منوعات

«المرا كان فأس ما بتكسر الرأس».. مقولة هزمتها التجارب

[JUSTIFY] لا يمكننا بأي حال من الاحوال اسقاط الحكم الشعبية متعمدين تغييبها عن تفاصيل حراكنا الاجتماعي، لأنها نابعة من جذور المجتمع، فما هي الا عصارة تجارب انسانية طويلة لمجتمع بعينه تم ايجازها في حكم تصبح قاعدة ترتكز عليها كثير من مفاهيمنا، بل تصل حد الايمان بها وبصلاحيتها لكل زمان ومكان، وقديما قالوا «المرا كان فاس ما بتكسر الرأس» في اشارة واضحة لضعف المرأة وعدم قدرتها على احداث التغيير وقيادة المجتمع، واختزال دورها في خدمة المنزل ورعاية الاطفال باعتبار انها لا تصلح لغير هذه المهام، على أن يقوم الرجل بالادوار الاخرى بتقسيم ذكوري محض قادنا فكريا واجتماعيا وعشنا معه في حالة تماهٍ كامل حتى صدقنا حالة العجز التي وصمت بها المرأة السودانية وعدم قدرتها على «تنجيض الاشياء»، تاركة اياها في حالة من الهشاشة باعتبارها «كان فأس ما بتكسر الرأس»، على خلفية ان الرأس السودانية «قوية شوية!!». ولكن هذه المقولة هزمتها تجارب نسائية قوية وكبيرة اذا استصحبنا معنا المعارك التي خاضتها المرأة السودانية حتى وصلت إلى مستوى القيادات الاعلى حتى احتلت كرسي الوزارة تماما مع اخيها الرجل، اما المعارك الحقيقية التي سنسلط الضوء عليها فهي مع النساء صانعات الرجال في تجارب تقف شاهداً على العصر بعد تخاذل ازواجهن عن مواصلة المشوار للخروج بالابناء الى بر الامان. احداهن هرب زوجها خوفاً من تحمل المسؤولية، وأخرى سرحها زوجها ليهرب الى اخرى ليس مأسوفا عليه، وثالثة توفي زوجها تاركا لها اربعة من الأطفال لتقوم هي بدور الاب والام معا، ثلاثة نماذج تكفي لهزيمة معتقدات ظلت تحكمنا لقرون دون أن نكلف أنفسنا مشقة تحليلها وإرسال ما لا يصلح منها الى المتحف ليصبح مجرد نصب تذكاري اخرجته المستجدات من ساحة الحراك الاجتماعي وافقدتها قيمته الآنية.
وتحكي لنا الخالة زهراء عثمان تجربتها قائلة: طلقني زوجي دون أسباب واضحة ليتزوج بأخرى تاركاً لي ثلاثة أطفال مازالوا في بداية مشوارهم، وغاب الأب وكأن هؤلاء الاطفال لا يعنونه من قريب او بعيد. وعندها شعرت بكبر حجم المسؤولية الملقاة على كاهلي، وقررت الخروج الى العمل، لاكتشف لحظتها ان سوق العمل متخم بما يكفي، وبات الحصول على وظيفة ضرباً من ضروب المستحيل، فلم يكن لدي خيار سوى العمل بائعة شاي في السوق القريب من البيت، وفعلا جمعت ادواتي وخرجت للعمل، وكان هذا قبل خمس عشرة سنة تحملت خلالها الكثير من «سخافة» الزبائن، ولا يخفى على الجميع ما تعانيه المرأة من عنف ضدها بمختلف الاشكال. وتمضي زهراء في حديثها قائلة: الآن بعد هذا المشوار الطويل يمكنني القول إنني نجحت في الخروج بابنائي الى بر الأمان، بعد ان تخرجوا جميعهم في الجامعات، وانوي بعد هذا ترك العمل بعد ان تحملوا مسؤولية انفسهم لاقضي ما تبقى من عمري في كنفهم.
والقصة الثانية لسيدة هرب زوجها الى الجحيم، على حد قولها، تاركاً وراءه خمسة من الاطفال، ونجحت هي ايضاً واستحقت نوط الجدارة ووسام الأم المثالية والاب المثالي على السواء، وهي عائشة عبد الله الشهيرة بعائشة الدلالية. تقول عائشة: كانت البداية قاسية وبها قدر كبير من المعاناة، وحتى اتمكن من التوغل في السوق واستيعاب قوانينه خسرت كثيرا واصبت بالاحباط، الا انني كنت اقف من جديد في كل مرة لأنه لا سبيل للتراخي، فما احمله من مسؤولية على عاتقي لا يرحم ولا يسمح بالتخاذل، وإلا تشرد أبنائي وهم لا ذنب لهم في قرار والدهم بالهرب «وبيع القضية باكراً». وتقول عائشة: قمت بدور الأب والأم معاً، فبالإضافة الى العمل خارج المنزل كنت اعاني كثيرا في قضية التربية وتقويم سلوك الاولاد وتعليمهم الفرق بين الخطأ والصواب، حتى يصبحوا رجالا يعتمد عليهم، فهم مشروع حياتي وتحدٍ حقيقي علي كسبه. وتقول عائشة: الآن انا في الجولة الاخيرة فقد تخرج ثلاثة في الجامعة وتبقى لي اثنان في المستويات الاخيرة، وسيكمل معهما اخوتهم الكبار المشوار بعد ان توظفوا.
والقصة الثالثة ترويها لنا فاطمة عثمان وهي موظفة، تقول فاطمة: توفي زوجي واطفالي صغار، وحتى اتمكن من رعايتهم بحثت عن وظيفة بشهادتي، وبحمد الله وبفضل وقوف اولاد الحلال بجانبي حصلت على وظيفة براتب ثابت، وان كان ضعيفاً الا انها شيء يسد الرمق وحتى لا امد يدي للناس. وتقول فاطمة: إنها تجربة قاسية جداً في ظل ظروف الحياة الصعبة، والاولاد متطلباتهم لا تنتهي، ولكنني صمدت حتى اكون الحضن الآمن لاولادي لاحميهم من محن الزمن حتى عبرت بهم الى بر الامان، وصار الكل يشهد لهم بالاخلاق الرفيعة، وصار لدي المهندسة والمحامي والدكتور على مشارف التخرج، ومضت فاطمة في حديثها مؤكدة أن المرأة السودانية ظلت تقوم بادوار كبيرة على مستوى الاسرة الصغيرة او للمجتمع ككل، ولها بصمتها الواضحة في التغيير وتشكيل لبنات المجتمع السوداني، فهي تناضل جنبا الى جنب مع الرجل، بالاضافة الى دورها الرئيس في انجاب وتربية الابناء، وأبانت فاطمة أنه أخيراً سادت ظاهرة غريبة وهي تحمل الفتيات مسؤولية الانفاق على الأسر، بعد أن أصبح أغلب الشباب عاطلين عن العمل وبلا مسؤولية. ووصفت فاطمة هؤلاء الفتيات بـ «الضكرانات».
[/JUSTIFY]

الصحافة -هبة الله صلاح الدين

‫6 تعليقات

  1. والله دى اروع النماذج للمراة فلها اجمل التحايا ووافر التقدير لما قدمنه من عطاء وصدق رسولنا الكريم حين قال الجنة تحت اقدام الامهات فهذه دعوة لكى نبر امهاتنا ونعطيم كل رعايتنا واهتمامنا .والامه ماتت فالخاله ايضا ام كما قال رسولنا الكريم

  2. [SIZE=3]كما توقعت من لقيت عنوان المقال عرفت انو كاتباهو بنت
    المرة كان عملت شنو وشنو في النهاية بتكون تحت قدم الرجل
    كما في المقولة المشهورة منو ماعارف قالها(عندما وصلت المراة الى اعلى مجدها ارتطم رأسها بي حذائي)
    تاني حاجة حكاية نافست الرجال في كراسي الوزارة دي شنو ؟؟ امشي شوف اعلى منصب وزاري وصلت ليهو المراة شنو حتلقيهو ياها وزارة الصحة والمنصب دازاتو هسي بقى ماسكو راجل

    كلام مظبوووووووووووط[/SIZE]

  3. ههههههههه
    المضحكني اني سرحت بخيالي وتصورت وجه [COLOR=undefined]حلو [/COLOR]وهو يقرأ المقال.منفوخ وزايد شنا اكيد.
    لله درك ياااااا مررررررر

  4. الحلو والله انا بحن على حالك و بالجد تحتاج لوقفة كل المتداخلين فى النيلين للوقوف معك فى مصيبتك الكبيرة وهذا المرض اللعين الذى الم بك .و اولا و اخيرا هو مرض نفسى ناتج عن بيئة معينة ترعرعت فيها او حالة صدمة مرت عليك من حواء .. و أكيد ما شاكووووش لأنو نوعك ده لم يعرف الحب طريقه .. و الحل بسيط جدا دار المايقوما فى انتظارك وانا على أوفر ليك حاضنه و البقية يتكفلوا بالبامبرز و الحليب لانو باين عليك ما رضعت من صدر حواء الحنون .. أنا جادى معك و بكتب ليك بكل صراحة أنت مصاب بمرض ( بوكنى شاو ) و تحتاج لعلاج نفسى عملى مكثف .. والى ذلك الحين اعاننا الله على تعليقاتك الغثه وعدم احساسك بما تسببه لنا من ضيق و قرف ..
    سؤال شخصى … انت بتغسل وشك بموية ولا سليقة ؟؟؟ لأنك ثغييييل و ما بتشعر.

    او تحس .

  5. عليييييكم أللة ياجماعة البيعرف (الحلو) الماهو حلوة دا
    يعرض لينا منة صورة وبس الزول دا زول عديل
    كدا دم ولحم غايتو لو وريتونى الصور احسن
    عشان الزول دا ورم بطنى دى عديل كدا .. يا زول انت شاكوشك دا
    شاكوش شنوة دا احسن ورينا لية عشان ما يحصل معان
    نفس الشئ دا؟؟؟؟؟؟؟

  6. فعلا المرأة السودانية تمتاز وتوجد فيها كل الصفات الطيبة والحميدة
    فالننظر لامهاتنا واخواتنا الاكبر سناً ماذا فعلوا – والله احيهم اكل اكلونا ولبس لبسونا وشيل شالونا وشطيف شطفونا …(لكم كل التحية والاحترام)