مصطفى الآغا

المهنة الأنتحارية ؟؟؟

[ALIGN=CENTER]المهنة الأنتحارية ؟؟؟[/ALIGN] أعتقد أن من يمتهنون تدريب كرة القدم هم رجال ( انتحاريون ) بكل ماتعنيه الكلمة من معنى … فهم يتحمّلون ضغوطات رهيبة قبل وأثناء وبعد كل مباراة ويتحملون أخطاء الآخرين من لاعبين وأداريين وحراس مرمى وحتى أخطاء أتحادات الألعاب …

صحيح أنهم وقت الفوز قد يحظون ببعض المزايا ويمكن أن تكون رواتبهم من النوع ( الناري الكاوي ) ولكنهم ساعة الخسارة يتحملون كل شئ … فباتوا الشماعة الجاهزة وكبش الفداء التاريخي لأية نتيجة ( مفجعة جماهيريا ) …

وعندما كنت في الجزائر بعيد نهاية كأس العالم كان ( الشيخ ) رابح سعدان يُعتبر خطا أحمرا للكثيرين ولن اقول للجميع …. خاصة العقلاء الذين قالوا أن هذا الرجل صنع الكثير من أنجازات الكرة الجزائرية واعاد لها وهجها وأعادها لنهائيات كؤوس العالم وأوصلها لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا … ومن زار الجزائر ولمس ما كانت تعانيه خلال العشرية السوداء سيعرف أن ما حقه سعدان يمكن تصنيفه ضمن خانة الأنجازات الكبيرة ….

ومع هذا فتعادل واحد مع تنزانيا أطاح به وهو الذي خرج سليما من رباعية أنغولا أمام مصر في كأس القارة ومن تبعات كأس العالم ولكن القصة حتما ليست نتيجة مباراة واحدة بل تراكمات ( لم يتم التعبير عنها في وقتها لأسباب قد تكون وطنية ) لهذا كان ضحية ما صنعت يداه عندما بات الجزائريون لا يقبلون بغير الأنتصارات والتأهل للبطولات الكبيرة وهو حق لهم ….

نفس الأمر حدث لماتشالله مع عمان وعدنان حمد مع العراق والجوهري مع مصر ولم يسلم البدري من المطالبة بإستبعاده من تدريب الأهلي المصري وهو الذي أحرز له لقب الدوري لأنه خرج متعادلا أمام شبيبة القبائل .. وهو ماحدث أيضا مع ميستو مع الإمارات فبعد أن كان بطل خليجي 18 صار سبب هزائم أمم آسيا 2007 وتصفيِات كأس العالم 2010 فخرج من الباب الضيق وتوجه إلى قطر التي لم يترك فيها أية بصمة خلال تصفيات كأس العالم ولكن الإتحاد القطري ورئيسه الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رآى أن الرجل يمتلك رؤية بعيدة ولديه أمكانيات وآليات يستطيع من خلالها أن يصنع الفارق لو تم منحه الوقت والأهم لو تم منحه الثقة ولم التعامل معه بالقطعة … وهي سياسة حكيمة ومغامرة قد تعود بالفائدة على أصحابها وقد يدفعون ثمنها ولكنها في النهاية أفضل من سياسات ردود الأفعال التي أطاحت بمدرب الأهلي السعودي النرويجي يوهان سوليد بعد أول 3 مباريات وتفنيش مدرب الوحدة الأماراتي جامل الجنسية الفرنسية والروماني الأصل لازلو بولوني بعد مباراتين فقط رغم أنه من أعد الفريق وجهزه للموسم الكروي !!!!….

السوريون طالبوا ويطالبون برحيل مدرب منتخبهم المحلي فجر ابراهيم رغم انه اوصلهم لنهائيات كأس أمم آسيا في الدوحة دون أن يخسر أية مباراة وهم رفعوا الصوت بعد ثلاثية الكويت…. وقبل حوالي مئة يوم من أنطلاق البطولة يبدو لي أن هناك مدربين آخرين قد يسقطون رغم أنهم في يوم من الأيام كانوا ابطالا نتغنى بهم وبأنجازاتهم …

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com