هاجر هاشم
في خطوات مشاويرو
*يأمر الطريق خطواته فتمضي نحو أفق مجهول لا يدخله إلا المتخاصمين حول زيادة الخطوات ونقصانها.
*كثيرون هناك يتأملون الجوع الموزع بين البطون الفارغة، الأعين السارحة في شوارع الدواخل المهدمة المعاني؛ المشنوقة الإنسانية، نائمة في أحضان الطرقات، ساخطة من الإبتسامات القليلة الموجودة بين الفينة والأخرى.
*ما يزال الصغير يحيط نفسه بقمامات العالم الثالث، يلصق الأكياس الملونة ببعضها، يصنع شيئاً ما لا يدرك هو معنى نهايته، يلقي بها.
*يسوق خطواته مجدداً إلى أمكنة أخرى، يبحث هذه المرة عن الهويات، يلتقى أصحابا جددا اسمي واسمك، يحتضن أصحابه فرحا، يهرولون نحو المشاوير المهضومة بحبل الخطوات الطويلة.
*الصغير ما يزال يبحث عن شيء عن طعام لا فهو يعرف أن وجود الطعام كوجود الذهب، الأصدقاء كثيرون إذا لا يحتاج إضافة جديدة.
*هو يبحث عن كيفية وجوده عن تلك المرأة التي يتذكر رائحتها، تلك الرائحة ما زالت معلقة بذاكرته تشعره بذلك الاحساس الدافئ، إحساس الأم.
*هو يبحث عن أمه، عن وجوده الذي ارتبط برائحة معينة تسابق خطواته ترشده إلى مشاويره المترنحة دون وجود حقيقي.
*أمي ما زلت أبحث عنك.. رغم ضيق أمكنتي وقصر قامتي، تعبت خطواتي ولكني أقويها برائحتك، ربما أجدك وربما تجديني، وربما نتواجد سوياً كأدلة ضاعت اتهاماتها في محاكم البشرية الغارقة في وهم الطرقات.
إعترافات – صحيفة الأسطورة 4/8/2010
hager.100@hotmail.com