قير تور
الأمنية..!!.
كان الرجل مندهشاً منذ البداية عندما تحدث إليه ثعبانان زاحفان وازدادت الدهشة أكثر عندما كلمانه ولذا فقد سكت برهة ثم قال بأن أمنيته هو أن يكون قادراً على سماع لغة الحيوانات كبيرها وصغيرها.سكت الثعبانان ثم طلبا منه التفكير في ما يقول وهل هذه الأمنية أفضل ما يطلب فأكد على طلبه… عنده قالا له :”لك ما طلبت…. لكن هناك شرط واحد عليك الالتزام به هو يوم تخبر إنساناً آخر بأنك تسمع حديث الحيوانات فإنك سوف تموت لحظتها “.وافق الرجل على الشرط وفارقهما ماضياً إلى مقصده.
لم تكن الأسرة أو العناقريب قد تم اختراعها وقتها ولذا فقد كانت الجلود هي المفارش التي تفرش على الأرض ليجلس عليها الناس.وفي المنزل المقصود جلس الضيف على ناحية من المجلس وعلى مفرش آخر منفصل عنه جلست والدة زوجته وكان الوقت ليلاً.وأثناء حديثهما انتبه الرجل إلى حديث يدور بين نملتين تضحكان وتقول إحداهما للأخرى :”علينا الابتعاد يا أختي فقد قرصتها بشدة ولذا فهي تحك نفسها”… وكانت المقصودة هي والدة زوجة ضيفنا التي كانت تحاول إخفاء ما حدث لها …. لكن الرجل الذي استمع إلى ما قالت النملة ضحك.انتبهت السيدة للضحكة فسألته ماذا يضحكه؟.عنده انتبه الرجل إلى ما حدث فحاول التبرير بأنه تذكر شيئاً مضحكاً الآن.قالت السيدة لا فهذا ليس مضحكاً ولابد أن يكون هناك سر وراء تلك الضحكة وإلا فليخبرها بما جعله يضحك فعلاً… وفي كل مرة يحاول التبرير لم يقدر على إقناع والدة زوجته.
عندما يئس من إقناعها وخاصة بعد انتصاف الليل وتجمع الناس حولهما وهم يستمعون لهما ، قال الرجل بأن الشيء الذي جعله يضحك لا يمكنه قوله لها وإلا مات.فرفضت السيدة تصديق ما يقول وقال هذا هراء…. المهم تجمع الناس وعنده قال الرجل ما حدث وبعده سقط ميتاً.وقالت السيدة ليتها لم تسأله السبب في ضحكه.
· القصة من تراث الدينكا.
لويل كودو – السوداني
8/ 9/ 2010م
grtrong@hotmail.com
الأستاذ قير
تحياتي
وأنت إبن الجنوب المثقف الواعي والمدرك لمخاطر المرحلة المقبلة والمتمثلة في عملية الإستفتاء حول مصير السوادان هل يبقى دولة واحدة موحدة لجميع أبنائه أم سيتم الإنفصال بين شطري البلد الواحد لذا لماذا لا تحدثنا حول هذه القضية الهامة والمؤثرة يشكل كبير في مصير آمة بحالها وشعب عاش زمنا طويلاً متحداً لا سيما وقد قربت تلك المرحلة فهلا عرجت للحديث في هذه القضية .
تحياتي وإحترامي لشخصك الخلوق .
يا ود البلد أستاذ قير.. كتب ما بين السطور هذ الأمنية القاتلة..
إنها أمنية الإنفصال لنفر من الجنوبيين…. وقد تكون لنفر آخر من الشماليين..
نعم والله إنها أمنية قاتلة… ستقتل شعب.. ووطن..
كم أتمنى أن أصحو صباحاً وأجد أن دوامة نيفاشا مجرد كابوس عابر..
هذا ما فهمناه من كتابات الأخ لويل كودو السوداني..