فدوى موسى

سودانيتنا في محنة

[ALIGN=CENTER]سودانيتنا في محنة[/ALIGN] عندما جلست في ذلك الركن القصي الهاديء من المنزل.. انفتحت أمام ناظري «طاقات» بعيدة من التأمل الحزين.. كأنني أرى بلادي قد انشقت عن باطنها فوضى وحالة من الالتباس اللا أمني.. وموجة من الحيرة قد احتشدت في مشهد التأمل العام أكاد أراها تقترب من تخوم الشهر المضروب يناير الخطير لا نسب الدهر ولا الأيام لكننا بدأنا نتشاءم من مقدمه.. إن قالوا لنا إن الانفصال بين الشمال والجنوب سيكون سلساً لم نستطع أن نصدق أنه كذلك وإن قالوا إن الأمل ما معقود على تغليب خيار الوحدة أصابتنا حالة من الحزن المزيد باعتبار أن المحدثين لم يستوعبوا بعد الدرس الذي جاء من سيناريو محكم التفاصيل.. حالة من التخبط تصيب من كانوا يعتقدون أن الحكومة «أفلح من الكل» لكنها في لحظة انتباهة وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه من أي حاسد كان مدى حسده.. هذه المرة ليس المقصود البشير في ذاته أو نظامه ولكن الاستهداف أكبر من حدود نظام قائم صائر لزوال، إنه استهداف لهذا التراب الشاسع الواسع الممتد.. ها هي الأحداث تطالعنا ببعض النذر والمقادم والمطامع لزمن آتي لا نعرف أي مداخل تسوق التفاصيل البلاد إليها وبات من المحتم أن مصيراً مغايراً للهدوء والأمن قد بدأت ملامحه تستبين.. سيان أن يتفوق هذا أو ذاك في فنون التخاطب والتلون أمام الإعلام.. سيان أن يقدل هذا أو ذاك أمام الكاميرات.. هذه الأيام الكل يشبه بعضه ما دام النهاية واحدة اقتطاع البلاد وتشتيت الإنسان ولن يقف الأمر عند حدود أبيي.. فهناك أبيي الغرب.. وأبيي الشرق.. وأبيي الحارة وأبيي الحلة.. وأبيي المحطة.. وكأنما المسلسل تجزئة من تجزئة.. الى ان تنتهي الى الخلية الواحدة في كيان الفرد السوداني الجنسية وربما جاء الزمن الذي بحثنا عنها من بين الآخرين نضالاً واضحاً للانتزاع والعودة لحالة تجاوزناها زماناً.. وأخشى فيما أخشى أن نضطر لدخول غابات جديدة من غابات الاحتراب للوصول للنقطة التي نقف عندها الآن.. والآن لا بد من محاولة إثبات أن هناك أرضية يمكن الوقوف عندها ومن ثم محاولة التحرك.. وآه من بلاد يتشكك فيها الكل في الكل ويرى الكل الآخر يخبئ ما يخبئ من إضمار وسواد النية والمؤامرة.

ü آخر الكلام:

يستعصي علينا هذه الأيام القول إن الآتي سيمر مرور الكرام أمام أنظار الجميع.. فما هو دورنا؟ وما هو المطلوب؟ وماذا يمكننا أن نفعل من أجل أن نحفظ بلادنا من مآلات الفشل الآتي.. والحافظ الله.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 28/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com