جعفر عباس

وصفة الحب الشامل

[ALIGN=CENTER]وصفة الحب الشامل [/ALIGN] ما للعرب والمعجزات والبركات؟ ذاك تخصص برع فيه أهل إفريقيا، وعندنا منهم في السودان جيوش: يتركون بلادهم بزعم أنهم ذاهبون إلى الحج رجالاً (لا يتعاملون مع أي ضامر أو طائر)! ثم يحطون رحلهم في إحدى قرى أواسط السودان، وتأتي الانتخابات فتمنحهم الحكومة الجنسية السودانية مقابل أصواتهم فيصبحون ببركة الديمقراطية مواطنين سودانيين… وأخذ بعضنا منهم “الصنعة” وصار لدينا خبراء محليون من النوع الذي يحول الماء الى روب! هؤلاء القوم يتخصصون في التعاويذ والرقى والتمائم ويستطيعون تحصينك ضد السلاح فتنهال عليك السيوف وطلقات الرصاص فتهشها من جسمك كالفراش، ولدينا آلاف البشر في السودان يزعمون أن الرصاص لا يخترق أجسامهم، ولو كان في الجامعة العربية خير لجندتهم لتحرير فلسطين (بعد الاستئذان من أصحاب الشأن بالطبع لمعرفة ما إذا كانوا راغبين فعلا في تحريرها).
أما المجال الذي أستطيع أن أؤكد أن خبراء غرب إفريقيا أثبتوا فيه كفاءتهم فهو مجال “الحب”، فلديهم شيء اسمه “عرق المحبة” – بكسر العين – مأخوذ من جذر شجرة معينة وتتم معالجته عن طريق أشخاص أولي قدرات خارقة، فإذا وضعت شيئاً من ذلك العرق أو مسحوقه في شراب أو طعام الحبيب “المطنش” أي الذي لا يستجيب لعواطفك، فإنه يصبح رهن غمزة من عينك ويتبعك كظلك، وكان استخدام ذلك العرق ميسوراً أيام كانت الحياة بسيطة، وليس للبيوت أسوار وأبواب، فتدخل متسللا إلى مطبخ بيت الحبيبة المطنشة لتضع مسحوق المحبة في شرابها أو طعامها، أو تعطي عينات منها لإحدى قريباتك من صويحباتها لتتولى تلغيم طعامها او شرابها بالمسحوق! ولكن الأحوال تغيرت وصار الناس يسكنون في فلل او شقق في عمارات متعددة الطبقات، مما يجعل توصيل مسحوق المحبة الى بيت وجوف الحبيبة أمرا محفوفا بالمخاطر وخاصة أن معظم الآباء العرب “رجعيون ومتخلفون!!”، ويسيئون فهم نوايا أي رجل يجدونه داخل مطابخ بيوتهم؟
وهناك حل جذري لهذه المعضلة، وهو أنه إذا سكنت المحبوبة في بناية ذات عدة طوابق فعلى العاشق المضطهد أن يتسلل إلى سطح العمارة التي تسكن فيها الفتاة المستهدفة ليصب مسحوق عرق المحبة في خزان الماء، ومن إيجابيات هذا الأسلوب أن جميع فتيات العمارة سيقعن في غرام الجاني، وله عندها فرصة ليثبت عند حبه الأول أو أن يغير ويبدل على كيفه بين الضحايا، أما إذا كانت المستهدفة تعيش في بيت أرضي أو فيلا، فما من سبيل سوى تلغيم صهريج المياه الذي يسقي المدينة فيضمن بذلك العاشق وقوع آلاف الفتيات في هواه، ولكن ذلك يتطلب “ميزانية ضخمة” وبالتالي فمن المستحسن للعاشق الذي يعاني من الطناش أن يشكل جمعية من الشباب طالبي الحب، ليسهموا معه في شراء مسحوق الحب بكميات تجارية بما يكفي لتلغيم المياه التي تصل الى كل البيوت، وبعدها كل واحد “ينقِّي” ويختار على كيفه ويكون عنده بدل الحبيبة اربعمائة وربما ألف… وبإمكان القراء الذين لديهم قصص حب معلقة وغير محسومة الاتصال بي على عنواني البريدي الإلكتروني مع إدراج المعلومات المطلوبة عن بطاقاتهم الائتمانية (فيزا وماستر كارد وأخواتها) بمبلغ 150 دولارا للجرعة الواحدة، أما طالبو الحب بالجملة فعليهم تزويدي بتذاكر سفر وفيزات إلى حيث يقيمون لأشرف بنفسي على عملية “العشق” الجماعية من خلال خزانات المياه. وسأعطيهم فوق البيعة دواوين نزار قباني وقصائد منتقاة من شعر عمر بن أبي ربيعة.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com