زهير السراج

جامعة التمرد والابتزاز..!!

[ALIGN=CENTER]جامعة التمرد والابتزاز..!! [/ALIGN] منذ أكثر من عام تماطل جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا (وبعض الجامعات الأخرى) فى اصدار الشهادات الجامعية لطلاب دارفور الذين أكملوا الدراسة وتخرجوا، وتعطل مصالحهم وتمنعهم من فرصة التقديم للوظائف العامة أو البحث عن وظائف خاصة أو السفر للعمل بالخارج أو التقديم للدراسات العليا، بل تحرمهم حتى من (إفادة التخرج) التى تسمح لهم باداء الخدمة الوطنية..!! وتتحجج الجامعة بعدم تسديد الطلاب للرسوم الدراسية، برغم انها تعلم جيدا ان الطلاب لا علاقة لهم بالرسوم التى التزمت الدولة بسدادها بعد صدور القرار الجمهوري (بعد اتفاق ابوجا) بإعفاء كل طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا من الرسوم الدراسية بسبب ظروف الحرب والنزوح. ولقد صدر توجيه رئاسي اكثر من مرة بالالتزام الصارم بتنفيذ القرار إلا ان جامعة السودان (وبعض الجامعات الأخرى) ظلت تتحدى القرار والتوجيه الرئاسيين بجرأة تحسد عليها وترفض باصرار شديد عدم اصدار الشهادات إلا بعد ان تسدد الدولة الرسوم او يدفع الطالب رسومه كاملة (عن كل سنوات الدراسة)، وفى آخر مرة قالت لهم الادارة أو من ينوب عنهم (ما لم يأت الشيك فلا تعشموا فى شهادات ولو بعد مائة سنة).. تخيلوا الى اية درجة صارت بعض المؤسسات تعارض وتماطل فى تنفيذ القرارات السيادية، بل وتتحداها بأعلى الأصوات..!!الغريب ان جامعة السودان كانت هى اول من بادرت ــ عندما ظهرت هذه المشكلة بوضوح وصارت حديث الصحف فى نهاية عام 2007 وبداية عام 2008، وكان لها تأثير سلبي واضح جدا على علاقة السلطة الانتقالية لدارفور بمواطنيها الذين وصفوها بالضعف ووجهوا لها انتقادات حادة، واتهموها بالتقاعس تجاه قضايا الطلاب مما اثر على علاقتها بالسلطة المركزية باعتبارها المسؤولة عن تسديد الرسوم ــ بادرت بعقد ورشة عمل بالاشتراك مع السلطة الانتقالية حضرها رئيس السلطة الأخ (مني أركو مناوي) بنفسه لبحث سبل حل المشكلة، وتوصلت لتوصية بأن تحل المشكلة بدون التأثير على مصالح الطلاب.. ولكن هاهي جامعة السودان تقف على رأس الجامعات التي تضر بمصالح الطلاب واسرهم وتسهم في تعقيد مشكلة دارفور التى هي اصلا معقدة وليست في حاجة الى مزيد من التعقيد..!! بالله عليكم ماذا نقول عن هذا الابتزاز الذي تمارسه جامعة السودان بالامتناع عن استخراج شهادات الطلاب الى ان تقوم الحكومة بسداد الرسوم.. أليس هو مثل أي ابتزاز آخر يمارسه عتاة المجرمين ويعاقب عليه القانون بأقسى العقوبات..؟! ثم أليست جامعة السودان.. جامعة حكومية تأخذ تعليماتها من وزارة التعليم العالي والحكومة السودانية، أم انها تتبع لدولة اخرى حتى تجد كل هذه الجرأة في تحدي القرارات السيادية؟!* ثم إذا كانت الدولة عاجزة عن حل مشكلة رسوم طلاب دارفور، فكيف ستحل مشكلة دارفور نفسها؟!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
26 أغسطس 2010