فدوى موسى

المكالمة القنبلة

[ALIGN=CENTER]المكالمة القنبلة [/ALIGN] ما إن إنتشر بين الناس خبر المكالمات القاتلة إلا وذهب الخبر بعقل عشاق (الجوال) بعيداً.. وتسمرت الارقام المحددة التى أشير إليها بأنها الارقام الغريبة في ذواكر ومخيالات هؤلاء .. الهاتف يرن لمدة طويلة و(علي) ينظر من بعيد على جواله ويتردد ولكن الفضول يقتله.. والمتصل يصر على مواصلة الاتصال.. فيضطر (علي ) لإستخدام (المفراكة) للضغط على زر الموبايل ومن بعيد يفتح (الاوت اسبيكر).. (ألو.. يا على ما لك ما بترد..).. (ها ها يا محمد والله قايلك القنبلة.. ولا الكهرباء بتاعت الموبايل..)، (يازول للدرجة دي خائف ..)، (والله لحد هسة ما قادر أجزم إني أكذب أو أصدق الخبر..)، (قول بسم الله.. اليوم واحد)، (عشان اليوم الواحد دا.. الزول لازم يعمل حسابو … اها.. خير.. لا خير خير.. كنت دايرك في…) وفي مكان آخر يرن هاتف.. والرغم الغريب.. ويفر كل من كانوا بداخل الغرفة إلى خارجها، إلى أن يتطوع (القنعان منها).. فيأته صوت من خارج حدود البلد.. (الو سلام عيدتو كيف؟).. (المعاي منو يا أخوي..) فيأته الرد.. صلاح صلاح .. ما عرفتنى؟ صلاح منو؟)… (صلاح ود عمتكم اسيا).. (لا حولة ولا قوة إلا بالله.. موتنا يازول).. ( قلت اتصل عليكم.. قالوا البلد كل يوم فيها موت جماعي.. في البحر.. في الشوراع حكايتكم شنو يا ناس؟.. خلينى من البحر والشوارع… أنت تلفونك دا كان مودينا للموت بكرعينا..)(لا كيف؟) ..(يا زول قال ليك…)، وهناك على تخوم المدينة والليلة السامرة وحفل العرس يضج بالغناء (إياه)، ولكن في حالة نشوة مجنونة ورقص منفعل والفنان يغنى في أغنية موسمه الغنائي:

ما تدق علي في الموبايل

صعب عليّ الرد يا هايل

قالوا الجوال شايل قنابل

تح تح تنفجر بالساهل

والنسوة يعرفض أيديهن في الهواء بعد تحريكها من أذانهن كأنهن يصوبن المسدسات.. كتعبير حي عن حالات إنفجار (الموبايل)… ويرددن (تح تح يا هايل).. وحالة ذهول ما بين الرقص المجنون ومحتوى الأغنية التى يجزم الفنان على إنها أغنية من العيار الثقيل.. وأنها ستعبر بالغناء المحلى للعالمية والإنتشار.

آخر الكلام:

حتى اللحظة يظل الخبر محلاً للجدل.. لأن الرأي الفني المختصص ذو التفاصيل المقنعة لم يجد حظه من الوصول للعامة فهل من حراك.. «تح تح يا هايل».. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 20/9/2010
fadwamusa8@hotmail.com