منوعات

مأساة إنسانية شلل ارتعاشي يصيب أُسرة العم عوض الله..!!

[JUSTIFY]إذا ساقتك قدماك لزيارة أسرة العم عوض الله بمدينة أبوعشر، فلا ولن يكون أمام دموعك خيارٌ سوى الانذراف بلا سابق إنذار حزناً وعطفاً على الحالة المُتأزمة التى تعيشها أسرته، بدءاً من زوجته الحاجة بخيتة التى أُصيبت بجلطة ولأنَّ المصائب لا تأتي فرادى فقد انتقلت ذات الحالة الى جميع أفراد الأسرة حتى أصغر الأبناء ابتلاه الله بداء الشلل الارتعاشي.. (السوداني) زارت هذه الأسرة واستنطقت العم عوض الله الذي سرد لنا ما تعانيه أسرته جراء حزمة من الابتلاءات بدأت بفقدان بعضهم للبصر، ومروراً بالشلل الارتعاشي الذي أودى بحياة ابنه الأكبر الأمين خلال هذا العام. وهو الذي يعاني منه الآن اثنين من أبنائه محمد، وطه مع العلم أن العم عوض الله كان يعمل بمشروع السوكي الزراعي، وقد تقاعد للمعاش قبل أكثر من عشرة أعوام ومعاشه لا يتجاوز المائة جنيه. أما البكاء الحقيقي فيجيء عندما يسمع السامع من عم عوض الله أنهم يعتمدون بعد المولى تعالى على حبوب الإكسول التي يتناولها أبناؤه لكيما تمكَّنهم من تناول الطعام، لكن حتى هذه الحبوب التي لا تتعدّى قيمتها في الشهر المائة جنيه، استعصت عليهم و (هدَّت حيلهم)، فهم يعيشون حالة مأساوية تخر لها الجبال الراسيات حزناً وألماً.. فهيَّا بنا الى تفاصيلها.
مدخل للحزن ..!!
العم عوض الله احمد مختار من مواليد مدينة ابوعشر في العام 1940.م وكان يعمل بمشروع السوكي الزراعي حقبة من الزمان حتى أحيل الى المعاش الإجباري خواتيم القرن الماضي، بعدها قرر العودة الى وطنه الصغير (مدينة ابوعشر) وبالفعل عاد بصحبة أسرته المكونة من أربعة أبناء وثلاث بنات. وكان يعمل ابنه الأكبر (الأمين) بعمليات ري السوكي وبعد عودتهم الى أبوعشر عمل بمؤسسة الحفريات بأبوعشر متخصصًا في كهرباء الآليات الثقيلة وفي العام 1992 م وهو يعمل بالمؤسسة فقد بصره وأصيب بالشلل الارتعاشي دون سايق إنذار مما أجبر أخاه الأصغر(طه)..أن يترك الدراسة وهو في الثانوي العام بمدرسة عمر بن الخطاب بابوعشر وقد ترك الدراسة كي يخفف العبء على والده محدود الدخل وبالفعل استطاع هو ووالده بعد عناء شديد أن يمتلك (كارو حمار) يعمل بها في سوق المدينة وظل يعمل حتى العام 1999 مساندًا والده في توفير احتياجات الأسرة البسيطة وطالب أخاه الأصغر (محمد) بألا يترك الدراسة وبالفعل درس محمد بالخرطوم علوم حاسوب ولكن… ؟
متوالية مصائب ..!!
يقول العم عوض الله إن ابنه الأكبر الأمين بعد أن افتقد نعمة البصر لوحظ أن صوته بدأ يتعثر ثم بعد ذلك انحل جسده بالكامل مما يصعب عليه الحركة لمسافات قصيرة وتعثر عليه تناول الطعام ولا يستطيع الإمساك بكوب من الماء لأن اهتزاز الشلل في ساعديه يحول دون ذلك إلى أن تدهورت حالته ولم يتمكن من تناول الطعام نهائياً مما أودى بحياته مطلع هذا العام.
وفي العام 2000 تفاجأت أسرة عوض الله بأن ابنهم طه الذي يعمل بالكارو معيناً والده الذي كان معاشه وقتها 20 جنيها قد بدأت عليه نفس الأعراض …التى ظهرت على المرحوم الأمين وبالفعل تدهورت صحته وانحل جسده وتعثرت عليه الحركة مع صعوبة المأكل والمشرب وحتى الآن لا يستطيع تناول الطعام إلا باستخدام حبوب الاكيسول “akisol 5mg tab ” التى تساعده على ثبات حركة أطرافه والتركيز ليستطيع الأكل والشرب وممارسة حياته الطبيعية … وأوجه الاختلاف مابينه وبين الراحل الأمين أن الراحل صحبه فقدان للبصر مع الشلل الارتعاشي أما طه فقد صحبه مع الشلل الارتعاشي عدم القدرة على الوقوف لدقيقة واحدة وإن توقف لعشر ثواني فإنه يقع على ظهره في الأرض وقد تسبب ذلك في جروح على ظهره يصعب وصفها فكلما بدأ الجرح في الالتئام يقع مرة أخرى.
حالة شلل تام..!!
الابن محمد الذي درس في الخرطوم اضطر أن يعمل داخل مدينة ابوعشر(رزق اليوم باليوم) ولم يستمر في عمله طويلاً حتى بدأت نفس الأعراض تظهر عليه في صوته وفي سيره وحتى هذه اللحظة لا يستطيع الأكل والشرب بسهولة مع حبوب الاكيسول.
أما الطالبة خديجة عوض الله والتي تدرس بمدرسة ذات النطاقين الثانوية بمدينة ابو عشر فقد فقدت بصرها داخل حوش المدرسة 1996 وجاءت بصحبتها بعض معلمات المدرسة وزميلاتها فكانت محنة جديدة تحل على أسرة العم عوض الله ومع تزايد المصائب والمحن فإن الصبر كان هو الشعار الأمثل للعم عوض الله وحرمه بخيتة. وبمرور الأيام وخديجة فاقدة لنعمة البصر تعثر عليها الكلام والتوى ساعدها الأيمن وهي الآن تعيش في ظروف بالغة المأساوية.
بكُلٍّ تداوينا..!!
يقول العم عوض الله إن البعض يرجح أسباب الإصابة لأمراض وراثية لزواجي من بنت عمي والبعض الآخر يقول إن ديارنا يحتمل أن تكون مسكونة بالجن وأنا استبعد ذلك. طرقنا أبواب الشيوخ والأطباء وخرجنا صفر اليدين.
في سبيل علاج أبنائي لم أترك طبيب مخ وأعصاب لم أقابلهم به. وآخر طبيب كان بمجمع الخرطوم الطبي الحديث بشارع الدكاترة وطالب بفحوصات للدم تجرى خارج السودان وبصعوبة شديدة أجرينا الفحوصات خارج السودان عن طريق مركز فضيل وأتينا بالنتيجة للطبيب وأعطانا بعض العلاجات ولكنها لم تسفر بتحسن واضح. وطرقت باب طب الأعشاب والحال كما هي.
أما المشايخ فقابلت بهم العديد من الشيوخ لكنها لم تسفر في وقف نزيف الشلل وحتى الطفل الذي قيل إنه يداوي كل الأمراض الذي ظهر بغرب السودان مؤخرًا تدينت مبلغ 800 جنيه من خمسة أشخاص واستأجرت عربة حتى مكان الطفل وكانت النتيجة كما هي.
حكاية الحاجة بخيتة ..!!
الحاجة والدة المصابين تحدثت إلينا وهي تتلوى من الحزن جراء ما أصاب معظم أبنائها …الجدير بالذكر أن الحاجة بخيتة في العام 2009 وعند صباح يوم جديد اتجهت نحو الحظيرة كي تسكب الحليب لشاي الصباح وفجأة وقعت على رجلها اليمنى مما أقعدها منذ ذلك الوقت وحتى الآن لاتستطيع الحركة بصورة طبيعية وبعد مقابلة أخصائي عظام بالخرطوم أفاد أن هناك كسر في المخروقة.. ولا يمكن إجراء عملية لها لأنها مصابة بجلطة وهى الآن تعيش ما بين ويلات الشلل ومرارة رجلها المصابة ولا تملك مليما واحدا كي تعالج به نفسها.
ديوان الزكاة يتفرَّج..!!
تحدث العم عوض الله بحسرة بالغة وانطباع سيء تجاه ديوان الزكاة بمحلية الحصاحيصا الذي أجزم أنه خلال الخمس سنوات الماضية قابل مدير الديوان الأسبق والحالي أكثر من عشرين مرة.. وأول زيارة اصطحب معه أبناءه الثلاثة والبنت خديجة وعندما شاهد المدير حالتهم الحرجة أفاد بأنهم بحاجة لمشروع إعاشي فورا ُ ولكن لم يقدم شيئا حتى الآن وبعد أكثر من أربع سنوات من تلك الوعود الكاذبة اضطر العم عوض الله لمعاودة ديوان الزكاة خلال هذا العام وقابل المدير الجديد ويدعى ياسر عوض وبعد أن قابله خلال شهر يوليو المنصرم وأفاده بكل ما تعاني منه أسرته رد عليه المدير قائلاً: احضر يوم عشرة في الشهر القادم وحضر وبعد جلسة طويلة في شمس الهجير أخطروه ومن معه بأن يأتوا يوم عشرة في الشهر القادم ..وهكذا أكثر من ثلاثة شهور مواعيد جوفاء وبعد ذلك أجزم العم عوض الله ألا يذهب لديوان الزكاة على الإطلاق لأنهم لا يدعمون ولا يقفون مع ذوي الاحتياجات الخاصة .. وفي السياق تحدثت زوجة العم عوض الله قائلة إن الخمسة جنيه … التى يسافر بها عوض الله لديوان الزكاة بالحصاحيصا نحن بحاجة ماسة لها لتوفير الحبوب او للمأكل والمشرب وعندما يعود من ديوان الزكاة دائماً تصيبنا خيبة الأمل، وقد حدد القرآن الكريم الأصناف الثمانية المستحقة للزكاة في الآية 60 من سورة التوبة .. فنحن من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن يبدو أن ديوان الزكاة يركز على صنف العاملين عليها الذي ورد في الآية الكريمة. ويفلح فقط ديوان الزكاة في فرض قيمة الزكاة.. بصورة عشوائية على المحال التجارية فقد شكى عدد من تجار سوق مدينة ابو عشر من هذه القيمة التى يفرضها عليهم الديوان متسائلين الى أين تذهب هذه الملايين مادام فقراؤنا وأهل الحاجة في مدينة ابوعشر ليس لديهم نصيب منها. وبعد أن فشل ديوان الزكاة في مساعدة أسرة منكوبة كهذه فالأجدى أن يشمع أبوابه ويستقيل كل العاملين به من مديره حتى غفيره لأن التاريخ لا يرحمهم ودعوات الفقراء والمساكين تلاحقهم.. الدعوة موجهة لكل من له رغبة في زيارة أسرة العم عوض الله التي تقطن في الحي التاسع بالمدينة حتى يرون بأم أعينهم الحالة الموجعة التى يعيشونها.
من يكسب الأجر ؟؟
الفرصة متاحة للجميع لمساعدة ومساندة الأسرة المنكوبة سواءً بتوفير حبوب الاكيسول أو مساهمة عينية تتمثل في بعض المواد الغذائية او تبرع مادي ولكن حاجتهم الحقيقية تتمثل في توفير مشروع إعاشي يضمن لهم لقمة العيش الكريمة ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه والمشروع الأنسب هو توفير ركشة تساعدهم أجرتها اليومية والمتعارف عليها ب15 جنيه ولا شك أنها ستسهم بصورة واضحة في تخفيف العبء الذي يحمله العم عوض الله والحاجة بخيتة و(ايد مع ايد تجدع بعيد) فالدعوة لكل أهل البر والإحسان أن يساهموا في هذا العمل الإنساني الخالص فلو أرسلت عزيزي الفارئ فإنه يعين في تخفيف دموع الحزن ونختم بقول الإمام الشافعي:
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تُقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد
ما دمت مقتدرا فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات.
[/JUSTIFY] almasat

صحيفة السوداني

‫9 تعليقات

  1. الأخوة الأحباب في موقع النيلين لكم التحية و أنتم تعرضون هموم أهلنا المحتاجين ولكن أين عناوين هذه الأسرة وكيف أراسلهم أرجو توضيح كيفية الاتصال على هذه الأسرة ليتمكن من يريد مساعدتهم من ذلك مع أمنياتنا لهم بالشفاء العاجل و أحسب أن لهم في صبرهم أجر بإذن الله ….. أرجو إرسال وسيلة اتصال بهذه الأسرة على بريدي الإلكتروني أثابكم الله

  2. لا حول ولا قوه الا بالله
    لو سمحتو اكتبو العنوان عشان الواحد يقدر يعمل حاجه
    ربنا يشفيهم ويعافيهم قادر ياكريم

  3. فى الأول ربنا يشفى هذه الأسرة الكريمة ويفرج عليهم جميعاً آمين يارب العالمين.
    ولكن من هو المسئول عن مثل هذه الأسرة وأسر أخرى كثيرة لم تجد مآسيها حظها من النشر؟ من هو سبب بلاء الناس فى السودان الآن؟ ولماذا لا يتحدث الناس صراحة عن مسئوليات الحكومة تجاه مواطنيها؟ أهو خوف أم شراكة فى الجريمة؟ هذا مايخطر بالبال فى كل مرة تنشر فيها مأساة ويتنادى الناس بالتبرعات وإرسال الدواء والحكومة المحلية وديوان الزكاة فى حالة تفرج تام وفى حالة سرقة متواصلة لمال المسلمين!!!! لماذا نشترى الدواء للناس وهنالك ديوان زكاة يفوق جمال مبانيه كل ابنية الحكومة فى أى مكان ، انظروا الى العاملين عليها وعلى سياراتهم الفارهة والى اعمالهم التى يديرونها من خلال عملهم فى ديوان الزكاة والضرائب … أنظروا واحكموا بأنفسكم على البؤس الذى اصاب الناس من جراء هذا النظام وبدلاً عن إرسال الدواء الى هذه الأسرة الكريمة ارسلوا خطابات ان كنتم خارج السودان ، رسائل الكترونية ، تلفونات وان كنتم داخل السودان فالإحتجاج أمام مبنى الزكاة مع وضع صور هذه الأسرة حتماً سيأتى بنتيجة سريعة. ماتنادون به هنا من إرسال الدواء حل قاصر ولن يأتى بأُكله ، إنما سيقدم خدمة مجانية الى ديوان الزكاة فى الحصاحيصا لممارسة مهمته فى ذل الإنسان السودانى وهو فى حالة ضعف من جراء المرض. فأرجوكم لاترسلوا الدواء بل ساهموا فى حل القضية من جذورها.
    تحياتى
    كربكان

  4. انا لله وانا اليه راجعون…والله ان القلب ليحزن وبالقلب غصة…افيدونا افادكم الله كيف نوصل المساعدات لهذه الاسرة المكلومة سواء ان كانت ادوية او نقود ؟؟؟ايميلي طرفكم يمكنكم مراسلتي

  5. اللهم مقلب الاحوال من حال الي حال بدل همهم فرحا يارب

    نرجو توفير العنوان بالله عليكم يا ناس النيلين لكي يتمكن من يريد ان يساعد

    لو امكن ارقام تلفونات

  6. الرجاء من كاتب هذا الموضوع مدنا بتلفون هذه الاسرة حتى نقدر نتواصل معهم.
    السودانى
    دولة الامارات
    دبى

  7. ربنا يشفيهم بس نتمنى ان نجد عنوانهم ليتمكن اهل الخير من اعانتهم ومساعدتهم لان المسلم اخو المسلم ، فكان ينبغي ان يكون هذا الخبر مصاحب بعنوان واضح وجلي .. ونتمنى توضيح العنوان ..

  8. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إحبتنا أهل الخير والمروءه أشكركم جزيل الشكر على التجاوب مع هذه القصة التي تخر لها الجبال حزنا وشكرنا يمتد لاسرة المنتدى التي تكرمت بنشر هذه الماده، شخصي الضعيف هو من نقل هذه الماساه عن هذه الأسرة ونشرتها بصحيفة السوداني ولصيق بعا وأعرف عنهم الكثير فكل من يود المساعده عليه الإتصال بالرغم0121288360 منداخل السودان ومن خارج السودان00249121288360 عمر الأمين الطيب/محررالماده