذى فرض نفسه لتاريخ الوطن سواء توحد أم تقسم ، والذى يعنينى أنا ليس المسائل السياسية المنوط بها صانعى قرار بلادى ولكن يعنينى كمواطن سودانى دمه مليون ميل أن تحاسب الحركة الشعبية نفسها وبسرعه وتتجه للعمل الجاد لأجل خلق برامج سياسيه وثقافية وإجتماعيه وتنمويه وفكريه تنطوى تحت مظلة مفهوم السودان الجديد الذى نادت به وأحترمه الشعب السودانى ، كما ينبغى عليها إتباع الشفافية والوضوح فى المسائل المتعلقه بوحدة الوطن حتى تفى لروح الأنسان الدكتور ( جون قرنق) الذى عاهد الشعب السودانى منذ أول يوم فى الإتفاقيه على أنه وبمساعدة كل سودانى سيجعل السودان وطن واحد وإن كان الأمر فى نهايته من صلاحية المواطن الجنوبى كما قال حينها ، ومن هنا أرجو أن لايسمح الناس لفكرة أن يكون السودان قطرين حتى أن تلامس خيالهم ، والله لا خير فى الجنوب بلا شمال ولا خير فى شمال بلا جنوب ولا خير فينا إن لم نسوس أنفسنا جنوبا وشمالا على تغليب الوحده فى أنفسنا