تحقيقات وتقارير

تحديد المدعوين في الأفراح .. بخل أم ضرورة؟

الزواج السوداني كان يعني «اللّمّة» وكثيرًا ما تُشد الرحال من كل فج عميق من أجل مشاركة الفرحة فيأتي الأهل قبل أيام عدة من مواعيد عقد القِران، ويقيمون في منزل أهل العريس أو العروس حسب صلة القرابة، وقد يطيب المقام لبعضهم بالمكوث أيامًا أُخر للونسة والتجوال في المدينة، وكانت حفلات الزواج تقام في «حوش» أهل العريس وتضم كل الأهل والجيران والصغار والكبار، ولكن في عصر الانفتاح على العالم الخارجي تناسى الناس فكرة إقامة الحفلات في المنزل وأصبح النادي هو المكان الأمثل لإقامة حفل العشاء وعادة يكون الدخول لمكان الحفل بواسطة بطاقات الدعوة.. وحتى بطاقات الدعوة طالها التغيير فبعد أن كانت توزّع بلا حسابات دقيقة أصبح يكتب عليها «نتمنى لأطفالكم نومًا هادئًا» فاستُبعد الأطفال من حضور الفرح ولم يقتصر الأمر على الأطفال فحسب بل وفي آخر التقليعات أصبحوا يكتبون في بطاقة الدعوة «يسمح بدخول فرد واحد» ويؤتى ببطاقة واحدة لأسرة قد يكون عدد أفرادها يزيد على العشرة.. فهل يا ترى تحديد المدعوين يُنظر إليه من ناحية اقتصادية كتقليل للمصروفات أم من ناحية ارستقراطية.. «تقاسيم» أجرت استطلاعًا وسط فئات من الناس لمعرفة رأيهم في تحديد الدعوات:
< منى عبد الله من ولاية الجزيرة كانت أولى محطاتنا حيث قالت: أهلي يقيمون بقرى عديدة بالجزيرة، وفي مراسم زواجي حرص والدي على دعوتهم جميعًا للحضور والمشاركة في الفرح ولكن كانت الإشكالية في أن زوجي من ولاية الخرطوم ومراسم زواجنا مقسمة ما بين الجزيرة والخرطوم، فكان الشد والجذب بين أهلي: من سيذهب للخرطوم ومن سيبقى، وبعد جدال ونقاش مستفيض استقر الرأي على اصطحاب خمسين من المدعوين إضافة إلى أهلي المقيمين هنا بالخرطوم.. وبالتأكيد هم عدد لا يستهان به وكانت المفاجأة غير السارة أن أهل العريس قاموا باستئجار صالة ضيقة جدًا والدخول إليها عبر البطاقات وكان عدد المدعوين منهم لا يتعدى نصف أهلي فكان موقفًا محرجًا للغاية وما زال هنالك عدد من أهلي «زعلانين مني» بحجة أنني كنت على علم بتحديد الدعوات ولم أخبرهم! < الحاجة البتول ـ كانت لها وجهة نظر أخرى حيث أفادتنا قائلة: تحديد الدعوات اعتبره «ضيق عين» فمن غير الممكن أن يكون في الأسرة الواحدة ما يزيد عن عشرة أشخاص وآتي له بدعوة واحدة.. وعن ذات نفسي قمت بتزويج عدد من أبنائي وبناتي والحمد لله كل دعواتي كانت عبارة عن يوم مفتوح حيث يتجمَّع كل الأهل والأحباب في داري والحمد لله والله «لا جاب البخليني أعمل كده» يعني تحديد الدعوات.. < سوزان أمير ـ من اللائي قمن بتحديد المدعوين ليلة فرحها حيث بررت تصرفها قائلة: أهلي عددهم كبير جدًا فإذا فتحنا لهم باب الحضور جميعًا لما وسعهم النادي لذا اضطررنا لتحديد الدعوات حرصًا منّا على مشاركة جميع العائلات متمثلة في فرد واحد من كل عائلة. < الحاج عبد المنعم عبيد ـ أفادنا بقوله: تحديد الدعوات دعوة للجفاء وقلة المحنَّة بين الأهل لذا لا أحبذها ولا أعمل بها «وعليّ الطلاق» بيتي مفتوح للجميع بدون مناسبة![/SIZE] الانتباهة سحر محمد بشير

‫3 تعليقات

  1. [SIZE=4]تحديد المدعوين عندو ضرورة عشان الواحد لمن يدعو ليهو بنت بتقوم تخوم معاها صحباتها الشماسة المعاها في الحلة ومكان الدراسة وتجي تكون حمل ثقيل على ناس العرس

    كلام مظبوووووووووووووووووووووووووط[/SIZE]

  2. ما غريب ، فبعد تقليعة مكياج الخروف وغيرها من التقليعات ، ينتظر اي شئ ، إذ لم يعد هناك ما يثير الدهشة،بس مشكلتنا لما نتشعبط في شئ بنعملوا بدرجة المبالغة ،وبصراحة على قاعدة(فلان) الثابتة : النساء هن السبب في مبالغات الزواج

  3. شخصيا لو طال بي العمر وزوجت لبنتي فسأكتفي فقط بعمل وليمة غداء مفتوحةامام المنزل وبعدها العقد وننتهي على كدا
    يا ريت الناس تاني ترجع لحكاية المناسبات قدام البيوت ([COLOR=#FF8A00] والله كان فيها البركة[/COLOR] ) ويوفروا على انفسهم الملايين التي يتم دفعها لصالات الأفراح وبلاش فشخرة في الفاضي