طب وصحة

العقاقير المعالجة لمرض ضعف الانتباه لا تضر القلب

[JUSTIFY]ينصح الخبراء الآباء بسؤال الأطباء عن أقل جرعة ممكنة يمكن إعطائها لأطفالهم المرضى لتجنب أي آثار سلبية

أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن العقاقير المعالجة لمرض ضعف الانتباه الناتج عن فرط النشاط عند الأطفال المعروف بـattention deficit hyperactivity disorder (ADHD) لا تتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة للأطفال والشباب.

وصرح أستاذ طب الأطفال والطب الوقائي بجامعة Venderbilt الأمريكية وكاتب الدراسة وليام كوبر: “عند النظر للشعب بشكل عام نجد أن هذه العقاقير لا تزيد من مخاطر الموت المفاجئ نتيجة أمراض القلب أو الأزمة القلبية أو السكتة”، إلا أنه عاد ونصح آباء الأطفال المرضى بهذه المشكلة بمناقشة الأطباء في المخاطر التي قد يواجهها أطفالهم جراء تناولهم تلك العقاقير المعالجة لمرض ADHD.

وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم بيانات 4 خطط صحية أمريكية تضمنت أكثر من مليون طفل وشاب ممن تتراوح أعمارهم بين عامين و24 عاما، وقاموا بتقييم علاجات مرض ADHD أثناء فترة الدراسة التي امتدت من عام 1986 إلى عام 2002، كما استمرت المتابعة حتى عام 2005.

وفي مقابل كل مريض ممن يتناولون تلك العقاقير اختار الباحثون مريضين لا يتناولان تلك العقاقير ويتفقان مع المريض الأول في السن والنوع، وتم متابعة حالة الثلاثة لمدة 3 سنوات لمعرفة ما إذا كان المريض الذي تناول تلك العقاقير المعالجة أكثر عرضة لمشاكل صحية خطيرة، بما فيها الأزمات القلبية أو الوفاة المفاجئة أو السكتة أم لا.

وتبين أنه من إجمالي الحالات التي تم متابعتها أصيب 81 مريضا بمشاكل خطيرة، 7 من هؤلاء كانوا مستخدمين حاليين لتلك العقاقير، و25 مستخدمين سابقين، و49 مريضا ممن لم يتناولوا تلك العقاقير على الإطلاق.

وبوجه عام لم يكن هناك زيادة هامة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب بين المرضى الذين يتناولون علاجات مرض ADHD بالمقارنة بالمرضى الذين لا يتناولون تلك العلاجات.

وفي الماضي، أثارت تلك العقاقير الكثير من القلق نتيجة تقارير تتحدث عن ظهور مشاكل بالقلب عند الأطفال الذين يتناولونها، ففي عام 2007 طالبت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية مصنعي تلك العقاقير بتحذير المرضى من ظهور بعض مشاكل بالقلب نتيجة تناولهم تلك الأدوية، وفي عام 2008 طالبت جمعية القلب الأمريكية الأطباء بعمل رسم قلب للأطفال والشباب قبل وصف تلك العقاقير لهم.

وحاولت هذه الدراسة معرفة تأثير تلك العقاقير بدقة، وقال كوبر: “نعلم جيداً أن تلك العقاقير تزيد من ضربات القلب وضغط الدم، إلا أننا لا نعلم تأثيرها على الأطفال”.

وتعتبر فرص الإصابة بمشاكل القلب والسكتة لا تتعدي نسبة 3.1 شخص بين كل 100 ألف شخص ممن يتناولن هذه العقاقير، ورأى بعض الخبراء أن النتائج مطمئنة أكثر مما يجب.

وصرح رئيس قسم القلب بعيادة كليفلاند ستيفن نيسن: “هذه الدراسة لم تحسم مسألة أمان تناول عقاقير ADHD، إذ إن الباحثين ركزوا على المشاكل الخطيرة التي قد تواجه المرضى المتناولين لتلك الأدوية، وأغفلوا التأثير طويل الأجل لتلك العقاقير، لهذا ينصح نيسن الآباء بسؤال الأطباء عن أقل جرعة ممكنة يمكن إعطائها لأطفالهم المرضي بـADHD لتجنب تلك الآثار السلبية المتوقعة على المدى الطويل”.

يُذكر أن هناك ما يقرب من 5.4 مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 17 سنة يعانون من مشاكل ضعف الانتباه نتيجة فرط النشاط، منهم أكثر من 2.7 مليون شخص يتناولون عقاقير للتغلب على أعراض المرض، مثل تشتت الذهن وفرط النشاط.[/JUSTIFY]

العربية نت