[ALIGN=CENTER]وصلت الحاف [/ALIGN]
العيش الحاف.. سد الرمق الممكن.. هل حقاً أنها وصلته الزيادة الأخيرة وجعلت منه بعض الاستعصاء والصعوبة.. كنت قد كتبت قبل فترة عن المخزون الاستراتيجي بالمنزل تحت عمود أسميته «القاطوع» الذي كان لازم الوجود في المنازل في زمان سبق.. حيث كانت الاسعار تعبث بمصير المواطن وكان السوق الأسود يفرض سواده على الغلابة والمساكين.. واليوم وتحت ستار الزيادة العالمية وتأرجحات الدولار هذا «الأمريكي السطوة».. وجدت أسعار القمح مسارها للاتفاع، وصار لزاماً على المواطن محاولة التعاطي مع الواقع الجديد… فقد خف وزن العيش وعلا سعره، وهي معادلة صعبة بالنسبة لـ(جماعات القريض) التي لا تعرف حمل السلاح والمفاوضات عبر الفنادق الفخمة والأبهة الدولية.. أين هذه المسميات الضخمة، وقليل الوجود الفعلي مثل «المخزون الاستراتيجي» من الأزمة.. فهل حقاً هذا المخزون برئ من الاتهام.. فيا حكومة وصل الأمر «الحاف» «وهجم النمر.. هجم النمر» ما دام هناك وفرة في الإنتاج والتخزين لماذا الزيادة إذن؟ حملت الأخبار أن التدخل لاحتواء زيادة أسعار القمح قد جعل ولاية الخرطوم تشرع في استيراد القمح وتوزيعه لأصحاب المخابز بأسعار أقل لامتصاص الزيادة الأخيرة في الأسعار والملاحظ أن المخابز طبقت الزيادة في السعر، حيث صارت «الرغيفة» تصل المواطن بسعر «250» قرشاً.. ولأن الأمر عام واستراتجي يهم المواطن بصورة كبيرة فقد تلاحظ أن الدولة تروِّج لوجود إنتاجية وافرة من القمح والسكر مع زيادة الأسعار.. الأمر الذي يدعو للدهشة.. فإن كان أمر الإنتاج بهذه الوفرة، والقمح والسكر متوفران في البقالات والمراكز التسويقية بكميات وافرة.. فهل هي لعبة تجار أم أن الاستعجال للاستيراد يعتبر أمراً استباقياً؟ أم أن المخزون من هذه السلع الاستراتيجية دون الاحتياط مما يجعل اللجوء إلى فكرة الاستيراد وارداً سريعاً للخاطر وللتداول:
فإن كان التوجه العام أن التجار وراء هذه الزيادة، فهل التجار خارج منظومة الرقابة أم أن آلية الرقابة صورة بلا تفعيل.. والملاحظ أن الزيادة التي وصلت 13% وحسب خطة السيد والي ولاية الخرطوم فإن الاستيراد سيؤدي للوصول لزيادة قدرها 10% .. فهل هذه المعالجة المترقبة تتناسب مع الحاجة.. والمعروف أن ثقافتنا الغذائية تعتمد بشكل مباشر على القمح كقاعدة كربوهيدراتية وطاقة أساسية في الغذاء.. اختلفنا أو اتفقنا على الأسس الغذائية المعروفة.. إذن هي دعوة لتخفيف اعتمادنا على قواعد الغذاء القديمة.. آن الأوان لنتتبع وصفات «هبة المهندس» حتى يصير كل الشعب «رشيق»، والمعروف أن «العيش» يهدد «الريجيم» الإجباري الذي تفرضه الظروف.. بالمقابل إن فكرة المعالجات المؤقتة مثل الاستيراد وغيرها لا تعني بأي شكل الحل الجذري.. لأن هناك تأكيدات بزيادة الأسعار عالمياً.. ومن الآن يجب الاحتياط على مستوى الأسر والعوائل بسد الباب أمام الزيادة بخطط البدائل الممكنة.. أهي مقولة وزير المالية إياها «العودة إلى الكسرة..».. ومن منظور آخر هناك المستفيدون من الوضع والزيادة في الأسعار تفتح «الكروش والبطون…» وترفع قوماً على ظهور قوم وتقعد آخرين عن حق العيش الكريم وهي متوالية.
آخرالكلام..
نشاهد في التلفاز أن الإنتاج مائة بالمائة، وأن البشائر خير، ولكننا نلاحظ الارتفاع المتواصل في الأسعار.. فمن يفهمنا هذه المعادلة؟ بل من يتدخل للحد دون تكوين السؤال من الأصل.. ودمتم «وقرضوا قروضكم ساي»..
سياج – آخر لحظة – 15/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com