فدوى موسى

القبول من الله

[ALIGN=CENTER]القبول من الله [/ALIGN] كثيراً ما تتوفر كل عوامل البدء والاستمرار لأمر معين ولكن تتعثر البداية والمداومة على المواصلة دون تبرير واضح وينجلي مجمل الأمر على أن لا سبب واضح إلا قول عبارة شعبية شائعة وهي القبول من الله هي التي تمهد بعض أسباب النجاح.. أحسست بذلك الأمر في مواضيع عدة منها ماهو مادي مجرد ومنها ماهو معنوي بحت .. وهذه المقدمة الطويلة اجتررتها عندما كان الآخر يحكي لي عن محاولاته الدائمة لتطوير عمله دون بلوغ المطلوب.. وفحوى الشكوى أنه افتح ذلك المتجر الكبير… كل وسائل العرض الفخمة وكل الاحتياجات المطلوبة متوفرة و«السوبر ماركت» يسجل خسارة مستمرة مقابل دكان صغير قديم يمتلكه داخل ذلك الحي القديم كما يصف حاله بأنه رغم ضيق مساحته وقلة المعروض فيه الا انه هو الذي يتحمل كل تبعات ذلك السوبر ماركت الكبير فالبضاعة البسيطة يتم سحبها بالشراء ومن ثم يتم الإحلال والإبدال بصورة دائمة هي التي توفر السند والدعم للاستمرار ذهلت وأنا أرى التكاليف التي بذلت قصاد ذلك «السوبر ماركت» وبساطة (الكنتين) الذي يحمل على اكتافه ذلك المحل الكبير فما وجدت الا العبارة العميقة «القبول من الله».

سلطان المرض

شفا الله كل المرضى من الآلام والأوجاع ورفع عنهم الأسى والتوعك… كلما مررت بالقرب من المستشفى القديم أحسست برغبة جامحة في زيارة ومعاودة كل المرضى ودعوة الله لهم بالشفاء العاجل الذي لا يغادر سقماً والحق أن أهل بلادنا مبتلون كثيراً في صحتهم وابدانهم فالسكري أصبح رفيقاً للكثيرين.. والضغط ملازماً لهم و… و.. وجملة الأمراض الشائعة… حتى الأصحاء منهم تلازمهم حالة الفتور والوهن تكاد تنطقها هزالة ابدان البعض وسمنة ابدان البعض… ذهبت مرة بصغيرتي وهي مريضة إلى ذلك الطبيب الانسان وأثناء ما كان يقوم بواجبه تقيأت الصغيرة على مكتبه فانزعجت وبدأت أحاول ان انظف بما معي من مناديل فأوقفني عن التحسس الزائد باعتبار أن للمرض سلطان لا يقهر ومن يومها وأنا اتفكر في هذا السلطان الذي حينما يأتمر فينا لا يترك لنا حيلة أو وسيلة نصده بها الا هذا العلاج والمدافعة الطبية.. شفى الله الجميع ورفع عنهم قهر السلطان المرضي وجعل ذلك في ميزان الحسنات الذي لا يثقل بالهين والبسيط.

ظن السوء

أراها دائماً تسئ الظن بالآخرين ولا أدري ماهو السبب.. هل هو انعكاس ذاتي لما يمور داخلها باعتبار انها تنتهج المبدأ المعروف «سوء الظن منجاة وحسنه ورطة» ام ان درجات ثقتها بالناس قد انعدمت ووصلت إلى الحضيض الذي يجعلها دائماً في حالة الخوف من نظرة الآخرين.. فان وقع لها أي مصاب أو أمر قدري تحركت في دواخلها نظرية ان فلان او فلانة سوف يشمتون عليها وقرائن الأحوال تقول ان فلان او فلانة أبعد ما يكونان عن التفكير في مثل هذه الأمور… ولكن «بعض بنات حواء» ينظرن للأمور من زوايا ضيقة تعكس ببساطة فهم لجوهر الحياة على انها «شماتة وتربص وعبث من الأخرين» والحقيقة تنفي ذلك ، فكل الهالة التي ترسمها «حواء تلك» من نسج الخيال المحض ليس الا… لذا يجد الكثيرون ضالتهم في وصف حواء بسوء الظن والتوهم من هذا المنطلق والقبيل.. فيا بعض حواء.. هدئن من الروع وقلن يا لطيف تنجلي امامكن الحقيقة بلا زيف.

آخر الكلام :-شئنا أم أبينا… علينا الاجتهاد والتوكل عليه ومن الله القبول أو الرفض… وأقل ما يمكننا فعله هو حسن الظن بالآخرين إلى ان يثبتوا غير ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 23/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com