منوعات

السوق العربي.. عودة الألق القديم وانتعاش التجارة من جديد

عندما نقل موقف المواصلات من وسط الخرطوم إلى حي جاكسون وموقف «كركر»، أثار القرار وقتها جدلا واسعا، واعتبرت الخطوة، إجراءً لتحاشي انفلاتات أمنية محتملة في مناطق تجمع المواطنين، لكن الازدحام والفوضى انتقلا إلى المنطقة الغربية، وازدادت المخاوف الأمنية أكثر في الموقف الجديد، مما اضطر سلطات المحلية إلى إعادة المحطة من جديد إلى وسط الخرطوم أو على الأقل السماح للمركبات العامة بالعبور بوسط الخرطوم، وعاد من جديد الألق لهذه المحطة التي كاد الناس ينسوها، كما أسهم الإجراء في انتعاش المحال التجارية بالسوق العربي الشهير.
ويجيء قرار ولاية الخرطوم بدخول بصات شركة ولاية الخرطوم (بصات الوالي) إلى قلب السوق العربي (ميدان الأمم المتحدة) على خلفية أزمة المواصلات التي شهدتها وتشهدها الولاية هذه الأيام وتكرار شكوى المواطنين من الصعوبة البالغة في الوصول إلى منازلهم.
(الأهرام اليوم) زارت المحطة الجديدة وسألت عددا من السائقين والمواطنين عما يؤول إليه حالهم بعد القرار، حيث قال أحد سائقي المركبات العامة، عصام محمد، إن القرار ليس هو الحل للحد من الاختناقات المرورية ولا أزمة المواصلات إنما كان الأفضل للولاية أن تشرع في تأهيل وتحديث الطرق المعبدة ثم جلب البصات الحديثة واستخدام أحدث تقنيات المراقبة المرورية ثم التفكير في تحويل مواقف المواصلات دون مهددات أمنية أو غيرها.
أما المواطن خالد بابكر، فقد اعتبر أن القرار يعيد للسوق العربي ألقه الذي خبا بعد نقل محطة المواصلات، كما قال إن التجار وأصحاب المحلات التجارية سيستفيدون منه، وقال آخر إن قرار دخول البصات إلى قلب الخرطوم جيد لكن يرى أن الأزمة أكبر من ذلك في أن البصات بطيئة وغير ملتزمة بالوقت والمحطات وأن كل طرق الولاية لا تساعد على الوصول في الزمن المناسب إضافة إلى الازدحام المروري.
ورغم أن القرار يثير ارتياحا وسط أطراف مستفيدة منه، إلا أنه يقابل أيضا بمعارضة من قبل شعبة الحافلات بولاية الخرطوم، التي رأت أن عدم شمول القرار للحافلات معيب.
وهناك أيضا جانب مهم في القرار، يتعلق بزوال المهدد الأمني الذي كانت تخشاه السلطات من «ازدحام موقف كركر»، وفي هذا الخصوص يقول الخبير الأمني العميد معاش حسن بيومي لـ (الأهرام اليوم)، إن مبررات حكومة ولاية الخرطوم لنقل المواقف لمنطقة جاكسون لتقليل حدة الازدحام بالخرطوم لم يكن حقيقيا إنما كان مناورة، وأن الهدف الأساسي هو رغبة الولاية في محاربة أي مظاهر لتجمعات المواطنين بصورة كبيرة في منطقة إستراتيجية بقلب المدينة مما يخلق بعض الهواجس الأمنية، وأشار بيومي إلى أن عودة المركبات إلى المنطقة القديمة لا يعني انتفاء الخطر الأمني لأن بها مناطق تجارية كبرى وحركة المواطنين والمركبات بشكل واسع قد تقود إلى جرائم مختلفة.
ورأى العميد بيومي أن الولاية عاجزة عن توفير بدائل مناسبة ومنطقية في المدينة لافتا إلى أن المدينة (تريفت) وأصبح من الصعب التحكم بها، وحذر بيومي من إنشاء موقف جديد للمواصلات بمنطقة شروني المحاذية لحي الخرطوم 2 وأضاف أنه لا ينفع أن يكون بها موقف وأن جمعية الحي ستناهض القرار وستعمل بكل السبل لإبطاله والمحافظة على المدينة النموذج داخل الخرطوم في إشارة إلى حي نمرة 2 من الفوضى والتريف.
الأهرام اليوم