جعفر عباس

عدت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشقي

[ALIGN=CENTER]عدت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشقي [/ALIGN] كتبت في مقالي السابق عن أن زوجتي أهدتني زوجين من الأحذية في عيد ميلادي الأخير، وأميل الى الاعتقاد بأن زوجتي قررت تعزيز انتمائي الى الطبقة البرجوازية برفع عدد أحذيتي الى أربعة لأنها غاوية أحذية.. وكتبت مرارا عن شرائي مكتبة شبه فخمة لأضع عليها كتبي كي يعرف زوار بيتي أنني مثقف، وشيئا فشيئا تضاءل عدد الكتب لأن أصدقاء السوء يستعيرون الكتب ولا يعيدونها، وبعضهم يتمتع ببجاحة عجيبة وقد يعيرك يوما ما كتابا أخذه منك قبل أشهر أو سنوات: يا سلام ده كتاب اشتريته من بيروت الشهر اللي فات،..لازم تقراه… هل تقول له إنك اشتريته قبل سنتين من رصيف بربع سعره الأصلي؟ المهم ان المدام لاحظت تقلص عدد كتبي وشكواي من تعرض كتبي للسرقة، فنقلت المكتبة الى غرفة داخلية وحولتها الى مجزمة… شيء يشرح الصدر ان تدخل بيتك وتجد أحذية زوجتك تجلس أمامك في طوابير أنيقة لتذكرك كم من نقودك ضاع على الجزم والصرم!
على كل حال توقفت عن “النقنقة” بشأن ذلك اليوم التاريخي الذي شهد مولد سي. دي. أبو الجعافر، وفي مثل ذلك اليوم من عام 1969 استولى العقيد القذافي على السلطة في ليبيا، وأسماه الفاتح من سبتمبر، وسكت على اختطاف ذلك اليوم المشهود مني، وقلت ان الرجل منا وفينا، رغم ان كلمة “الفاتح” تجردني من لون بشرتي “الأسود” الذي أعتز به.. ثم جعل جورج بوش وعصابة المحافظين الجدد في أمريكا من شهر سبتمبر بالتحديد الـ11 منه وهو يوم مولدي مكررا) موالاً جوالاً هزازاً ترتجف له الدنيا من افغانستان الى العراق، و”يا عالم” على من سيأتي الدور! ربما دارفور؟ ولكنني ولله الحمد لست من الجنجويد الذين يقال انهم عرب، وبيني وبين كل ما هو عروبي كالذي بين أم كلثوم وروبي..! ثم كان ما كان من أمر عصابة الشيشان التي لم تجد شهراً سوى سبتمبر ترتكب فيه جريمة بشعة بحق مئات الأطفال في مدرسة في مواجهة قوى أمن خائبة وخائفة وواجفة وتضاهي العصابة المجرمة افتقارا للحس الإنساني! (في حوادث الرهائن في روسيا يتمنى المخطوفون عدم تدخل قوات الأمن لتحريرهم لأنهم يدركون ان تلك القوات تقتل “من طرف”)، ومن قبل سكت على مضض عندما قرن الفلسطينيون شهر سبتمبر بالسواد، وذلك لسببين: أولهما انني عنصري في اعتزازي بكل ما هو أسود (ما عدا روبرت موقابي رئيس زيمبابوي الذي أكرهه لله في لله، مثل كرهي لفلادمير بوتين وفاروق الفيشاوي وجواهر ودونالد رامسفيلد والكوسا والفاصوليا الخضراء ونادية الجندي)، ولا اعتبر السواد قريناً للشؤم والطالع السيئ، وأشهر مقاتل في التاريخ العربي هو “قريبي” عنترة الأسود، وأول مؤذن في التاريخ هو جدي بلال الأسود، والثاني هو ان الفلسطينيين أسموه “أيلول” الأسود ويعنون بها الصدامات الدامية بينهم وبين القوات الأردنية في أوائل السبعينيات، وكثيرون لا يعرفون ان أيلول هو اسم الدلع لسبتمبر..! ! باختصار، اثبتت الأحداث ان والدي رحمه الله كان على خطأ عندما اعتبر مولدي فألاً حسنا لأنه كسب ثلاثين قرشا إضافية شهريا، في ذلك اليوم.. فالشهر الذي ولدت في الاول منه ارتبط في معظم الاحوال بالشؤم وسوء الطالع والنازل.. ثم لاحظوا انني مولود في 1/9، ولو فكرت بطريقة جورج بوش فستكتشف ان الفارق بين ذلك اليوم و 11/9 فارق “شكلي”، قد لا ينتبه اليه الكثيرون، ولكن المخابرات الأمريكية “مُصَحْصِحَة” بدرجة انها تحسب المُهر ديكاً..! ومن ثم لابد من التكتم على تاريخ ميلادي لأنني “مش وِش بهدلة”، ولن أتحمل العيش في قفص في جوانتنامو، ولو حبسوني هناك ساعتين فقط فسأعترف بكل شيء و”أوديكم في ستين داهية”،.. ربما سمعتم بحكاية الرئيس العربي الذي كان يملك حظيرة من الغزلان فهجم عليها أسد وفتك بها فتم تكليف جهاز المخابرات بالقبض على الأسد المتطاول على غزلان “السيادة”، وبعد قليل دخل ضابط مخابرات على مدير مكتب الرئيس حاملاً أرنبا وهو يقول: تمام يا فندم.. اعترف بأنه الأسد الذي أكل الغزلان..! سأقول للأمريكان ان “الجعليين” الذين يزعمون أنهم من عرب الحجاز هم أساس الجنجويد، وأن أبومصعب الزرقاوي يقيم في حي الرياض بالخرطوم، وأن سكان بيت المال في أم درمان انضموا جماعيا الى تنظيم القاعدة…. ولكن بإمكانكم شراء صمتي بالاستجابة للمطالب التالية: تغيير اسمي في كل الوثائق الرسمية الى جيفري أوباما أو جيفري رايس.. وقف التطهير العرقي بحق أبناء وبنات السودانيين في المهاجر الطامحين في التعليم الجامعي.. منحي عقد عمل كسفير دائم للسودان في سويسرا ومنح زوجتي عقد الماظ او لؤلؤ حر..!

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com