الفصائل المتشددة تحذر منظمات إغاثة عاملة في الصومال
حذرت منظمات إغاثة الجمعة، أن عرقلة الجماعات المتشددة المسلحة لعملياتها سيعرض حياة مئات الآلاف من الصوماليين للخطر. وفي الغضون لفتت الأمم المتحدة إلى خطورة الوضع في العاصمة مقديشو حيث سقط أكثر من 80 قتيلاً ومائة جريح خلال الأسبوعين الفائتين.
وتتنازع الفصائل المسلحة إلى جانب حكومة صومالية ضعيفة مدعومة من قبل الأمم المتحدة والقوات الأثيوبية، بهدف السيطرة على البلاد، التي تشهد موجة عنف متواصلة منذ سقوط نظام الديكتاتور سياد بري عام 1991.
وتنفذ الفصائل المتشددة، خلال الشهور المنصرمة الأخيرة، هجمات على غرار حرب العصابات على عدد من البلدات، وتحكم سيطرتها حالياً على ثالث أكبر المدن، وفق الأسوشيتد برس.
وتأتي صيحة التحذير إثر اتهام الناطق باسم الفصائل المتشددة، شيخ مختار روبو، لمنظمتي”كير” الإغاثية و”إنترناشيونال ميديكال كورب” بارتكاب “جرائم ضد الإسلام والجهاد”.
وطالب المتحدث المنظمتين إخلاء المناطق الخاضعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة، إلا أنه لم يتطرق إلى العواقب التي قد تتعرض لها المنظمتان حال رفضهما للتحذير.
وتوعد قائلاً: “أحذر كافة المنظمات الأخرى في الصومال بعدم التورط في شؤون خارج نطاق تخصصاتها.”
ومن جانبها أعلنت “إنترناشيونال ميديكال كورب”، ومقرها كاليفورنيا، تعليق أنشطتها في جنوبي الصومال الأسبوع الماضي إثر تعرض أربعة من عياداتها للنهب.
وقالت الناطقة باسم المنظمة، مارغريت آغوري: “نحن قلقون للغاية من تأثير مثل هذه الحوادث على المواطنيين الذين يعانون في الأصل.”
روابط ذات علاقة
مسلحون صوماليون يختطفون سفينة تحمل 33 دبابة روسية
القرصنة في الصومال: أعباء دولية وتغذية للحرب والإرهاب
الصومال تفوض البحرية الروسية ملاحقة القراصنة بحراً وبراً
وقالت المنظمة إن قرار الإغلاق سيوثر على أكثر من 370 ألف صومالي، من بينهم 53 ألف طفل دون سن الخامسة.
وبدورها قالت “كير” في بيان، إن التهديد سيؤثر على مجمل أعمالها في كافة أنحاء الصومال.
وقال مدير المنظمة في الصومال، ديفيد غيلمور: “مثل هذه التهديدات العامة والمستهدفة بالقطع ستجبرنا على الخيار بين سلامة موظفينا في المواقع والتزامنا تجاه إيصال المساعدات إلى مئات الآلاف من الصوماليين الذين في حاجة ماسة للمساعدة.”
وتقدم المنظمة مساعدات إنسانية تشمل المواد الغذائية والمياه إلى جانب أعمال الصرف الصحي إلى قرابة مليون صومالي، وفق الوكالة.
وسبق وأن تعرضت المنظمات الإنسانية عموماً إلى لتهديدات من قبل الجماعات المتشددة وحكومة مقديشو على حد سواء، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها تحديد منظمات بعينها.
وفقدت المنظمات الإنسانية العاملة في الصومال 12 من موظفيها خلال العام الجاري، كما تعرض 20 آخرون للاختطاف.
وتعرضت حتى قوات حفظ السلام في الصومال لضربات الفصائل المتشددة، حيث هوجمت وحدة بروندية ضمن قوات الاتحاد الإفريقي، الخميس، نجم عنها مقتل مدنيين أثنين وإصابة 19.
وقال الناطق باسم الاتحاد الأفريقي إن أيا من أفراد القوة العاملة تحت مظلته لم يصب في الهجوم.
وأضاف القحط إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى معاناة مواطني الدولة القاطنة في القرن الأفريقي التي تسودها فوضى أمنية وسياسية منذ أكثر من 17 عاماً.
وتقدر الأمم المتحدة أن قرابة نصف الشعب الصومالي، البالغ تعداده 8.3 ملايين نسمة، في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.
cnn