نقد تحت الأرض للمرة الأخيرة .. رغم وفاته كان حاضراً وسط الجماهير
الصادق والترابي .. نظرة رفاق
على بعد حوالي مترين عن الآخر، وقف كل من الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي والشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي أمام البوابة الشمالية للمقبرة ، يمدان بصريهما ناحية الشمال من حيث تعلو هتافات موكب الشيوعيين..كأن الرجلين يعودان في تلك اللحظة إلى الستينيات..حينما صعد ثلاثتهم إلى واجهة المشهد السياسي..الذي غادره الآن أحدهم… فيما بقي الآخران يقفان وينظران…
دعوات النساء
لم تتخلف المرأة عن تشييع نقد..بل لعلها قادته كتفاً بكتف إلى جانب الرجال..فالمعروف أن الحركة الشيوعية أفسحت أبوابها واسعة أمام النساء..وربما كان هذا سر حضور الحركة النسائية برائداتها وشاباتها لتوديع الراحل..ورفع الأكف إلى السماء..
نقد يملأ المكان
رغم وفاته، كان محمد إبراهيم نقد حاضراً وسط الجماهير ، حضوراً طاغياً تراه بعينيك وتستشعره يحيط بك من كل مكان..في صور الرجل الكبيرة والصغيرة التي يرفعها الصغار والكبار..في صوت الأقدام وهي تضرب الأرض بتؤدة وثبات..في الصيحات والهتافات: لاك خاين لاك سراق..ماك الولد العاق…خالد خالد وأنت القائد..
الشعر في مواجهة الموت
أروع ما في الشيوعيين السودانيين شعرهم ووجدانهم المرهف كما يقول البعض..فحركة اليسار أهدت الثقافة السودانية الكثير من الأشعار والمغنين والأدباء الذين أسهموا عبر الفن في تشكيل وجدان البلاد وشعبها..وهنا يقاوم الشيوعيون قسوة الموت بروعة الشعر على ما يبدو..على طريقة بيت الشعر القائل : هم يذهبون ويبقى بعض ما صنعوا..كأن آثارهم خطت بأقلام..
(حضرنا ولم نجدكم)
قال الراحل ذات يوم : لم أكتب شيئاً..هو مجرد كاريكاتير صحفي..تعليقاً على تلك العبارة التي نسبت إليه يوم أبو جنزير..عندما ضربت المعارضة في الميدان موعداً لمواجهة النظام ولم يأت منها أحد.. وأتى وحده محمد إبراهيم نقد سائراً يتوكأ على عصا كانت في يمينه..فنسبت إليه الكتابة على (كرتونة) وجدها في الميدان مخاطباً زعماء المعارضة : (حضرنا ولم نجدكم).. واليوم يرفع هذا الرجل (كرتونة) أخرى لعل نقد يقرأها…
عندما يغشى على الرجال
لم يحتمل هذا الرجل تلك اللحظة العصيبة التي وورى فيها محمد إبراهيم نقد الثرى..فخر مغشياً عليه من هول ما رأى …وما شعر به في قرارة نفسه من عواطف وانفعالات..
مقابر فاروق: مجاهد بشير .. تصوير : شالكا
[frame=”23 100″]
[JUSTIFY][B][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]يرحمه الله ويحسن إليه. فبعد الإعدامات التي واكبت فشل إنقلاب هاشم العطا، توارى المغفور له عن أعين أجهزة أمن الدولة والمباحث والإستخبارات. فقد كان يقيم في منزل أحد أقاربه بالثورة، وكان يتنقل بحرية في أوقات متباعدة في معية قريبه ذلك وشقيقته (شقيقة قريبه). وإذا صادفتهم نقطة تفتيش، كانت شقيقة قريبه ذلك تتصنع شدة ألم إصابتها بالزائدة أو الولادة وتسكلب، مشتتة بذلك إنتباه العساكر وتفلح العربة في المرور دون ملاحظة المرحوم. وبتلك الطريقة كان يتنقل دون أن يلفت إنتباه أجهزة الأمن أو يشد إنتباه أحدهم تكرار السيناريو. يرحمه الله.[/FONT][/SIZE][/B][/JUSTIFY][/frame]