فدوى موسى

دمتم يا رجال

[ALIGN=CENTER]دمتم يا رجال [/ALIGN] عندما كنّا صغاراً.. كانوا دائماً ما يقدمون الذكور علينا في كل شيء.. كأنما هؤلاء القداس.. في الملمات نسمع الجلبة هناك على أطراف موضع الطبخ.. «اخرجوا صواني الرجال أولاً.. الرجال اتغدوا كلهم؟.. الرجال شربوا الشاي كلهم؟..» ومن ثم يأتي دور النسوة بشيء من التأخير الذي لا يفرح ولا يسعد.. على ذلك نشأنا وفي بواطن أنفسنا أن الرجل محل الاحترام وإن كان بعضهم لا يستحق ذلك الاحترام.. الرجل رجل والمرأة مرأة هكذا علمونا أن نقر بفرض الذكورية على كل مضابط الحياة.. بدأت أمامنا صور الرجال زاهية.. أبطال.. شجعان وإن لم نختبرهم بعد.. ومضت الأيام دون أن نحتك بهم فهم في ديوانهم ونحن هناك في الداخل.. ومع إيقاع التعليم والتقدم فيه وجدنا أننا كتف بكتف وعقل بعقل لا شيء يميزهم عنا إلا الفروقات النوعية المعروفة.. وبدأ التداول معهم فاكتشفنا أن الصورة الزاهية مجرد وهم كبير بالنسبة للكثير منهم ولكن للأمانة بعضهم جعلنا نأمل أن الصورة ليست بتلك القتامة.. اكتشفنا أن بعضهم سطحيون ينظرون إلينا مجرد أشكال لا محتوى يرشقوننا بكلمات لا نستحسنها ويرمقوننا بنظرات قاصرة محددة.. أما من يجعلونا نتمسك بلون التفاؤل فيخاطبون في دواخلنا الإنسان ويفرضون احترامهم بأيديهم فكم منهم من كان أخاً ناصحاً ومنهم من كان أباً حنوناً ومنهم من شريك محترم غير مشاكس.. ولكن الكثيرين منهم يصرون على تغيير تلك الصورة الزاهية.. فكم من رجل مستهتر في ثياب الوقار وكم من رجل عابث في بدلة الجدية وكم من مسؤول كبير في نفس رجل صغير الدواخل.. علمتني مسيرة التعليم والعمل أن الكثيرين ممن كنّا نراهم رجالاً يحترمون لا يستحقون إلا ضرب اليد على اليد وهز الرأس يمنة ويسرة خاصة عندما يدّعون ما لا يعملون ويفترضون ما لا تحتمله الحقيقة.. ليتهم لم يعلمونا أن نحترم بلا أن نختبر الشخص رجلاً كان أم امرأة.. فالنجاح جواز المرور للاحترام.

*آخر الكلام:

عذراً عزيزي الرجل البطل.. الشجاع.. أبو مروءة إن قلل البعض من بني جنسك من قدرك السامي ولا تقل إن النسوة هن السبب في ذلك فكل إناء بما فيه ينضح.. ودمتم يا رجال.

سياج – آخر لحظة – 26/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com