تحقيقات وتقارير

زيارة البشير لجوبا ما بين القبول والرفض

تواضع قيادات القوى السياسية والمحللون على ضرورة اتخاذ خطوات احترازية جادة قبل أي زيارة لرئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير إلى مدينة جوبا، بناء على دعوة حكومة جنوب السودان لعقد سلسلة من الاجتماعات الرسمية المتعلقة بالقضايا المشتركة بين الجانبين. وقد تباينت التحليلات حول احتمالات نجاح الزيارة المقرر لها الثالث من أبريل المقبل في حسم الجدل حول الملفات الشائكة التي فشلت الأطراف المفاوضة بأديس أبابا في التوصل لحلول بشأنها. وقبل زيارة السيد رئيس الجمهورية لجوبا دارت المواقف بيت التحذير والتطمين من نوايا جوبا من الدعوة، نظراً لحالة العداء الشديد التي تمثلت في مواقف عدد من القادة بجنوب السودان تجاه الحكومة والسودانيين عامة. وهناك من يرى أن حكومة الجنوب قد يكون لديها نوايا سيئة مرتبطة بالدول الغربية المعادية. فقد أدعى بعض المتنفذين في جنوب السودان قفي وقت سابق أن دولة الجنوب ستنضم لعضوية محكمة الجنايات الدولية، فضلاً عن أن الجنوب يعمل وفقاً لموجهات وأجندات عالمية تقف من وراءها أمريكا.. المركز السوداني للخدمات الصحفية استطلع بعض قيادات القوى السياسية والمحليين حول الأبعاد التي تحيط بدعوة جوبا للسيد الرئيس لزيارتها ومدى واقعية مطالب الرافضين للزيارة والمتحمسين لها على حد سواء..
الضمانات أولا
اعتبر القيادي بجبهة الشرق عبد الله موسى أن تبادل التصريحات النارية بين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان مضرة بالطرفين، وشدد على أهمية الوصول لاتفاقات حول ما اختلف عليه من قضايا تؤثر على استقرار الدولتين، مطالباً دولة الجنوب بتوفير الضمانات لإنجاح الزيارة وتفادي التصريحات العدائية من كبار المسؤولين فيها. وقال موسى أن الحكومة عملت على إنجاح زيارة وفد حكومة الجنوب بقيادة باقان أموم، وذلك بالابتعاد عن ما يضر بالمصالح الحقيقية للدولتين لدفع المفاوضات. وشدد على الحاجة الماسة للوصول لتفاهمات وتهيئة المناخ على المستوى الرئاسي والوزري لاكمال هذه العملية.
وأشار موسى إلى أن ما تعانيه دولتي السودان من حرب كلامية من قبل السياسيين يهدف للتغطية على المشاكل الداخلية لكلاً من الطرفين، وأنه بالرغم من ذلك نجدهم يجتمعون ويقبلون الوساطات ويوقعون اتفاقات، مما يعني أن عامل المصلحة المشتركة هو الذي يتغلب في النهاية.
الأخلاق تمنع..
ومن جهته استبعد عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الشعبي الأستاذ أبوبكر عبد الرازق حدوث إشكالات للزيارة المرتقبة للسيد الرئيس لجوبا للتوقيع النهائي على الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في أديس أبابا.
وقال عبد الرازق إن أخلاق الجنوبيين تمنع المخاوف التي أبداها البعض من زيارة رئيس الجمهورية مبيناً أن قبيلة الدينكا لا تعرف الغدر أصلاً، وتعتبره عيبا جوهريا ينبغي التسامي عليه، وقال: من المستحيل أن يقوم رئيس دولة الجنوب سلفاكير بفعل ذلك وكذلك حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية، وذلك لإدراكهم لطبيعة المصالح التي تجمعهم بالسودان والعلاقات الأزلية، لا كما يظن الظانون. وأضاف أن السودانيين يتمتعون بالاحترام لدى الجنوبيين وكذلك حكومتهم بصورة ليس لها نظير بين دول وشعوب العالم. واستشهد بقصة شقيقه الذي مكث شهراً في مدينة جوبا سادها الاحترام والتقدير.
زيارة أم استقطاب؟
ولا يتفق د. قطبي المهدي القيادي في حزب المؤتمر الوطني مع هذا الحديث معتبراً أن البشير إذا ذهب للجنوب يحتاج إلى ضمانات من دولة الجنوب حتى لا يتم تسليم الرئيس إلى المحكمة الجنائية، وقال: يتبادر إلى الذهن أن حكومة الجنوب تتخلص من أعدائها عن طريق استقطابهم إلى جوبا، مثلما حدث لقائد التمرد جورج أطور الذي استدرج إلى الحدود اليوغندية وتم اغتياله.

جنوب السودان مخترق
واعتبر د. عبده مختار استاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية أن الذين يطالبون بالضمانات هم على حق، مرجعاً ذلك للتوترات والأجواء المضطربة بين دولتي السودان التي تجعل مطلب عدم القيام بالزيارة وجيهاً.
وقال د. مختار: إننا لا نضمن سلامة السيد الرئيس مع طرف أصبحت عملية بناء الثقة معه أمر صعب المنال، في ظل وجود عناصر في حكومة الجنوب تحمل ترسبات تجاه الشمال، مشيراً إلى ما يتعرض له التجار الشماليين في الجنوب من اعتقال ومصادرة ممتلكات بما يبين أن الشماليين في الجنوب غير آمنين وعلى رأسهم السيد الرئيس.
وذكر مختار أنه لا يستبعد أن يفكر البعض بالمغامرة والتفكير بمحاولة القبض على السيد الرئيس في الجنوب لتسليمه للجنائية، لأن الجنوب به عناصر أجنبية بجانب الاختراقات الأمنية في الجنوب. واتهم جنوب السودان بدعم الحرب الدائرة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق من خلال الدعم المعلن والغير معلن، في ظل وجود 10 آلاف شمالي في الحركة الشعبية يسعون لإسقاط الحكومة عبر ما يعرف بالجبهة الثورية، وغيرها من المجموعات التي تحارب الحكومة في جنوب كردفان والنيل الأزرق منطلقة من أراضي ودولة الجنوب، وما يمثله ذلك من تهديد أمني كبير يستدعي وقفة من الحكومة السودانية لحسم هذه الخروقات الأمنية.
وطالب د. مختار بالحسم والقضاء على هذا التمدد في الحدود مع دولة الجنوب قبل الزيارات أو توقيع الاتفاقات، ونوه إلى أنه من الأفضل ألا يسافر الرئيس إلى جوبا مشيراً إلى أن الاتفاقية سابقة لأوانها تحسباً لبعض الأمور كما أن الوطن يتضرر منها. وقال إنه إذا طبقت الاتفاقية فإن الجنوبيين بالسودان سيبقون بعد الثامن من أبريل، ومن ذهب سيعود للشمال ونكون قد فقدنا النفط ومن قبل وحدة التراب السوداني. وقال د. مختار إنه لا يستبعد حدوث احتكاكات بين الشماليين والجنوبين على أرض الشمال في حال تنفيذ هذه الاتفاقية، ويضيف: هذا يجعلنا نسأل الحكومة السودانية لماذا توقع مثل هذه الاتفاقات المصيرية الكبرى من دون الرجوع للشعب؟ وكذلك دون تقديم استشارات علمية من الخبراء والمختصين في مثل هذه القضايا الوطنية المهمة والمؤثرة على مستقبل الوطن.
29d14443 39c1 a226 مخلب قط
وحذر القيادي بحزب الأمة الفريق عبد الرحمن فرح مدير جهاز الأمن الأسبق من زيارة البشير إلى جوبا، ودعا إلى أن يأتي الرئيس سلفاكير إلى الخرطوم لحل جميع القضايا بدلاً من ذهاب الرئيس إلى الجنوب، ويرى أن الجنوب أصبح مهدد للأمن القومي وأنه يمثل سياسات خارجية وأجندة أجنبية تستهدف السودان.

وأضاف فرح إن الجنوب أصبح بمثابة مخلب قط يستخدم لطرح الأجندة الخارجية ضد السودان المسلم، وأن الجنوبيين صرحوا في الكثير من المناسبات أنهم يحلمون بأن يصبح السودان علماني يسيطر عليه العنصر الزنجي وأن يستبعد العنصر العربي مثلما حدث في الأندلس. مشيراً إلى أن الجنوب موقع على اتفاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية. وأضاف أن الجنوبيين مرحبين بفكرة أن تسليم الرئيس البشير إلى محكمة الجنايات الدولية وأن العلاقات الوثيقة التي تربط رئيس دولة الجنوب وكينيا ويوغندا يمثل خطر على السودان لذلك لا يستبعد أن يتم استدراج الرئيس إلى جوبا وتسليمه إلى المحكمة.
تنازلات كبيرة
وأعرب الأستاذ صالح محمود القيادي بالحزب الشيوعي عن أسفه أن تصل العلاقات بين السودان ودولة الجنوب إلى هذا الحد وقال إن حشد الطرفين للجيوش في الحدود يمثل ظاهرة خطيرة بين الطرفين. وأكد أن لقاء القمة الذي يجمع البشير بنظيره الجنوبي في جوبا هو أمر ايجابي ومهم جداً لحل جميع القضايا العالقة، خاصة قضية أبيي التي تحتاج إلى تنازلات وقرارات رئاسية من قبل الجانبين. واستبعد أن يقوم الجنوب بتسليم البشير إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبار أن العلاقات بين الشعبين كبيرة ووثيقة وتربطهم مصالح مشتركة، وقلل محمود من تصريحات قطبي المهدي مستدلاً على ذلك بزيارة البشير إلى جوبا خلال إعلان الاحتفال بالدولة الوليدة. وأكد أن مصطلح الأجندات الخارجية هو فقط استهلاك سياسي من قبل جهات معلومة، وأن السودان لديه علاقات خارجية كثيرة مع دول عربية لديها مصالح مع إسرائيل، وأن من حق الجنوب أن يكون لديه علاقات خارجية مع أي دولة. smc.sd

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=4]الموضوع اخد اكبر من حجمو يعن شنو البشير كان مشى حتى لو تم اعتقاله او قتله يعني خلاس السودان حينتهي ادام السوداني ولاد وحجيب بدلو عشرة

    كلام مظبوووووووووووووووووووط[/SIZE]

  2. ( أن قبيلة الدينكا لا تعرف الغدر أصلاً، وتعتبره عيبا جوهريا ينبغي التسامي عليه)

    هذا الخائن من المؤتمرالشعبي الاسمه ابوبكر عبد الرازق والذي يقول ان الكلام اعلاه ( قبيلة الدينكا لا تعرف الغدر – طيب كيف قتلوا اطور ) أعضاء المؤتمر الشعبي هو الغدارون والخائنون والذين يتمنون اعتقال او مقتل البشير – فهم للوصول للسلطة يمكن أن يبيعوا الوطن

  3. سيادة الرئيس
    الان جاءالوقت الذي تسمع الينا ..
    اول القول نقول اعقلها وتوكل … وثاني القول ايهما الاكبر ..نحن ام حكومة الامس التي لاتعرف حتى الان ادارة شؤنها .. استصغرنا انفسنا بقبول نيفاشا والتي ورطت البلاد في مشاكل لا حل لها ؟؟ ثالثا سيادة الرئيس ذهابكم لجوبا يبرز للعالم واعداء السودان أننا وقعين واطة زي ما بيقولوا ومحتاجين حتى لمساعدة دولة كطفل لم تقم له اسنان ، وبهذا الشكل سيمارسون الضغط علينا اكثر لان هذا دلالة للكسر ..
    سيادة الرئيس اننا نؤمن بشجاعتك ونؤمن انك رجل مؤمن باقضاء والقدر الا اننا في السودان وان اختلفت وجهات نظرنا وتعادينا سياسيا لانقبل الاهانة واعلم انه اذا ما ذهبت لجوبا ومسك سؤ لا قدر الله سوف تندلع حربا تأكل الاخضر واليابس ولا اظنني في حاجة ان اتذكر انك لاترغب في حدوث حروب اخرى فيكفينا السابقات ..
    سيدي الرئيس كل المؤشرات تقول لا تذهب .. نعم فقد صرح رئيس الديوان الرائسي من قبل ان حكومة الجنوب ملتزمة بكل التزامتها الدولية بمافيها اوامر المحكمة الجنائية وماذا يعني هذا : رئيس الديوان الرائسي يعني اقرب شخصية لسلفاكير ..
    وكنت اتوقع من بكري حسن صالح وزير شؤن الرئاسة ان يصدر هو ايضا بيانا يدين مثل هذا القول

  4. مافى داعى أبدا” للسفر لأنه تحصيل حاصل والله أى أمر أو شىء من خلفه باقان ما فيه خير هذا الرجل حاقد وخبيث لماذا لا يأتى سلفاكير للخرطوم لأن الخرطوم هى الأقدم وهى الأكبر وهى بمثابة ولى الأمر الدعوة وخاصة من باقان فى شك ودعوة مريبة أولا” الملفات لم تكتمل وأشياء كثيرة لم تحل لماذا الإستعجال وبعدين من هو مفاوض نيفلشا أليس على عثمان طه لماذا لا يقوم هو بالزيارة والتوقيع نيابة عن البشير يا ناس يا هو إسمعوا كلامى البشير لا يسافر جوووووووووووووووبا