فدوى موسى

حنينة يا الطماطم

[ALIGN=CENTER]حنينة يا الطماطم [/ALIGN] (غوطة يا مجنونة) هكذا ينادي عليها أبناء النيل الأخوة المصريين.. والمقصود الطماطم التي تمارس الجنون في أسعارها ارتفاعاً وانخفاضاً.. وفي هذا الشهر الفضيل مارس الطماطم جنونها علنيا في مجتنا الاستهلاكية العالية لها مع المدعوة الدكوة في وحدتهما فيما يعرف بحكومة (سلطة الطماطم بالدكوة) قفزت بنفسها إلى أن وصل سعرها ما يفوق العشرون جنيهاً وحرمتنا من صحنها اللذيذ وها نحن على خواتيم الشهر الكريم والطماطم بدأت في ممارسة الحنية بتراجع أسعار من العشرينات إلى ما يقارب الثلاث جنيهات فقد غزت الولايات أسواق العاصمة بكميات مقدرة جداً.. يبدو أن العيد سيشهد انفراجاً (طماطمياً) ولنا أن ننعم بالفوائد الغذائية للطماطم.. وننادي عليها «حنينة يالطماطم».. فربما وصلت أيام العيد أسعارها متناول يد البسطاء

السوق طين..

التسوق للعيد مختلف هذه المرة اذاً أن أسواقنا أصحبت عائمة في الطين والنفايات مما يعظم من معاناة التسوق، وربما وجدت نفسك مصاباً بحالة «طمام بطن» من رائحة النفايات المبتلة والمتخمرة.. والأصل أن الأسواق يفترض أن تصمم بشكل هندسي يراعي فيه التصريف السليم خاصة وأن الأسواق ترفد حصيلة الرسوم بالشيء المقدر لذا وجب أن تصمم بنيانها الأساسي من صرف صحي وتصريف مياه الأمطار بصورة صحيحة فمنظر المتسوقين في جلبة الزحمة السوقية مع الأرضيات الطينية لممرات الأسواق تخلق نوعاً من الأحساس بالتواجد في القرون الوسطى بلا شك وكأنما الحضارة والتخطيط لم تعرف طريقها للسودان.. نعم للسودان لأن ما نراه في الخرطوم أضعافه من إخفاق فيما عداه..

السفر للولايات

تشهد العاصمة هجرة جماعية هذه الأيام فتبدو خلال أيام العيد كأنها خواء.. فندرك أن معظم سكان العاصمة قادمون من الأطراف فتجمع كل هؤلاء ربما لأن الخدمات الأساسية هنا من صحة وتعليم وخدمات وتسوق.. وكلما يقول البعض «أحسن أبيع ليا مويه في الخرطوم ولا أكول موظف في بعض الولايات»… فهل من تعديل للأوضاع في الولايات لتتزن الصورة.

آخرالكلام..

ما بين طين السوق وجنون وحنية الطماطم وعودة سكان العاصمة إلى الولايات دراما مفعمة بالحراك الانساني المعنوي والمادي.

سياج – آخر لحظة – 8/9/2010
fadwamusa8@hotmail.com