تحقيقات وتقارير

باقان في الخرطوم .. تنفيس الإحتقان

[JUSTIFY]بين (لورد حرب)، و(حمامة سلام) ظل باقان أموم أسير ثنائية التوصيف تلك، ليمهر قبل أيام بيده توقيعاً قربه من الصفة الثانية، رغم أنه ظل طيلة فترة ما قبل التوقيع المفاجئ ذاك، ملعوناً من الخرطوم كونه حجر العثرة في طريق الود مع جوبا، فكانت اعتراضاته وإفشاله لجولات التفاوض سبباً في دمغه بـ (لورد حرب) بالاضافة (لخميرة عكننة وعدو الشمال) أو هكذا تصفه دوائر منبر السلام العادل وحتى الكثيرين من المنتسبين للحزب الحاكم.
وفيما لا تزال الخرطوم تحت تأثير مفاجأة توقيعه على الاتفاق الأخير، كانت جوبا تردفها بمفاجأة أخرى، بأن جعلت الرجل رسول سلام بين البلدين حاملاً دعوة الرئيس سلفاكير للرئيس البشير، طبقاً لما كشفه وزير الخارجية علي كرتي بقدوم رئيس وفد جنوب السودان باقان أموم ووزير خارجية الجنوب نيال دينق نيال، لتقديم دعوة الرئيس سلفا كير إلى الرئيس البشير لزيارة جوبا بغرض التوقيع على الاتفاقيات المقترحة، والتداول في شأن الملفات العالقة المختلف حولها.

تحليلات كثيفة انطلقت تبحث في مضمون ابتعاث باقان للخرطوم، رغم ما يعرفه الجنوب ويعرفه الرجل عن حجم النقمة التي يصبها الكثيرون عليه، باعتباره متهماً بهندسة انفصال الجنوب، وكونه سبب الفشل في نظر مفاوضي الوطني للوصول الي أي اتفاق مرض بين الطرفين، ليبدو أن ثمة اجماعا على توقع ردود فعل متباينة حال وطأت قدما أحد أبرز أبناء جون قرنق مطار الخرطوم.
كثيرون اعتبروا ابتعاثه نوعاً من الاستفزاز السيادي، خصوصاً أولئك الرافضون للاتفاق الاخير الموقع بين الدولتين.. لجهة أن باقان كرس انطباعاً عاماً عن عدائه للشمال وانه من قيادات خط الانفصال، بل وتآمره على السودان بحض المجتمع الدولي على عدم رفع عقوباته عن السودان، لتشمل الاتهامات الخيانة وتدويل الشأن الوطني والسودان يومذاك موحد..
معجبون به يرون أنه لا يخشى القول برأيه في العديد من المواقف ويتمتع بشخصية وصفوها بالقوية، مؤكدين أن ذلك ما أهله لأن يكون العدو الأول للمؤتمر الوطني، وربما صراحته تلك دون مراعاته للشارع العام هي ما دفعت الرئيس البشير لإصدار مرسوم جمهوري، بإقالته من منصبه كوزير لرئاسة مجلس الوزراء ابان الفترة الانتقالية، على خلفية تصريحات وصفت باللاذعة ضد الحكومة والدولة واتهامه لها عدة مرات بأنها دولة فاشلة.
ابتعاث الرجل الذي يثير حنق الكثيرين وإعجاب المفعمين بقضايا الثورة والهامش ، يسهم في تنفيس حالة الإحتقان، وقد أرجعه السفير الرشيد أبو شامه لمحاولات تحسين صورة باقان نفسه. وقال لـ(الرأي العام) إن باقان كان الوحيد المتشنج ضمن وفد الجنوب ويصر بشدة علي مواقفه في محاولة لضغط السودان. وأضاف إن ابتعاثه بمثل هذه الرسالة محاولة لتحسين صورته في سياق حل المشاكل بين البلدين ، ما يفرض التعامل معه بشكل جيد لإحراج مواقفه، بينما دينق نيال معروف بتعامله الجيد مع الناس ، ومجيئه مع باقان ربما تكون بادرة خير).

لكن مراقبين ينظرون للأمر من زاوية أخرى، ويرون أن الجنوب أراد ارسال رسالة مباشرة وقوية في أن واحد للخرطوم وخارجها ، مغزاها مدى حرصه على السلام بإرساله باقان الذي يعد رجل الحركة الشعبية القوي وقائد تيار الصقور المتنفذ في الجنوب شمالاً، ما يعني أن ثمة اجماعا على السلام بين مختلف دوائر وقطاعات الحركة الشعبية، ما يقلل من حدة الاحتقانات والحذر لدى مفاوض الخرطوم في بقية الملفات، ويهيئ بالتالي من الأجواء الايجابية قبيل وصول الرئيس البشير لجوبا.. وهو ما أشار اليه القيادي بحزب الأمة د. عبد الرسول النور بقوله إن باقان يمثل أشياء عديدة في الحركة الشعبية والجنوب، فهو الامين العام للحركة ووزير السلام ورئيس الوفد المفاوض، وأبرز المتشددين، فاذا جاء حاملاً رسالة الدعوة، فيعني ذلك اقتناعه بفحوى الرسالة، وطالما هي تجسير للعلاقات وتحسينها، فان المعني الخفي أن المتشددين يرغبون في ذلك، ما يعد مؤشراً ايجابياً).
ورفض النور محاولة شخصنة القضايا وأضاف(الحركة الشعبية تعمل بتجانس وتناغم ولا أرى أي سبب للحملة الاعلامية ضد الأشخاص، إذ يمكن نقد الحركة كمؤسسة، لكن توجيه سهام النقد لاشخاص من شأنه تحويل القضية من عامه الي شخصية، ومثل هذه الاتهامات والانتقادات، تعطي نتائج سلبية). وزاد(ما دمنا حريصين على تحسين العلاقات وحل القضايا، فعلينا أن نرحب برسالة الرئيس سلفاكير وحاملها طالما هي رسالة سلام).
أخرون اعتبروا ابتعاث جوبا لباقان ليس له تأثير يذكر، فباقان يحترف العمل السياسي ولا مجال للعواطف في أدائه لدوره، مستدلين علي ذلك بافادات سابقة لباقان تصف الوطني بالحزب الشجاع كونه -أي المؤتمر الوطني ? اتخذ قراراً بالتنازل عن جزء من السلطة التي إستولى عليها بالانقلاب، بعدما ايد تقرير المصير وقرر توقيع السلام، وهو القوة الوحيدة في التاريخ التي استطاعت أن تتعامل بهذا المستوى من الشجاعة.. وهو الامر الذي يقلل من العدائية للرجل ويكسبه الاحترام.
بيد أن واقعين في براثن نظرية المؤامرة يرون أن الامر تكتيكي ليس إلا، وأن باقان كرئيس لوفد التفاوض الجنوبي، لمس حجم معاناة بلاده بعد ايقاف النفط في ظل استمرار الخرطوم علي مواقفها، ما أربك حسابات الحركة التي بنتها طبقاً لتحليلاتهم على أن الخرطوم لن تحتمل الخناق الاقتصادي وبالتالي الثورة الجماهيرية التي ستعقب ذلك، ما يجبر مفاوضها على تقديم تنازلات شتى لصالح فك حالة الاختناق بإعادة تصدير النفط الجنوبي عبر أراضي الشمال .. وهو المشهد الذي لم يتحقق برغم بقاء الضائقة المعيشية ، ليقدم باقان على التوقيع في سياق ارتفاع موجة التململ وسط مواطنيه جنوباً ..
القيادي بالوطني مستشار وزارة الاعلام د.ربيع عبد العاطي استبعد أن يتحول باقان بين عشية وضحاها الى حمامة سلام وردد مؤكداً (لا أعتقد) وقال لـ(الرأي العام) إن شخصية باقان ليست خافية علينا منذ توقيع اتفاقية السلام وبعدها وخلال تنفيذها وما بعد الانفصال، شخصية تسبب الازعاج، ويتصدى لأجهزة الإعلام ولا يخفي عداءه للشمال، وكونه يتغير بين عشية وضحاها ليكون حمامة سلام أمر مستبعد). وأضاف( ينبغي عدم التركيز على من يحمل الرسالة أو الدعوة ، فالقضية مع الجنوب كدولة ، ومن ثم هناك ضرورة على التركيز علي حل الملفات فيما بين الدولتين ، أما باقان فهو أمر شكلي).
[/JUSTIFY] تقرير: عمرو شعبان
الراي العام

‫12 تعليقات

  1. [B] [SIZE=5]ياحكومة وياريسنا رغم اختلافنا فى حاجات كتيره معاك لكن ديل ماليهم امااااااااااااااااااااان ماعندهم اماااااااااااااان حياتهم كلها خداع وانا خايفك تمشى تانى ماتجى بلحقووك جون قرنق وبودوك الجنائيه 0 وبالفصيح كده الصغير يمشى للكبير موش الكبير يجرى للصغير انتبهووووووووووووووا ايها الساده[/SIZE[/B]]

  2. أقولها صراحةً : لا تأمنوا مكر هؤلاء ولابد من أن لذلك التغير من أهداف خبيثة طالما عرفنا ولمسنا الحقد الدفين في قلب كل جنوبي لكل ما هو شمالي وأن هذا الكره متأصلاً في الجنوبيين على كل المستويات . أخشى أن يكون وراء الأمر مكيدة من تدبير حكومة الجنوب مع حلفائها من الغرب ولا أستبعد خطراً قد يطال الرئيس في زيارته لجوبا أو تسليمه لمحكمة الجنايات وإن كانت نسبة القيام بهكذا خطوة ضعيفه ولكنها واردة من حكومةً أتت من غابات الجنوب، فهم عصابة ينقصها النضج السياسي والدبلوماسية في التعامل

  3. بالواضح كدا اليهود والنصارى ما عندهم ذمة ما يدقسوكم وندقس معاكم اصلوا نحن خلاص وصنا الحد والله المستعان

  4. [B][SIZE=5][FONT=Arial Black]يا ناس الخرطوم افوووووو جاتكم العفانة غطوا نخريكم
    قال حمامة سلام
    حمامة سلام لما تقلع عينك انت وهو
    دا الحقد بذات نفسه
    انا ما عارف البشر بتاعيين ديل لحدي متين ح يصدقوا الحاقد دا[/FONT][/SIZE][/B]

  5. سلفا كير لو كان جادي ما كان رسل غراب الشؤم وما كرهنا الجنوب والجنوبيين إلا بسبب المتخلف الباقي بوم

  6. ياأخوانا مافى داعى للجعلية .
    ماهى ضمانات عودة الرئيس من جوبا ؟؟
    رغم إختلافنا معه وأمنياتنا أن يمشى فى ستين داهية فهو لازال رمز الدولة ويتوجب إزالته بقرار جاهيرى سودانى وليس عن طريق هؤلاء الرجرجة .

  7. [frame=”6 100″]
    [JUSTIFY][B][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]هسع الزول ده لو ناشو في الخرطوم؟ ممكن المعارضة مثلا تدبر الشغلانية دي وترميها في الحكومة. أو جهات أخرى سواء جنوبيين معارضين لحكومتهم أو جهات أخرى تقصد زيادة الضغط بعد أن تهيأ الجو العام من حشود على الحدود ومنع الدول الداعمة للسودان وتهديدها بقانون معاقبة السودان وخلافه. لذلك أرى أن تعتذر الحكومة بدبلوماسية عن إستقباله، لأن هذا الشخص مصدر خطر وقلق على السودان، وكثيرين في السودان يسيئهم لسانه الزفر ويتمنون زواله من خريطة الأحداث السودانية وقد يكون بينهم متهور أظرط منو.[/FONT][/SIZE][/B][/JUSTIFY][/frame]

  8. هذا الباقان الفاسد قال انا فاسد علشان جاي من دولة فاسدة لايوجد احقد منة الفاسد على الشمال واذا حبيبنا الشير ذهب لجوبا يكون البشير جنة عديل لاتذهب اليهم ليس لهم امان لانريداي حريات معهم

  9. علي الطلاق لو باقان دخل السودان يكون الكلام القاله في السودان والحكومة كله صاح ويكون جنوبي مركب ماكينة جعلي

  10. الله أعلم البشير يمشي لكن لو قرر يمشي انا اقترح (وده عشان أمن الرئيس مش مقصود حاجة تانية) انه ياخد معاه علي ونافع وعبدالرحيم و وداد.

  11. اطردوا هذا الكافر والديوث من هذه البلاد – ولا تثفوا في … انهم والله أنجاس ومناكيد – لا والله لا يمكن لحاقد مثل هذا ال ان يأمنه السوادنيون – فيا شعب السودان الحر ويا شعب السودان الابي – هذه الرجل قد سبكم وقد سب بلادكم وقال ارتحنا من وسخ الخرطوم – هذا الوسخ تصدوا له فانه والله لا يساوى جناح بعوضة فهو لا قيمة له ولا وزن بيننا فهو يعرف من هم السودانيون – ولذلك يحقد عليهم – عليه من الله اللعنة ونسأل الله أن لا يوصله للخرطوم وأن ياخذ روحه الى الجحيم قبل أن يصل .

  12. [SIZE=4]الامر برمته فخ للقبض على البشير وهذا ظاهر بعمر اين وقد وجهت الدعوة من بروكسل[/SIZE]